عواصم - (وكالات): حذر قائد الجيش السوري الحر سليم إدريس أمس بأنه «إذا لم يوقف مقاتلو حزب الله اللبناني هجومهم في سوريا حيث يقاتلون إلى جانب القوات النظامية، فإن المعارضة المسلحة ستتخذ «كافة الإجراءات» ضد حزب الله». وقال مخاطباً الرئيس اللبناني ميشال سليمان والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «أضعهم أمام مسؤولياتهم، خلال 24 ساعة إذا لم يتوقف هجوم حزب الله على الأراضي السورية فإننا سنتخذ كافة الإجراءات وسنلاحق حزب الله حتى في جهنم».
ويثير تدخل حزب الله في النزاع السوري جدلاً واسعاً في لبنان حيث ينتقد معارضوه المناهضون للنظام السوري هذا التدخل معتبرين أنه يجر لبنان إلى النزاع السوري الدامي. وفي لبنان، قتل 3 جنود برصاص مسلحين في بلدة عرسال شرق البلاد قرب الحدود السورية. في غضون ذلك، أصيب 7 أشخاص جراء سقوط 6 صواريخ من الجانب السوري على منطقة الهرمل، معقل «حزب الله». يأتي ذلك غداة مقتل امرأة قرب الهرمل إثر سقوط 3 صواريخ من الأراضي السورية.
من جهته، ندد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بـ»التدخل السافر» لحزب الله اللبناني في سوريا حيث يقاتل إلى جانب قوات النظام محذراً من أن ذلك يؤجج التوترات الطائفية في المنطقة.
وقال قرقاش في مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اليستير بورت «هناك قلق من إعلان حزب الله السافر التدخل في سوريا». من ناحية أخرى، قالت روسيا إن قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن الأسلحة للمعارضة السورية «سيضر مباشرة» بفرص عقد مؤتمر السلام حول الأزمة السورية وشددت على أن الصواريخ الروسية المتطورة المقرر تسليمها إلى سوريا تمثل رادعاً لأي تدخل خارجي. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف «تسليح المعارضة يضر بآفاق مؤتمر جنيف 2». وأضاف في تعليقات واضحة بشأن صواريخ اس 300 التي تعتزم موسكو تسليمها للنظام السوري أن «عملية التسليم تعتبر عامل استقرار ونرى أن إجراءات كهذه تردع إلى حد كبير بعض العقول المحتدة من التفكير بسيناريوهات يتخذ فيها النزاع منحى دولياً بمشاركة قوات أجنبية».
وأثارت تصريحات ريابكوف ردود فعل من إسرائيل التي قالت إنها «تعرف ما ستفعله» إذا سلمت روسيا أنظمة الصواريخ، في تلميح إلى ضربة جوية جديدة لسوريا. ووافق الاتحاد الأوروبي على رفع الحظر الأوروبي على الأسلحة للمعارضة السورية المسلحة بعد نقاشات كثيرة وإصرار قوي من فرنسا وبريطانيا. وشدد مسؤول فرنسي على أن قرار رفع الحظر «نظري» ولن يبدأ تطبيقه قبل الأول من أغسطس المقبل. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن «بريطانيا غير ملزمة بأي موعد زمني في قرارها لتسليح المعارضة»، بينما أكدت فرنسا أنه «يمكنها من الآن تسليح المعارضة، لكن ليس هناك خطط حول ذلك الأمر».
من جهة أخرى، تعترض نقاط خلافية عديدة، تتراوح بين تشكيلة الوفود السورية على قائمة المدعوين ومصير الرئيس بشار الأسد، ومسألتي الأمن والسلاح، تنظيم مؤتمر السلام حول سوريا الذي تبذل جهود كبيرة لعقده في يونيو المقبل في جنيف بناء على رغبة القوى العظمى. وفي شأن متصل، أكدت روسيا على ضرورة مشاركة إيران في مؤتمر السلام المزمع عقده بشأن سوريا رغم تحفظات بعض الدول الغربية مثل فرنسا.
ميدانياً، قتل 15 سجيناً في سجن حلب المركزي شمال سوريا، والذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ أيام ويشتبكون مع القوات النظامية في محيطه، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جانب آخر، استأنفت مصر إجلاء رعاياها من سوريا عبر جسر جوي وبري من دمشق وبيروت يشمل في يومه الأول تسفير 60 مصرياً.