كتبت ـ عايدة البلوشي:
سمير عبدالله يجد في حصة الرسم بالمدرسة حصة فراغ «من يحضر عدة الرسم يحصل على درجة وخلص الموضوع»، وتقول لطيفة محمد إن هناك من المعلمات القلة يبدين اهتماماً بالحصة ويدربن الطلبة على التلوين والرسم على الخشب والألواح الزجاجية والفخار.
ولا تتعدى حصة الفنون بالنسبة للطالبة مروة عبدالله كونها ترفيهاً عن النفس، وطالبة بالمرحلة الإعدادية موهوبة بالرسم منذ الروضة وفي المدرسة لم تجد بيئة حاضنة لموهبتها التشكيلية.
موهبة تحتاج لبيئة
طالبة في المرحلة الإعدادية موهوبة في مجال الرسم، تهوى الفن منذ طفولتها، بدأت ترسم على الأوراق البيضاء وهي في الروضة، وتحاول دوماً تقليد الرسومات المختلفة إلى أن وجدت نفسها في هذا المجال.
الألوان ودفتر الرسم صديقان لا يفارقانها، تحمل الألوان إلى المدرسة والحديقة والمجمع وفي الزيارات الاجتماعية لبيوت الأهل والمعارف والأصدقاء، تنام وأدوات الرسم بجوارها.
كبرت وكبر معها حلمها أن تصبح فنانة تشكيلية، دخلت المدرسة وانتظرت من يساعدها لتحقيق ما ترنو إليه ويصقل لها موهبتها، إلا أن الواقع يقول «اخدم نفسك بنفسك وعلى الدنيا السلام». لم تجد من يقف بجانبها ويأخذ بيدها، فحصة الرسم مجرد ساعة أو ساعتين في الأسبوع، تقضيها الطالبات مع دفتر الرسم والألوان دون اهتمام حقيقي من قبل الإدارة أو المدرسة بهذه الحصة، فأصبحت مهملة ومنسية.
فترة استراحة
ويسترجع الشاب سمير عبدالله ذكريات حصة الرسم في المرحلة الثانوية «ألي ييب الدفتر والألوان يحصل على درجة في مادة الفنون.. الحصة كانت عبارة عن ساعة أو ساعتين يسجل فيها المدرس أسماء من لا يحضر أدوات الرسم فقط، دون اهتمام بكشف مواهب الطلبة في هذا المجال، أو شرح أساسيات الفن التشكيلي».
يضيف «صحيح أننا كطلبة نفرح بهذه الحصة لأننا نعتبرها حصة فراغ.. لكن في الواقع وبعد هذه السنوات أدركنا مدى أهمية حصة الفنون خاصة للطالب الموهوب».
الإهمال واضح
وتعتقد الطالبة لطيفة محمد أن هناك إهمالاً واضحاً لمادة الفنون في المدارس «الحصة بمثابة فراغ بالنسبة لكثير من الطلبة في أغلب المدارس، نتيجة غياب الإدارة المدرسية في هذا الجانب، بالمقابل هناك مدرسات يهتممن بالحصة ويدربن الطلبة على الرسم ليس فقط باستخدام الألوان والدفتر بل باستعمال أدوات مختلفة، يرسمن على ألواح زجاجية وخشبية وحصالات فخارية».
وتطمح لطيفة إلى المزيد من الاهتمام بمادة الرسم في المدارس «بحيث تنظم الإدارة مثلاً مسابقات في الرسم من باب التشجيع وخلق نوع من المنافسة بين الطلبة».
مضيعة للوقت
«حصة الرسم ترفيه عن النفس.. إنها أفضل حصة» تصف مروة عبدالله الطالبة بالمرحلة الثانوية وتضيف «خلال هذه الحصة نرسم قليلاً ونسولف ونضحك كثيراً.. هي بمثابة ترفيه عن النفس لا غير».
وتقول «من يعتقد أنها مضيعة للوقت فهذا اعتقاد خاطئ جملة وتفصيلاً، لأن الحصة تساعد من لديه موهبة في تطويرها والاستفادة من المدرسة، والمدرسة تساعد الطالبات وتشرح لهم في محاولة لتطوير مواهبهم».
وتضيف «بالنسبة للطالبات اللاتي ليس لديهن موهبة في الرسم فيتعلمن أبجدياتها على الأقل، والطالب هو من يحدد إن كانت مضيعة للوقت أم لا».