عواصم - (وكالات): دعت وزارة الخارجية الأمريكية «حزب الله» الشيعي اللبناني إلى «سحب مقاتليه من سوريا على الفور»، مشيرة إلى أن «إرسال مقاتلي الحزب لسوريا أمر غير مقبول وخطير»، فيما أرسل الحزب وقوات الحرس الجمهوري السوري تعزيزات إلى مدينة القصير الاستراتيجية وسط البلاد، في محاولة للسيطرة على آخر معاقل المقاتلين المعارضين فيها.
في غضون ذلك، دان مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أمس المجازر المرتكبة في القصير إضافة إلى تدخل «مقاتلين أجانب» إلى جانب قوات الأسد، فيما طلب تحقيقاً من الأمم المتحدة حول أعمال العنف بالمدينة، وأدان القرار مشاركة «حزب الله» في المعارك دون تسميته.
في الوقت ذاته، تصاعدت لهجة الاستنكار والاستهجان التي أطلقتها مختلف القيادات الشيعية في لبنان والعراق التي تدين تورط الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في الاقتتال الدائر على الأراضي السورية بين قوات النظام وبين المعارضة المسلحة.
وعبرت قيادات شيعية بارزة في لبنان عن رفضها لتدخل «حزب الله»، وقال العلامة الشيعي محمد حسن الأمين إنه «ليس الشيعة هم الذين يقفون مع النظام السوري»، مؤكداً أن «هناك مصالح سياسية لإيران التي تساند النظام في سوريا، دعت الحزب إلى القتال من أجل إيران». كما عبرت الكثير من العوائل الشيعية عن «رفضها لمشاركة «حزب الله» في الاقتتال السوري ووقوفه إلى جانب النظام».
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان حزب الله اللبناني أرسل 4 آلاف مقاتل إلى سوريا للقتال إلى جانب الجيش النظامي.
من جهته، حذر الزعيم العلوي في لبنان رفعت عيد بعد أسبوع من القتال بين جبل محسن العلوي وباب التبانة السني في طرابلس شمال لبنان أن «الجانبين يستعدان لمعركة جديدة وأن الأمور ستذهب نحو الأسوأ على صعيد كل لبنان».
وفي سوريا، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن «6 سوريين يقتلون كل ساعة على يد قوات الرئيس بشار الأسد بمعدل، 135 شخصاً يومياً، وتبقى المعانة الأشد في سقوط طفل كل ساعتين وامرأة كل 3 ساعات». ميدانياً، سيطرت القوات النظامية السورية مدعومة بحزب الله على مطار الضبعة العسكري شمال مدينة القصير الاستراتيجية، والذي يعد معقلاً أساسياً لمقاتلي المعارضة خاصة المتحصنين منهم شمال المدينة، بحسب ما أفاد مصدر عسكري سوري.
وقال المصدر إن «الجيش السوري سيطر على مطار الضبعة بعد عملية عسكرية بدأت عبر 3 محاور رئيسية من الغرب والشمال والجنوب الغربي»، ما أسفر عن «تحرير المطار وسقوط عشرات القتلى من المسلحين المتمركزين داخله». ويشكل المطار الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة في ابريل الماضي، المنفذ الأساسي للمقاتلين المتحصنين في شمال مدينة القصير التي اقتحمتها القوات النظامية وحزب الله من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية قبل نحو عشرة أيام.
وعرضت قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لحزب الله اللبناني صوراً مباشرة قالت إنها من داخل المطار، وظهر فيها عدد من ضباط القوات السورية وجنود على دباباتهم.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «تعزيزات من حزب الله وقوات المهام الخاصة في الحرس الجمهوري السوري أرسلت إلى القصير»، موضحاً أن هذه القوات، كما عناصر الحزب الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مدربة على خوض حرب الشوارع.
ورأى عبد الرحمن أنه «في حال سقوط القصير في يد النظام، فهذا سيشكل ضربة قاسية للمقاتلين المعارضين لأن الحدود اللبنانية التي يستخدمونها لتمرير السلاح، ستصبح مغلقة في وجههم».
وشمال دمشق، ذكر مصدر عسكري سوري أن القوات النظامية تشن منذ الثلاثاء الماضي حملة واسعة في حي برزة، في محاولة لإخراج مقاتلي المعارضة منه.
وفي لبنان المجاور، سقطت أمس 3 صواريخ مصدرها الأراضي السورية على حي رئيسي في مدينة الهرمل التي تعد معقلاً لـ «حزب الله» دون أن تؤدي إلى إصابات، لكنها تسببت بحالة هلع بين السكان.
وتكررت في الأيام الأخيرة حوادث سقوط صواريخ مماثلة.
سياسياً، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الحكومة السورية ليس لها شروط مسبقة لحضور محادثات السلام المزمع عقدها في جنيف لكنها تنتظر مزيداً من التفاصيل، في المقابل، قال ائتلاف المعارضة السورية إنه لن يشارك في مؤتمر «جنيف 2» ما لم يتم تحديد موعد نهائي للتوصل إلى تسوية مضمونة دولياً تقوم على أساس رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة. وفي أول رد فعل رسمي بشأن المؤتمر الذي تعد له الولايات المتحدة وروسيا وافق الائتلاف على إعلان اطلعت يقول إنه متمسك بهدف إبعاد الأسد وكبار مسؤولي حكومته. في الوقت ذاته، كررت إيران الحليف الإقليمي لسوريا، رغبتها في إيجاد «حل سياسي» للنزاع السوري، وذلك خلال مؤتمر دولي في طهران عقد في غياب اطراف النزاع.
من جانب اخر، ابلغت بريطانيا الاسبوع الماضي الامم المتحدة بحالات جديدة مشبوهة لاستخدام اسلحة كيميائية في النزاع السوري كما قال دبلوماسيون.
من جهته، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزراءه بعدم التعليق حول سوريا وإمكان أن تقوم روسيا بتسليمها صواريخ، حسبما أوردت الإذاعة الرسمية أمس.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن رفع الاتحاد الأوروبي الحظر عن تسليم أسلحة إلى المعارضة السورية «يضع عقبات جدية» أمام عقد مؤتمر دولي في جنيف حول السلام في سوريا. من جهة أخرى، أعرب لافروف عن دهشته العميقة من دعم الولايات المتحدة لمشروع قرار لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يدين «تدخل مقاتلين أجانب» إلى جانب القوات السورية في مدينة القصير .
وفي جنيف، أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سوريا واستعانتها بمقاتلين أجانب ودعا إلى وقف هجماتها بالصواريخ وغيرها من الأسلحة الثقيلة على المدنيين في القصير. واعتمد المجلس الذي يضم 47 عضواً قراراً أعدته قطر وتركيا والولايات المتحدة بأغلبية 36 صوتاً مقابل رفض فنزويلا فقط وامتناع 8 دول عن التصويت. وغاب وفدان عن التصويت.