كتب - حسن الستري:
دعا رئيس مجلس الشورى علي الصالح إلى استحداث استراتيجيات تتلاءم والتحديات التي تواجهها دول مجلس التعاون من تهديدات مستمرة تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار، والنيل من المكتسبات الوطنية التي حققتها.
وافتتح الصالح أمس أعمال مؤتمر رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي، وأكد أن تحقيق الأمن والسلام والاستقرار أحد أهم المحاور التي تلتقي حولها دول الوطن العربي وأفريقيا -إن لم يكن على رأسها- لافتاً إلى أنها مطلب ملح لكافة أبناء الأمتين العربية والأفريقية.
وأشار إلى أن مملكة البحرين تولي هذا الموضوع عظيم الاهتمام، وتسعى مع الأشقاء والأصدقاء لتحقيق الأمن والاستقرار ودعم السلام في المنطقة، لافتاً إلى أن المنظومة الخليجية استطاعت وبفضل من الله وحكمة القادة أن تحد من هذه التدخلات، وهو ما أكد أهمية الدور الذي تستطيع أن تمارسه المنظومات الإقليمية للتصدي لأي توترات أو مهددات لأمن واستقرار الدول المنضوية تحتها.
ونقل رئيس مجلس الشورى تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وتمنياتهم للوفود المشاركة كل التوفيق والنجاح.
وأعرب الصالح عن تقديره واعتزازه بما عبرت عنه رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي ضمن البيان الختامي للمؤتمر السادس للرابطة الذي احتضنته مدينة الرباط الشقيقة العام الماضي، من إشادة وترحيب بالمبادرة الحكيمة بإنشاء اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق في الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين مؤخراً، مشيراً إلى أن المواقف الداعمة بين الأشقاء والإخوة هي خير تجسيد لما يجمعها من روابط تاريخية وثيقة تقوم على أسس صلبة من التعاون والتنسيق الدائم، الذي لطالما أفرز مواقف موحدة ومنسجمة في شتى الأحداث والمواقف.
من جهته قال رئيس مجلس الشيوخ البوروندي جبرايل نيتسزرانا رئيس الدورة الحالية للرابطة إن إقامة المؤتمر في مملكة البحرين ستكون فرصة مناسبة للقاء الدول الأعضاء والاستماع لآرائهم وتطلعاتهم خصوصاً في مجال التنسيق بين المنطقتين العربية والأفريقية وإرساء التنمية وإنهاء النزاعات والأزمات والتي تعد من أهم الأهداف التي تقوم عليها الرابطة، والتي أكدت عليها من خلال تبنيها لبرامج تبادل الزيارات والخبرات.
من جانبه، أكد الأمين العام لرابطة مجالس الشيوخ والشورى عبد الواسع علي حاجة المنطقة لإنشاء جامعة متخصصة بدرجة عالية وكليات تقنية في المنطقة، مشيراً إلى أن إنشاء اتحاد عربي أفريقي لغرف التجارة والصناعة من شأنه أن يمهد الطريق لتأسيس سوق مشتركة لمنطقتينا العربية والأفريقية ويعمل على تشجيع الاستثمار والتجارة الإقليمية المشتركة، إضافة إلى تأسيس مركز ثقافي أفريقي ــ عربي وقرية ثقافية تلبي طموحنا لتعزيز النهضة الثقافة في منطقتنا العربية والأفريقية.
وقال: نرى الرابطة وهي تلعب دوراً محفزاً يعمل على تسريع خلق اتحاد أفريقي ــ عربي من خلال العمل المشترك مع الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، مؤكداً أن هذا الاتحاد يفضي إلى إيجاد عمله مشتركة ولغة عمل مشتركه.
وأضاف: نرى المجالس الأعضاء في الرابطة وقد بذلت قصار جهدها من أجل جعل منطقتينا من أفضل الأماكن أمناً وسلاماً، وتعمل على تقديم الأمن الغذائي لشعوبها وإنقاذهم من الجوع وأن تمنح شعوبنا الاحترام الذي يستحقونه وذلك من خلال تأمين فرص عمل لهم والأمن الاجتماعي وترسيخ مبدأ الحكم الرشيد ومكافحة الفساد وتأسيس ميكانيكية يمكن الاعتماد عليها في الانتقال السلس للسلطة.
وأكد أن المجالس الأعضاء تستطيع أن تلعب دوراً هاماً وذلك من خلال إسداء المشورة للقيادات التنفيذية القريبة منها وعندما تفعل ذلك فإنها تستطيع حماية منطقتينا من الآثار المدمرة التي تنجم عن الاضطرابات.