عواصم - (وكالات): انتقد عدد من خبراء الأمم المتحدة أمس «القيود المفرطة على حقوق المواطنين الإيرانيين بالترشح إلى الانتخابات الرئاسية»، وخصوصاً استبعاد 30 امرأة، والتي تشكل «انتهاكاً خطراً للحقوق التي تضمنها القوانين الدولية».
وفي بيان صدر في جنيف، أشار المقرر الخاص للأمم المتحدة حول وضع حقوق الإنسان في إيران، أحمد شهيد إلى أن هذه الممارسات مخالفة للاتفاقية الدولية للحقوق السياسية والمدنية التي صدقت عليها إيران.
وقالت رئيسة مجموعة الأمم المتحدة حول التمييز بحق النساء كمالا شاندراكيرانا إن هذا الاستبعاد مخالف للمادتين الثانية والثالثة من الاتفاقية التي «تطالب بالاعتراف بالحقوق من دون تمييز من أي نوع كان بما في ذلك الجنس».
واعتبرت أيضاً المقررة الخاصة للأمم المتحدة حول العنف ضد النساء، رشيدة مانجو أن «استبعاد كل امرأة مرشحة في إيران هو انتهاك للمعايير الدولية».
وكان آية الله محمد يزدي الذي يعد من التيار اليميني المحافظ اكد في 17 مايو الجاري ان «القانون يحظر على النساء الوصول الى سدة الرئاسة.
وهو عضو في مجلس صيانة الدستور المسؤول عن المصادقة على الترشيحات. ومن 700 مرشح منهم 30 امرأة، لم يوافق المجلس الا على 8 مرشحين.
ودعا خبراء الامم المتحدة مرة اخرى الى الافراج عن اكثر من 40 صحافيا معتقلين في ايران والى الافراج عن اثنين من قادة المعارضة هما مير حسين موسوي ومهدي كروبي الموجودين في الاقامة الجبرية منذ 2011. وكان موسوي أبرز المرشحين في الانتخابات الرئاسية في 2009.
في غضون ذلك، استغل المفاوض النووي الإيراني السابق حسن روحاني الذي يخوض انتخابات الرئاسة أول ظهور تلفزيوني له في حملته الانتخابية للرد على اتهامات بأنه كان متساهلا أكثر من اللازم في المحادثات مع القوى العالمية.
وأشرف حسن روحاني أبرز المرشحين المعتدلين في انتخابات يهيمن عليها المتشددون على اتفاق لتعليق الأنشطة المرتبطة بتخصيب اليورانيوم. وكان روحاني مفاوضا نوويا في الفترة من 2003 حتى 2005 .
وينظر المتشددون إلى البرنامج النووي باعتباره قضية كرامة وطنية ويعتبرون أي تنازل أمام الضغوط الخارجية إهانة لحقوق إيران السيادية.
ويخوض المفاوض النووي الحالي سعيد جليلي انتخابات الرئاسة معتمدا على سجله في عدم تقديم تنازلات في المحادثات.
وقال روحاني في مقابلة مثيرة أذاعها التلفزيون الإيراني إن الاتهامات الموجهة له بأنه عطل التطور النووي لإيران «أكذوبة» ووصف من أجرى المقابلة معه بأنه «جاهل». وقال روحاني «من الأفضل أن تدرس التاريخ».
وتابع متسائلا «أوقفناه؟ لقد اتقنا التكنولوجيا النووية». واضاف روحاني ان إيران وسعت تخصيب اليورانيوم خلال فترة عمله وأظهرت في الوقت نفسه الطابع السلمي للبرنامج ومنعت شن هجوم أمريكي.
وقال علي باقري نائب كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين وهو مؤيد لجليلي في كلمة ألقاها في الآونة الأخيرة «مصالحنا الوطنية وأمننا تعرضا للتشهير والضرر» في إشارة إلى الفترة التي تولى فيها روحاني المفاوضات في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي.
وتابع قوله «نهاية تلك الفترة لم تكن سعيدة وأدعو الله ألا نعود إلى هذه الفترة مرة أخرى». من جانبه، قال المرشد الأعلى في إيران اية الله علي خامنئي إنه ليس لديه مرشح مفضل في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في يونيو المقبل على الرغم من هيمنة محافظين لهم نفس وجهات نظره على السباق.
ويخوض المرشحون الثمانية للانتخابات الرئاسية الإيرانية غداً الجمعة أول اختبار لهم في اولى المناظرات التلفزيونية الثلاث المقررة بينهم على خلفية ازمة اقتصادية تشهدها البلاد بسبب العقوبات الدولية.
من جانب آخر، حذر وزير الشؤون الاستراتيجية والاستخباراتية الإسرائيلي يوفال شتاينيتز من أن امتلاك إيران للسلاح النووي من شأنه أن يغير وجه المنطقة ويهدد جيرانها والعالم الغربي، متهماً طهران بالسعي إلى «تغيير تاريخي في توازن القوى بين الإسلام والغرب».