ستنظر العديد من الأندية الاوروبية بحسد إلى سجلات بورتو في السنوات العشر الماضية والتي جنى خلالها أكثر من نصف مليار يورو من وراء النشاط في سوق انتقالات اللاعبين وحافظ في الوقت نفسه على قدرته التنافسية العالية.
وتقف صفقة بيع بورتو للثنائي جواو موتينيو وجيمس رودريجيز إلى موناكو الفرنسي مقابل 70 مليون يورو قبل أيام كأحدث حلقات مسلسل الصفقات الضخمة لكن هذا لم يدهش احدا في البرتغال.
وقال ماريو فيجيريدو رئيس رابطة الدوري البرتغالي لكرة القدم لرويترز «نحن معتادون على رؤية هذا من بورتو في السنوات العشر الأخيرة أو نحوها.. إنه التفوق في رفع قيمة لاعبيه.»
وقال فيجيريدو إن البرتغال كانت بين 2001 و2011 البلد الوحيد العضو في الاتحاد الاوروبي الذي يحقق أرباحا في سوق اللاعبين إذ جنى نحو مليار يورو من بيع لاعبين محققا فائضا قدر بنحو 400 مليون.
وأضاف «تحولنا إلى مركز للمواهب من عدد كبير من دول امريكا الجنوبية.. ليس فقط من البرازيل بل من كولومبيا والارجنتين أيضا.»
وترغب البرتغال الدولة الغارقة في الديون في الخروج من عثرتها الاقتصادية ويبدو أن أندية كرة القدم على الأقل تحقق نجاحاً.
وتوج بورتو بطلاً للدوري البرتغالي ثماني مرات في المواسم العشرة الأخيرة كما فاز بدوري أبطال اوروبا وبكأس الأندية الأوروبية.
وأحد أوائل اللاعبين الذين باعهم النادي كان المهاجم البرتغالي الدولي هيلدر بوستيجا الذي انتقل إلى توتنهام هوتسبير مقابل تسعة ملايين يورو في 2003.
ولم يترك بوستيجا بصمة مهمة في لندن لكن هذا لم يؤثر في بورتو. وباع النادي لاعب الوسط اندرسون إلى مانشستر يونايتد مقابل 30 مليون يورو والمهاجم الكولومبي فالكاو إلى اتليتيكو مدريد والبرازيلي هالك إلى سان بطرسبرج الروسي مقابل 40 مليون يورو لكل منهم وهذا فقط بعض من كل.
وينقب بورتو عن المواهب في أمريكا الجنوبية على وجه الخصوص وينتقي بعناية اللاعبين ويطورهم ويجني من ورائهم الربح.
وقال فيجيريدو «سر نجاح بلد صغير مثلنا في البقاء في أعلى المستويات هو التحلي بروح احترافية عالية وتطوير المواهب.»
ووراء النجاح تقف نظرية اقتصادية أساسية: الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع.
وتابع فيجيريدو «يحدث هذا طيلة الوقت.. ليس فقط في بورتو وبنفيكا بل أيضا في أندية مثل براجا وماريتيمو وكذلك في درجات الدوري الأقل شأنا.»
ويقف عامل آخر وراء نجاح أندية مثل بورتو في العثور على مشترين وهو انتشار أثرياء روس من عينة رومان ابراموفيتش مالك تشيلسي والآن دميتري ريبولوفيف مالك موناكو.
وفي 2004 وحده دفع ابراموفيتش 60 مليون يورو لشراء ثلاثة لاعبين هم ريكاردو كارفاليو وباولو فيريرا وتياجو والثلاثة انتقلوا من بورتو مع مدربهم جوزيه مورينيو.
وقال اندريه فيلاس بواش مدرب بورتو السابق في ديسمبر كانون الأول الماضي «أصبحت لبورتو شهرة دولية خلال السنوات الماضية وصنع بنية قوية جدا. يكاد يكون أكثر نادٍ رأيته تنظيماً.»