كتبت ـ إيمان الخاجة:
كلام الإنسان ليس بما ينطقه من حروف فقط، بل بما يصاحب حديثه من تصرفات وتعابير وجه وحركات، ومن هنا جاءت حملة ركاز «كلامك عنوانك» لتعريف الشباب بمكونات عمليات التواصل الإنساني وتحفيزه على تبني أساليب تواصلية تعكس مكنونات أخلاقه وتناسب مختلف المواقف الحياتية.
وتتناول الرسالة المراد توجيهها عبر الحملة، طريقة فهم تفاعلات البيئة الاتصالية وتبني تعبيرات أخلاقية وسلوكيات مرتبطة بها تعزز قوة الأسلوب التواصلي، ولهذا الغرض نظمت الحملة عدداً من الفعاليات بينها «ركاز شو» في نادي الشاي بأمواج جذبت مواهب شبابية مختلفة.
وقالت عضو اللجنة المنظمة للحملة فاطمة مجيران «ركاز شو عرض للمواهب الشابة البحرينية في مختلف المجالات، بما يخدم هدف الحملة وشعارها وتطبيق مضمونها، وكيف يمكن للشباب توظيف موهبتهم في إيصال رسالة الحملة (كلامك عنوانك)».
وأضافت أن باب التسجيل فتح قبل أسبوعين من الفعالية، وأعلن عنها في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والصحف المحلية، وكانت المنافسة بين شباب تنوعت مواهبهم بين التصوير والتمثيل والإلقاء والإنشاد ومونتاج الفيديو، ومنحت كل موهبة 5 دقائق لعرض ما لديها، وقيمت من قبل لجنة تحكيم تألفت من الإعلاميين يوسف محمد وسلمان علي والمدربة أشواق بوعلي، وبعد انتهاء التصفيات أعلن أسماء الفائزين بالمراكز الثلاث الأولى.
قوننة الهدف
وقال الإعلامي يوسف محمد «في كل عام تبهرنا ركاز بشيء جديد فهي حملة راقية بمضامينها، وشعار حملة هذه السنة (كلامك عنوانك) مميز لأننا في وقت نحتاج فيه للارتقاء بفكرنا وأسلوبنا وحديثنا مع الآخرين».
وأردف «فعالية ركاز شو خطوة موفقة من المنظمين في اجتذاب المواهب والتعريف بها، وأنا شخصياً استمتعت وتشرفت أن أكون عضو بلجنة التحكيم، وأرى أن شبابنا لهم مستقبل زاهر، ولا بد من صقل مواهبهم واحتضانها».
وخاطب متطوعي ركاز «رفعتم رأسنا.. لكم كل التحية والتقدير، أنتم عملتم في هذا المجال لحبكم للبحرين، ووجودكم أثرى الحملة، وأتمنى أن تنهلوا من العمل التطوعي الذي ينعكس على شخصيتكم وفكركم وخيالكم وحياتكم».
فيما أشاد الإعلامي سلمان علي بتنظيم الفعالية وترتيبها واختيار مكانها، وتنوع مجالات المشاركين فيها، وقال «تجربة جميلة شاهدت فيها أنواع مختلفة من المواهب، كان بها شباب مميزون ورأيت نماذج لعمل متقن وجهود واضحة لإبراز المواهب، ونحن بحاجة لأنشطة مماثلة تفتح آفاقاً للشباب خصوصاً أن المواهب كثيرة ولكن ركاز عرفت كيف توجهها لهدف معين».
من جانبها أعربت المدربة المعتمدة أشواق بوعلي، عن إعجابها بالفكرة التي ربطت مختلف المواهب بمضمون وشعار الحملة «كلامك عنوانك»، وقالت «بهذه الطريقة تم تعزيز الحملة ودفع الجمهور للبحث عن مضمونها وتطبيقها في مواهبهم، ومن خلال تجربتي في تحكيم الفعالية أجد أن جميع المواهب كانت ممتازة، وتم استخدام المضمون في كل شيء فحتى في المشهد التمثيلي كان الكلام عنواناً للموهبة، ودائماً أعتبر أول دفعة تشارك في أي برنامج هم الرواد لأنهم خاضوا التجربة وتحملوا أذواق الناس، والجميل أن الجمهور أيضاً شارك بالتصويت وابدى رأيه ولم يكتف بدور المستمع».
وأضافت «أعجبني استخدام اللون الأحمر في التصميم، لأنه يعطي طاقة للمشترك ويجعل الجمهور يتفاعل، هذا إلى جانب التوفيق في اختيار مكان الفعالية وتميزه بالودية والأريحية والمناظر الجميلة».
الفوز أكبر حافز
مخرج الفيلم الفائز بالمركز الأول عبدالعزيز مطر (17 سنة) قال «كنت أود صنع فيلم منذ فترة، وعندما سمعت عن ركاز شو تشجعت أكثر، جهزت الفكرة وبدأت التفيذ خلال 5 أيام بشكل مكثف حتى ظهر الفيلم كما رآه الجمهور ولجنة التحكيم، وكان للأخيرة دور كبير في تزويدنا بالنصائح».
ويشاركه الرأي يوسف المدني (17 سنة) مصور ومنتج الفيلم «دفعني حبي وحرصي لوصول هدف حملة ركاز (كلامك عنوانك) للمشاركة في الفعالية من خلال موهبتي في التصوير والمونتاج ومساعدة المخرج عبدالعزيز مطر، وكان الفيديو عبارة عن مقاطع تتناول مشاهد مختلفة من الحياة في المكتب والمطعم والشارع، تصور تناقل الناس لكلام بذيء يتم تصحيحه بعد رؤية شعار الحملة أو كتيباتها.. فوزنا لم يأت بسهولة خصوصاً وأن المنافسة كانت شديدة».
وأردف «شعوري بالفرحة لا يوصف، فبعد التعب أرى النتيجة أمامي وهذا أعطاني دافعاً للمشاركة في مسابقات أخرى»
وتناول عمار أنور (16 سنة) الفائز بالمركز الثاني، مشهداً تمثيلياً يروي قصة سارق الدجاج ليمثل 4 شخصيات في ممثل واحد، وكانت قصته تدور حول الوالي والحاجب وسارق الدجاجة والشرطة، وكيف أن سارق الدجاجة لم يعترف بالجريمة وأنكرها، وبكلامه ونصبه واحتياله تمكن من النجاة وكان القتل من نصيب الوالي.
وقال أنور «أمارس موهبة التمثيل منذ المرحلة الابتدائية، وسعيت طوال هذه الفترة لصقل موهبتي بالورش التدريبية والمشاركة في المسابقات، ولم أكن أرغب في المشاركة بالفعالية في بداية الأمر، لكن أصدقائي شجعوني وبعدها شاركت وفزت بالمركز الثاني، ما أعطاني دافعاً للمواصلة في هذا المجال وأكسبني ثقة كبيرة بنفسي».
وحاز الشاب محمد يوسف صالح المركز الثالث في مجال الغناء الأجنبي، ولفت إلى أنه يحب الغناء الذي يحمل مضموناً ورسالة «أكتب الكلمات الهادفة بنفسي، وأبحث عن أي فرصة للمشاركة، وعندما سمعت عن ركاز شو تشجعت وتقدمت، ولدي كلمات خاصة بمضمون الكلام فغيرت مقطعاً معيناً لتكون أكثر مناسبة لرسالة الحملة، ولاقت كلماتي استحسان الجمهور ولجنة التحكيم».
وأضاف «أول مرة أفوز فيها بمسابقة، فأغلب مشاركاتي كانت ضمن فعاليات متنوعة، وشاركت في مسابقة بجامعة البحرين وتأهلت من بين عشرة، وكان هناك فائز واحد ولم يكن من نصيبي، وفي ركاز فزت بالمركز الثالث، وهذا الفوز يعني لي الكثير لأني أبحث عن فرص مماثلة».
مواهب لم تخطر على بال
وتقول الشابة سارة العوضي (21 سنة) «جذبني الإعلان لحضور الفعالية ومشاهدة المواهب المختلفة، وعندما حظرت أعجبت بترتيب المكان وتجهزيه وتفاعل الجمهور، فحتى الوقت مر سريعاً دون أن نشعر، وأكثر ما شدني هو صغر سن المواهب المشاركة التي أعطتني انطباعاً جميلاً عن تميزهم منذ الصغر، وأتمنى لهم مستقبلاً باهراً».
ويشيد الشاب عبدالعزيز جناحي (15 سنة) بالفعالية ويقول «أرى أنها فكرة جيدة لإبراز مواهب الشباب وإخراج طاقاتهم وإمكاناتهم.. أنا أحب متابعة مثل هذه الأمور والتعرف على مختلف المواهب، ولم أتوقع أن تكون الفعالية بهذا المستوى من التنظيم، وأن أرى مثل هذه الطاقات، فكل المواهب كانت رائعة حتى التي لم تواتها فرصة الفوز».