أدان المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته السابعة والعشرين بعد المائة التفجير الإرهابي الأخير الذي استهدف أفراداً من قوات الأمن بمملكة البحرين، معتبراً الأعمال إرهابية وتتعارض مع كافة القيم الأخلاقية والدينية. كما استنكر المجلس الوزاري تصريحات المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، بشأن مملكة البحرين وشعبها، التي وردت في خطابه أمام مؤتمر علماء الدين والصحوة الإسلامية، الذي عقد في إيران بتاريخ 30 أبريل الماضي. كما دان أيضاً تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان، واعتبر هذه التصريحات تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وسلوكاً ممنهجاً يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي والقانون الدولي وعلاقات حسن الجوار. وأدان المجلس الوزاري إرسال النظام الإيراني طائرة تجسس، تم العثور عليها شمال مملكة البحرين، معتبراً ذلك عملاً عدائياً يعكس إصرار إيران على التدخل في شؤون مملكة البحرين، وزعزعة أمن المنطقة واستقرارها.وعلى صعيد مكافحة الإرهاب جدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقف دول المجلس الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف، بكافة أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأياً كان مصدره. وفي هذا الصدد أشاد المجلس الوزاري بكفاءة ويقظة الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية، واكتشافها خليتي تجسس هدفها جمع معلومات عن مواقع حيوية وأمنية سعودية. وجاء في البيان الختامي للمجلس في مدينــة جدة، في ختام أعمال الدورة السابعة والعشرين بعد المائة برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية بمملكة البحرين، ورئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، غانم بن فضل البوعينين، بمشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني إدانة المجلس الوزاري للتدخل السافر لحزب الله في سوريا، وما تضمنه خطاب أمينه العام من مغالطات باطلة، وإثارة للفتن، مستنكراً وعده بتغيير المعادلة في المنطقة، ومحاولة جرها إلى أتون الأزمة السورية، وإلى صراع لا يمكن التنبؤ بنتائجه. وفي هذا الصدد فإن دول المجلس تطالب الحكومة اللبنانية بتحييد لبنان عن القتال في سوريا. وعليه قرر المجلس الوزاري النظر في اتخاذ إجراءات ضد أية مصالح لحزب الله في دول مجلس التعاون.واستعرض المجلس مستجدات العمل الخليجي المشترك، وعبر عن ارتياحه لما تحقق من إنجازات، مؤكداً على تسخير كافة الجهود لتحقيق المزيد من التقدم والتنمية لدول المجلس، وتعزيز أمن المنطقة واستقرارها. كما بحث المجلس الوزاري تطورات عدد من القضايا السياسية دولياً وإقليمياً.وفي هذا الصدد أحيط المجلس الوزاري علماً باجتماعات اللجان الوزارية في المجال الاقتصادي، ووافق على وثيقة الاستراتيجية الاسترشادية للحكومة الإلكترونية لدول مجلس التعاون، وقرر رفعها لمقام المجلس الأعلى في دورته القادمة مع التوصية باعتمادها والعمل بها بصفة استرشادية.كما وافق المجلس على ترسية إعداد استراتيجية شاملة بعيدة المدى للمياه بدول مجلس التعاون على إحدى الجهات الاستشارية، وأقر المجلس الوزاري عدداً من التوصيات بشأن موضوع الأنظمة والقوانين الاسترشادية الصادرة في إطار مجلس التعاون. ووافق أيضاً على إنشاء لجنة لرؤساء الأجهزة المعنية بمكافحة الفساد وحماية النزاهة بدول مجلس التعاون على غرار اللجان الوزارية العاملة في إطار مجلس التعاون.وحول الاحتلال الإيراني للجزر الثلاث التابعة للإمارات العربية المتحدة جدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال إيران للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة، والتي شددت عليها كـافة البيـانات السابقة، وأكد المجلس في هذا الخصوص على دعم حق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الإمارات العربية المتحدة.وعبر المجلس الوزاري عن أسفه لعدم تحقيق تقدم في المباحثات التي جرت في كازاخستان في أبريل الماضي، بين مجموعة دول 5 + 1 وإيران، مؤكداً على ضرورة استجابة إيران للجهود الدبلوماسية الهادفة إلى حل موضوع برنامجها النووي بشكل سلمي، بما يكفل تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومعايير واشتراطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.وحول تطورات النزاع العربي الإسرائيلي فقد أكد المجلس الوزاري أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، في فلسطين والجولان العربي السوري المحتل، والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهي ذات المبادئ التي تضـمنتها مبادرة السلام العربية، وعكستها قـرارات الشـرعية الـدولية ذات الصلة.وفي الشأن اليمني، رحب المجلس الوزاري بانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بمشاركة مختلف القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية اليمنية، مشيداً بالروح الإيجابية التي تسود أعماله، متمنياً أن يحقق المؤتمر ما يصبو إليه الشعب اليمني نحو البناء والتنمية والمحافظة على وحدة اليمن واستقراره.أما فيما يتعلق بالشأن العراقي، فقد استعرض المجلس الوزاري تطورات الأوضاع في العراق، وما يشهده من احتجاجات واعتصامات، مؤكداً أهمية الحوار وتوافق مكونات الشعب العراقي الشقيق، مؤكداً في الوقت نفسه على أهمية التزام العراق بوقف التدخلات التي تقوم بها بعض الأحزاب السياسية العراقية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والدول الأخرى، واحترام مبادئ حسن الجوار، وذلك من أجل بناء الثقة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.من ناحية أخرى رحب المجلس الوزاري بنتائج مؤتمر المانحين لإعادة الإعمار والتنمية في دارفور، الذي عقد في الدوحة ، خلال أبريل الماضي، مشيداً بالجهود المخلصة التي تبذلها دولة قطر من أجل تحقيق السلام وإعادة الإعمار والتنمية في دارفور، ومطالباً الجميع بالمشاركة بإيجابية في جهود دعم السلام وما نصت عليه وثيقة السلام الشامل والدائم في دارفور.
970x90
970x90