كتبت ـ عايدة البلوشي:
يعترف علي إسماعيل أنه يستعين بكل الوسائل المتاحة للحصول على المعلومة داخل قاعة الامتحان، وهو لا يسمي ذلك غشاً، بينما تستغرب فاطمة جاسم من الطرائق المبتكرة في الغش «لو استغلوا هذه الطاقات في المذاكرة والحفظ كان أضمن وأسهل».
ويبرر محمد سالم لجوء الطالب إلى الغش لصعوبة المناهج الدراسية، وتعذر الدروس الخصوصية إلا على الميسورين، وينظر «م.ع» إلى ظاهرة الغش باعتبارها وسيلة مساعدة لرفع الدرجات ليس إلا، بينما تتهم فرح أحمد الطلبة بالغش في الامتحانات دوناً عن الطالبات.
الاستعانة بصديق
يعترف علي إسماعيل خريج مسار التوحيد أنه يغش في الامتحانات «الاستعانة بصديق أو الوسائل المتاحة للحصول على المعلومة داخل قاعة الامتحانات ليست غشاً، لأنها تكون برضا الطرفين، بمعنى لا مانع لدي من مساعدة زميلي في الامتحانات وهو كذلك».
يزعم علي أنه يجتهد في جميع المواد ويراجع دروسه أولاً بأول «عدا مادة الرياضات فهي من أصعب المواد عندي، ففي المرحلة الإعدادية كنت أدرس المادة وأبحث عن نماذج لامتحانات سابقة واستعنت بمدرس خصوصي دون نتيجة، فالامتحان دائماً يكون بالنسبة لي تعجيزياً».
قرر علي عدم الذهاب إلى المعهد لحضور الدروس الخصوصية «في النهاية النتيجة واحدة فشل في المادة، في المرحلة الثانوية لم أعد أراجع المادة أصلاً وأكتفي بقراءة القوانين والاهتمام بالجانب النظري، وفي ما يتعلق بجزئية الفهم وحل المسائل المعقدة أفضل الاستعانة بصديق أو كما يقال الغش».
الحاجة أم الاختراع
وتستغرب فاطمة جاسم الطالبة بالمرحلة الثانوية، الطرائق المبتكرة والأساليب الشيطانية في الغش «لو استغل الطلبة طاقاتهم ومواهبهم المهدورة في الغش، وتوجيهها للمذاكرة والحفظ كانت النتيجة أضمن وأسهل».
وتقول فاطمة «مع بداية موسم الامتحانات من كل عام تظهر لنا طرق ووسائل جديدة وغريبة في الغش، يتفنن فيها الطلبة، منها طرق قديمة وتقليدية مثل الكتابة على الطاولة وعمل (برشومة)، ومنها وسائل وطرق مبتكرة وحديثة كالغش عبر الهاتف (واتس آب)، ومنهم من يجهز البرشومة بحجم صغير جداً عبر الكمبيوتر، كل هذه الطرق مكشوفة ومنتشرة في المدارس».
ويرجع محمد سالم أسباب لجوء الطلبة إلى الغش في الامتحانات لصعوبة المناهج الدراسية «الطالب لا يغش من فراغ، وهنا لا أبرر أسباب الغش ولكن يجب على التربويين دراسة الأسباب بصورة جدية، أعتقد من أهم الأسباب طول المناهج الدراسية وصعوبتها وغياب الدروس الخصوصية المجانية».
ويقول «هناك طلبة قد لا يفهمون الدرس في الصف، ويحتاجون إلى إعادة شرح بشكل منفرد، والدروس الخصوصية بطبيعة الحال تقتصر على الطالب المقتدر، وبالتالي يلجأ الطالب في مثل هذه الحالة إلى الغش».
الطالبة بريئة!
ويقول الطالب «م.ع» إنه من النادر أن تجد طالباً لا يغش «كثير من الطلبة يغشون.. وهذا لا يعني أنهم كسالى ولا يراجعون دروسهم وواجباتهم، بل الغش لديهم وسيلة مساعدة لرفع الدرجات».
يعاني «م.ع» كثيراً في مادة اللغة الإنجليزية في المرحلة الثانوية «لأن تدريس المادة في المدارس الحكومية يبدأ في الصف الرابع، ومن ناحية أخرى ضعف مدرسي المادة.. النتيجة الحتمية ضعف مستوى الطالب باللغة الإنجليزية».
ويضيف «عندما وصلت إلى المرحلة الثانوية وجدت أمامي منهجاً لا أعرف أبجدياته.. فكيف لي أن أنجح وأحصل على الشهادة الثانوية في ظل وجود مقررات اللغة الإنجليزية؟ بصراحة لم أجد سبيلاً سوى الغش».
وتقر فرح أحمد بوجود طالبات يغششن في الامتحانات «لكن إدارة المدرسة لا تغفل عن هذا الجانب وتطبق الإجراءات اللازمة ضد الطالب الذي يحاول الغش».
وتعتقد فرح أن الكسل لا غيره دافع الطلبة للغش «الطلبة بطبيعة الحال يلجؤون إلى الغش أكثر من الطالبات، فطبيعة الفتاة تحب المراجعة والتميز بينما الشاب يفضل الطريــق الأيســـر والأسهـــل!».