كتبت ـ عايدة البلوشي:
«الدروس الخصوصية تكلف أسرة متوسطة الدخل لديها طالبان نحو 30% من دخلها» تقول ليلى محمد ولية أمر طالبين في المرحلة الثانوية.
وتضيف «رغم ذلك لا يستفيد الطالب من هذه الدروس بالصورة المطلوبة.. أخصص ما يقارب 30% من ميزانية الأسرة لعلي وفيصل مع اقتراب الامتحانات».
10 دنانير للساعة
أم أحمد لديها طالب في الخامس الابتدائي، هو ضعيف بمادة الرياضيات ولذلك بحثت له عن مدرس خصوصي «المفاجأة كانت في ارتفاع أجور الدروس، 10 دنانير للساعة الواحدة على أقل تقدير، وبطيعة الحال الطالب لا يكمل المنهاج في ساعتين بل يحتاج إلى 4 ساعات وأكثر، أي 40 ديناراً للمادة الواحدة فما فوق».
وتضيف «رغم المبلغ المدفوع وجهد الطالب في الذهاب والإياب ومضيعة الوقت، في نهاية المطاف يخرج من الدروس دون أدنى استفادة في كثير من الأحيان (أيد من ورا وأيد من قدام).. الدروس الخصوصية باتت تجارة للتكسب».
تجارة
وتعلق صفية يوسف «هناك تفاوت في مستويات الطلبة، منهم من يتمتع بذكاء أكبر ومنهم من يحتاج لمتابعة وشرح أكثر من مرة، فالطلبة قدرات وليس جميعهم في مستوى واحد، وبالتالي الدروس الخصوصية أحياناً حاجة حقيقية لكثيرين، وبالمقابل هناك الكثير من الأسر يحتاج أبناؤها لمثل هذه الدروس، لكنها لا تستطيع إلحاقهم بها نظراً لمحدودية الدخل». وتقترح صفية «فتح أبواب الدروس لخصوصية المجانية من قبل وزارة التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني، حتى يتمكن الشباب البحريني في التطوع وتدريس الطلبة، بما يعود بالنفع والفائدة على الوطن وأبنائه».
سوق البورصة
وتتحدث سارة أحمد عن تجربتها «عندما كنت طالبة كثيراً ما كنت أحتاج للدروس الخصوصية، ووجدت ارتفاعاً في أسعارها وأيضاً عدم فائدتها في كثير من الأحيان».
بعد تخرجها من الثانوية العامة لم تسعف الظروف سارة لمواصلة دراستها، فقررت أن تصبح مدرسة في البيت «كان حلمي أن أصبح معلمة، في بادئ الأمر بدأت بتدريس أبناء أخواتي، ومن ثم توسعت الدائرة وطلب مني الأهل بتدريس أبنائهم نظير مبالغ رمزية، بذلك بت مدرسة أقدم الدروس الخصوصة في المنزل، ما أتقاضاه مبلغ رمزي لأن هدفي من التدريس مساعدة الأسر محدودة الدخل».
رشا أنور لديها طفل في الصف الأول الثانوي ويحتاج إلى دروس خصوصة في مادتين ولمدة ساعتين بمعنى 40 ديناراً للمادتين «عندما أذهب إلى أحد المعاهد وأدفع له المبلغ المطلوب ويخرج بفائدة قليلة جداً، حيث إن الوقت قصير والمـــادة تحتـــــاج لأربع ساعات أقل تقدير، وكربة منزل لا أستطيع توفير هذا المبلغ».
أمام هذه الواقع تفضل رشا الاعتماد على الذات «لكن أحياناً الطالب لا يفهم شرح مدرس معين ويضطر لهذه الدروس، يجب توفير دروس خصوصية مجانية للأسر محدودة الدخل».