يؤكد مسؤولون أن مقتل اكثر من ألف عراقي في تفجيرات على مدى شهرين تعيد البلاد إلى أعمال العنف الطائفية الشاملة التي شهدتها البلاد منذ بضع سنوات. ولا يخفي العراقيون قلقهم مثل أثير وهو عامل توصيل طلبات بدأ يحد من تحركاته مجدداً خوفاً من فرق الإعدام الطائفية. وألقى مسؤولون حكوميون باللائمة عن تزايد الهجمات الذي أذكاه الصراع في سوريا على متشددين عراقيين بعضهم متحالف مع مقاتلي المعارضة هناك.
وقال أثير الذي اكتفى بذكر المقطع الأول من اسمه «توقفت عن ارتياد بعض الأماكن، ولم أعد أشعر بالأمان». وقتل 25 شخصا مساء أمس الأول في بغداد بعد يوم من تفجيرات أودت بحياة نحو 130 شخصاً في العاصمة وهي أعمال عنف خربت حياة الناس ودمرت اقتصاد واحدة من أغنى دول العالم بالنفط.
ومنذ أبريل الماضي قتل 1100 شخص، سقط اكثر من 700 منهم الشهر الماضي وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة مما يجعله الشهر الأكثر دموية منذ نحو 5 سنوات ناهيك عن أنه الأكثر دموية منذ أنهت القوات الأمريكية احتلالاً استمر 8 سنوات في أواخر عام 2011.
ومن بين المخاوف الكبيرة بين المسؤولين الشيعة في بغداد احتمال قيام دولة سنية إسلامية في سوريا التي انضم مقاتلون عراقيون إلى طرفي الصراع الدائر بها الذي يعبر عن مواجهة إقليمية أوسع نطاقاً تضع السنة ودولاً سنية في مواجهة الشيعة المدعومين من إيران. وفي العراق يردد المتشددون شكاوى السنة المنتشرة على نطاق واسع من حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وهو شيعي يتهمه كثيرون أنه مقرب من إيران ومن الرئيس السوري بشار الأسد. ودفع المالكي الذي سعى جاهدا للاحتفاظ بالسنة داخل حكومة اقتسام السلطة التي يقودها بقوات الأمن لمواجهة ميليشيات مسلحة. وأثار سقوط عشرات القتلى الشهر الماضي بعد هجوم شنه الجيش على اعتصام للسنة قرب كركوك موجة جديدة من أعمال العنف. وشهدت أهدافا سنية تفجيرات ومنها مساجد، فيما يقول زعماء ميليشيات شيعية إنهم يستعدون للقتال. وهناك مؤشرات على أن بعض وحداتها تستعرض قوتها. وقام متشددون شيعة وإن كانوا غير مسلحين بدوريات في الشوارع الإثنين الماضي في أحد أحياء بغداد بعد سلسلة تفجيرات هناك.
ويخشى كثيرون في بغداد من أن تعاود فرق القتل على أساس طائفي الظهور. وفي الأسابيع القليلة الماضية شهدت بلدات شمالية مثل كركوك والموصل وحتى البصرة في الجنوب تفجيرات شبه متزامنة. في غضون ذلك، دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قوات الأمن إلى ابتكار «طرق جديدة» لملاحقة المطلوبين، في وقت تعيش البلاد على وقع أعمال عنف متصاعدة استهدفت أمس مسجداً سنياً في بغداد. وجاءت دعوات المالكي بعد يوم من مقتل 35 شخصاً وإصابة نحو 100 في العراق حيث ارتفع إلى اكثر من 600 عدد الذين قتلوا منذ بداية مايو الجاري. وفيما كانت تقام صلاة سنية شيعية مشتركة في مسجد وسط بغداد، استهدفت عبوة ناسفة مسجداً سنياً جنوب غرب العاصمة ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 10. وفي أعمال عنف أخرى، تعرض محافظ صلاح الدين احمد عبد الله عبد لرابع محاولة اغتيال في 3 أيام، حيث استهدف منزله الواقع شمال تكريت باربع قذائف هاون ما أدى إلى إصابة اثنين من حراسه.
وفي كربلاء، دعا ممثل آية الله علي السيستاني، عبد المهدي الكربلائي، خلال صلاة الجمعة، إلى حصر السلاح بيد الدولة، مؤكداً على ضرورة أن «يعمل الجميع بجد لإيقاف نزيف الدماء».
«فرانس برس - رويترز»