عواصم - (وكالات): تستميت المعارضة السورية في الدفاع عن مدينة القصير وسط سوريا عسكرياً وسياسياً، محاولة الصمود في وجه الطوق المحكم الذي فرضه الجيش السوري و»حزب الله» على المدينة، ومتمسكة بشروطها من جهة رفض المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، ما لم تتوقف العمليات العسكرية «لقوات النظام وإيران وحزب الله». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «الاشتباكات مستمرة شمال مدينة القصير، وأن المقاتلين المعارضين يحاربون بضراوة، فيما عززت قوات النظام المواقع التي تقدمت إليها شمال المدينة وبينها مطار الضبعة العسكري والجوادية والبساتين في المنطقة».
وأشار إلى استمرار استقدام تعزيزات لقوات النظام، وإلى وجود «15 دبابة وكاشفات ضوئية وصواريخ حرارية موجهة يمكن أن ترصد أي سيارات تتحرك وضربها».
ويتواصل القصف المدفعي من قوات النظام على المدينة وعلى بعض المناطق في ريف حمص. وذكر المرصد بوجود نحو 1000 جريح في القصير، مضيفاً أن «الوضع الطبي فيها صعب». وحيا الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية «أبطال الجيش الحر الذين يثبتون في كل يوم أنهم أهل للمسؤولية التي أناطها الشعب بهم، بعد أن سطروا أسمى آيات الشجاعة والصمود في ملحمة القصير التاريخية». وأضاف أن المقاتلين في القصير «أجمعوا على كلمة واحدة وتحت لواء واحد وهدف واحد، هو دحر الغزاة وطرد المعتدين وتحرير البلاد». وجدد الائتلاف اشتراطه وقف العمليات العسكرية ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد للمشاركة في أي مؤتمر دولي لإيجاد تسوية للازمة السورية القائمة منذ 26 شهراً والتي أودت بأكثر من 94 ألف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وانتقد الائتلاف التصريحات الأخيرة للرئيس السوري عبر قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لحزب الله والتي أقر فيها بمشاركة حزب الله في المعارك في سوريا وأعلن «موافقته المبدئية» على المشاركة في المؤتمر الدولي المقترح من موسكو وواشنطن، واحتمال ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية مجدداً عام 2014. وتمهيداً للمؤتمر الدولي حول سوريا، تتوجه الأنظار إلى الاجتماع الثلاثي الذي سيضم ممثلين عن واشنطن وموسكو والأمم المتحدة ويعقد الأربعاء المقبل في جنيف. وفي تداعيات النزاع السوري على لبنان المجاور، سقطت خلال يومين 6 صواريخ مصدرها الأراضي السورية على مناطق قريبة من الحدود السورية في قضاء بعلبك شرق البلاد حيث يتمتع حزب الله بنفوذ كبير، من دون أن تتسبب بإصابات، بحسب ما أفاد مصدر أمني. وتتعرض مناطق لبنانية حدودية منذ أسابيع لقصف من الجانب السوري تبناه الجيش السوري الحر رداً على تدخل حزب الله في المعارك في سوريا.
وفي وقت لاحق، استعادت قوات النظام السيطرة على بلدتي الطليسية والجنينة ذات الغالبية العلوية بريف حماة الشرقي. وبلغ عدد القتلى في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس نحو 60 قتيلاً بحسب المرصد.
من جانبها، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن قوات الأسد تغتال براءة الطفولة في سوريا بقتلها طفلاً كل ساعتين، مؤكدة أنها قتلت 8329 طفلاً، واعتقلت 82 وتم تعذيبهم حتى الموت، وتبلغ نسبة الأطفال من إجمالي الضحايا 9% وهو رقم مرتفع، كما يبلغ عدد الأطفال المعتقلين قرابة 9000 طفل.
وفي الولايات المتحدة، أوضحت عائلة الأمريكية نيكول لين مانسفيلد التي قتلت في سوريا مع غربيين اثنين آخرين على يد جيش النظام، أن مانسفيلد التي نشأت على البروتستانتية اعتنقت الإسلام قبل 6 أعوام وكانت متزوجة يومها من عربي قبل أن ينفصلا.
كما أكدت وزارة الخارجية البريطانية مقتل مواطن بريطاني في سوريا، وهو الغربي الثاني الذي قتل مع مانسفيلد. وقالت وسائل إعلام بريطانية إن القتيل يدعى علي المناسفي.
وفي أوتاوا، أعلنت وزارة الخارجية الكندية أنها تحقق في احتمال مقتل كندي يرجح أنه الغربي الثالث.
وقال المرصد السوري إن هؤلاء قتلوا شمال غرب سوريا، «بينما كانوا يساعدون مقاتلي المعارضة».
من جانب آخر، قال محللون إن «الرئيس السوري لم يعد قادراً على استعادة السيطرة الكاملة على بلده المنكوب ولا يتمتع معارضوه بالقوة الكافية للإطاحة به مما قد يبقي سوريا في أتون حرب أهلية طائفية لأشهر وربما لسنوات.
وقد حقق الأسد بعض الانتصارات العسكرية في الأسابيع الماضية بدعم من حلفائه الإيرانيين والروس متحديا الكثير من معارضيه الذين توقعوا يقيناً اقتراب سقوطه منذ اندلاع الانتفاضة في مارس 2011.
غير أن الآراء القائلة بأن حكومته قد تلحق الهزيمة التامة بمعارضيها المختلفين يعكس عدم فهم أصحابها لطبيعة الحرب أو الأعداد الكبيرة للقوات المشاركة فيها.
من جهة أخرى، أكد البيت الأبيض أن لا دور بتاتاً للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا.
من ناحية أخرى، قالت السلطات القبرصية إنها سحبت جنسيتها التي منحتها قبل فترة قصيرة للملياردير السوري رامي مخلوف ابن خال الأسد والذي يشتبه الاتحاد الأوروبي بأنه ساعد في تمويل حكومة الرئيس بشار الأسد.