كتب - رنوة العصمي: أكد الكاتب الفلسطيني إبراهيم جابر أن “الحديث عن إعلام مستقل هو فكرة طوباوية تصلح فقط للمحاضرات”. وأوضح، في محاضرة بمركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث بعنوان “الإعلام العربي هل يذهب للحقيقة أم يصنعها؟”، أن “الإعلام العربي منقسم إما لإعلام رسمي متخلف في الأدوات وفي الخطاب، أو لإعلام حزبي لا موضوعي يضع فكره المقدس غير القابل للمساس أو النقد ويفترض من مشاهده أن يقول له آمين، أو إعلام خاص بات يتوخى الأرباح السياسية قبل المادية لجهاته المالكة”. ووصف جابر الإعلام بأنه مؤسسة تربوية تصنع عقل الفرد العربي ووعيه، إضافة للمدرسة والعائلة والمجتمع، غير أنه ميزه بكونه اختيارياً نسبياً، أي بإمكان الفرد أن يختار المؤسسة الإعلامية التي يصغي لها، في حين لا يستطيع تغيير عائلته مثلاً، لكنه قال إننا نذهب لاختيار الإعلام محملين بما رسخته فينا كل المؤسسات التربوية الأخرى لنكون مستعدين لتلقي خطاب بعينه. وأضاف أن”القنوات الخاصة التي تقدم أخبارنا اليوم لم تعد بمعزل عن الأنظمة الرسمية كما تدعي، بل هي بوابات خلفية لأنظمة تقدم نفس منهجها الموجه وغير الحيادي ذاته، ولكن باستخدام أحدث التقنيات والأساليب، ومن دون الحاجة لأن تتبنى رسمياً خطابها”، واصفاً “بعض تلك القنوات بأنها لا تختلف عن وحدات التعبئة في أي حزب راديكالي في ستينات القرن الماضي لها خصوم وعداءات وجيوش من الأشخاص تدافع عنها وعن سياساتها، ولا تتوخى الحياد والمهنية في غالبية الأحيان”. وتساءل جابر “إن كان على المتلقي العربي أن يضع عقله رهن الإيجار لكل ما يقدم له عبر وسائل الإعلام؟، وإن كان عليه أن يصغي لكل ما يبث له على القنوات الإخبارية؟”، مشككاً أن “تكون الأخبار التي تمرر ووثائق كويكليكس سُربت من باب الصدقة على المشاهد”، واصفاً الأمر بأنه “ذا هدف ومغزى، وليس من أجل عيون المشاهد”. يشار إلى أن، إبراهيم جابر لم يتلق الأسئلة في ختام المحاضرة بعد طرح جدلي لموضوع استقلالية الإعلام ونقد الوضع الراهن، وفضل أن يختم محاضرته ببعض قصائد جميلة لوطنه فلسطين “فلسطين التي اتفق عليها ومن أجلها العرب جميعاً”، كانت ختاماً لطرح جدلي شائك في أمسية ثقافية غنية من أمسيات مركز الشيخ إبراهيم، وفعاليات ربيع الثقافة في المنامة عاصمة الثقافة العربية.