عواصم - (وكالات): أدرجت الأمم المتحدة أمس جبهة النصرة التي تقاتل النظام في سوريا على لائحة المنظمات المرتبطة بالإرهاب، غداة إعلانها عن اجتماع دولي ثلاثي يضمها وموسكو وواشنطن ويعقد الأربعاء المقبل في جنيف للتمهيد للمؤتمر الدولي الهادف إلى إيجاد تسوية للازمة السورية. وفيما أعلنت موسكو احتمال تسليم دمشق طائرات مقاتلة من طراز «ميغ»، استمرت الانتقادات الغربية لعمليات تسليم الأسلحة الروسية إلى النظام السوري.
وفي وقت يستمر تعثر المعارضة السورية السياسية، تسجل قوات النظام مزيداً من التقدم على الأرض خاصة في منطقتي القصير التي تقع تحت خط النار في ريف حمص وسط البلاد، وفي ريف دمشق، فيما أعلن رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السوري بالإنابة جورج صبرة في إسطنبول أن «ألف مقاتل من كل أنحاء سوريا» نجحوا في دخول القصير والتي كان الجيش السوري ومقاتلو حزب الله أحكموا الطوق عليها خلال اليومين الماضيين.
وعلى صفحته على موقع «فيسبوك»، أعلـــن لواء التوحـــــيد، أحد أبرز المجموعات المقاتلة ضد النظام في سوريا والمدعوم من الإخوان المسلمين، «وصول مجاهدي لواء التوحيد إلى داخل مدينة القصير».
وفي واشنطن، أعلنت لجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي إضافة جبهة النصرة الإسلامية السورية إلى لائحة المنظمات «المرتبطة بالإرهاب». وبذلك، يتم تجميد أصول الجبهة ويفرض حظر على تسليمها أسلحة.
من جهته، جدد الرئيس السوري بشار الأسد عبر تلفزيون «المنار» التابع لحليفه حزب الله، «موافقته المبدئية» على المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، بينما أعلن الائتلاف السوري المعارضة رفضه أن يكون جزءاً من أي جهد دولي ما لم يعمل المجتمع الدولي على وقف «غزو إيران وحزب الله» لمنطقة القصير السورية.
وجاء ذلك في خلال اجتماع للمعارضة السورية انتهى في إسطنبول وتزامن مع تطورات عسكرية في القصير، أحد آخر معاقل مقاتلي المعارضة، إلى جانب تلبيسة والرستن وبعض أحياء مدينة حمص، في المحافظة الحدودية مع لبنان.
وأورد التلفزيون السوري الرسمي أن قوات النظام سيطرت على قرية الجوادية «ليصبح الطوق محكماً على المعارضة في مدينة القصير من الجهة الشمالية».
يأتي ذلك في ظل استمرار الصعوبات داخل الائتلاف المعارض الذي لم يتمكن خلال 8 أيام من الاجتماعات في إسطنبول إلا من اتخاذ قرار واحد قضى بتوسيعه ليصبح أكثر تمثيلاً. وبين المنضمين الجدد المعارض البارز ميشال كيلو الذي اقترح لائحة بـ 22 اسماً لضمها إلى الائتلاف، والأسماء هي لشخصيات علمانية وتنتمي إلى الأقليات المسيحية والعلوية والكردية، وذلك بهدف إقامة توازن مع جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تملك النفوذ الأكبر في الائتلاف. ووافق الائتلاف على نحو 40 اسماً آخرين ليصبح عدد أعضاء الائتلاف الإجمالي 114. ويمثل المنضوون الأربعون المجالس العسكرية والناشطين علــــى الأرض. وانتقد السوريون الذين يتظاهرون أسبوعياً للمطالبة بإسقاط النظام الائتلاف المنقسم.
من جهة أخرى، أعلن مدير شركة ميغ سيرغي كوروتكوف أن روسيا يمكن أن تسلم سوريا 10 مقاتلات من طراز ميغ 29 ام ام2 «، وأن «هناك وفداً سورياً في موسكو حالياً يتم تحديد تفاصيل الاتفاق معه».
واعتبرت كل من واشنطن ولندن وبرلين أن شحنات الأسلحة الروسية إلى النظام لن تسهم في إرساء السلام في سوريا.
في المقابل، أضفى الاتحاد الأوروبي الصفة الرسمية على قرار رفع الحظر على الأسلحة إلى المقاتلين السوريين المعارضين الذي اتخذته 27 دولة عضواً في الاتحاد بضغط من بريطانيا وفرنسا قبل أيام.
من جانب آخر، أكدت وزارة الخارجية البريطانية مقتل مواطن بريطاني في سوريا بعد أن قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات السورية النظامية قتلت 3 مواطنين غربيين من بينـــ هم امرأة أمريكية ورجل بريطاني، وكلاهما مسلمان، قتلا في محافظة إدلب شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا.
وأوضحت عائلة الأمريكية أن المرأة المسيحية اعتنقت الإسلام.
وذكر المرصد أن نيكول لين مانسفيلد المتحدرة من ميشيغن قتلت شمال غرب البلاد.
وقالت كارول مانسفيلد جدة نيكول «كانت تهتم بالآخرين ولديها إيمان عميق بما تقوم به».
وتلقت نيول تربية بروتستانتية معمدانية لكنها اعتنقت الإسلام قبل 6 أعوام وفق جدتها التي أوضحت أن حفيدتها كانت متزوجة يومها من مهاجر عربي قبل أن ينفصلا. ولنيكول ابنة عمرها 18 عاماً.
وتوجه عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي آي» إلى منزل كارول مانسفيلد في محاولة للعثور على معلومات عن ظروف مغادرة نيكول إلى سوريا.
إنسانياً، قالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين دان ماكنورتون إن الآلاف الذين فروا من مدينة القصير السورية هم في حاجة ماسة إلى المساعدات، فيما أكدت أن عدد السوريين الذين فروا من النزاع في سوريا وصل إلى 1.6 مليون شخص. وإضافة إلى هذا العدد، تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 4.25 ملايين سوري نزحوا داخل سوريا.
وفي الدوحة، شن الداعية الإسلامي ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي هجوماً قاسياً ضد الرئيس السوري، بشار الأسد، وحزب الله اللبناني وإيران وروسيا، قائلاً إن «العلويين الذين وصفهم بـ «النصيرية» هم «أكفر من اليهود والنصارى» على حد قوله، ودعا كل المسلمين حول العالم إلى التوجه نحو مدينة القصير السورية لمقاتلة «حزب الله»، ودعا كل من بوسعه القتال من العرب والمسلمين إلى الذهاب للقصير قائلاً إنه كان ليذهب بنفسه لو كان فيه قوة.