«عواصم - وكالات»: اعتقل العديد من الأشخاص أمس في طهران بعد رفع صور المعارض مير حسين موسوي خلال اجتماع المرشح المعتدل إلى الانتخابات الرئاسية حسن روحاني، وفقاً لوسائل إعلام إيرانية. وأفاد موقعا «نسيم اون لاين اي ار» و»اليف اي ار» المحافظان أن عدداً من عناصر حملة روحاني اعتقلوا خلال ذلك الاجتماع في مسجد جمران شمال طهران.
وأفاد موقع «كداليمي دوت كوم» المعارض بأن 7 أشخاص اعتقلوا ونقلوا إلى سجن ايوين.
وقاد موسوي المرشح الإصلاحي إلى الانتخابات الرئاسية سنة 2009 حركة احتجاج على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد وهو قيد الإقامة الجبرية منذ أكثر من سنتين، ما أضعف كثيراً معسكر الإصلاحيين. وتشير صور عن اللقاء الانتخابي نشرتها عدة مواقع إلى موسوي ولافتات تطالب بالإفراج عنه وتقول «افرجوا عن السجناء السياسيين» و»الجامعة ليست ثكنة» أو «الموت للديكتاتورية». وأعلن قائد الشرطة الوطنية الجنرال إسماعيل أحمدي أن «أحد تعهدات المرشحين هو عدم اتباع قادة التمرد في 2009. هذه القضية ليست مرتبطة ربما بالمرشح، وقد يكون البعض أراد الاستفادة من الوضع».
وأضاف أن «الشرطة تقوم بواجبها وتتحرك ضد كل من يتصرف ضد الثورة». ويعتبر روحاني مقرباً من الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي وكان كبير مفاوضيه في الملف النووي الإيراني بين 2003 و2005. وأثناء انتخابات 14 يونيو الجاري، قد يجذب قسماً من الناخبين الإصلاحيين أو المعتدلين بعد إقصاء الرئيس السابق المعتدل أكبر هاشمي رفسنجاني القريب منه سياسياً.
في الوقت ذاته، يشكل البرنامج النووي الإيراني موضوع توافق بالنسبة للمرشحين الثمانية المقتنعين بحق طهران الشرعي بالطاقة النووية المدنية رغم أن بعضهم يختلف حول طريقة التفاوض مع القوى الكبرى.
وذكر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية فريدون عباسي دواني أن «نتيجة الانتخابات الرئاسية لن يكون لها أي تأثير على الملف النووي» مبدداً بذلك الآمال باحتمال حصول تغيير من جانب طهران. وفي الشأن ذاته، وعد علي أكبر ولايتي أحد المرشحين الثمانية إلى الانتخابات الرئاسية، بنظام صحي مجاني لمواجهة أزمة ناجمة من فقدان الأدوية وكلفتها المرتفعة خاصة بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية.
والمشاكل الاقتصادية الناجمة من العقوبات الدولية التي خفضت قيمة العملة الوطنية بنسبة 70% وسببت تضخماً يفوق 30%، تحتل مكانة مهمة في حملة الانتخابات الرئاسية. وتتطلع إيران إلى تشغيل مفاعل «اراك» النووي العام المقبل والذي يخشى الغرب من أن يمكنها من إنتاج قنبلة نووية أما إسرائيل التي قصفت مواقع بناء مماثلة في مناطق متفرقة من الشرق الأوسط من قبل فربما تحاول منع استكمال المفاعل. وتجري متابعة الجدول الزمني لبدء التشغيل المزمع لمفاعل اراك الذي يعمل بالماء الثقيل عن كثب. ويقول خبراء إسرائيليون وغربيون إن أي مهاجم سيفضل على الأرجح التحرك قبل تشغيله تفادياً لانبعاث إشعاعات. من جهته، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على «الضرورة العاجلة والملحة لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي» قائلاً إنه سيزور الشرق الأوسط في «الأشهر المقبلة».
وفي سياق آخر، تعرضت المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لـ «حادث» واضطرت للقيام بهبوط اضطراري شمال شرق طهران وخرج منها نجاد سالماً وواصل أنشطته قبل أن يعود إلى العاصمة براً كما أفاد الموقع الرسمي للرئاسة على الإنترنت. وقال الموقع إن «المروحية التي كانت تقل أحمدي نجاد وعدة مسؤولين آخرين تعرضت لحادث لكنهم لم يتعرضوا لأذى بعدما تمكن الطيار من الهبوط بالمروحية».
وأكد موقع الرئاسة أن أحمدي نجاد تابع جولته «وقام بتدشين عدة مشاريع قبل أن يعود إلى طهران براً».
وبث التلفزيون الإيراني مشاهد لأحمدي نجاد مع عدة وزراء وكلهم سالمون، وهم يدشنون نفقاً بني شمال إيران وهو ما كان هدف زيارته. كما بث صوراً للرئيس وهو في سيارة داخل النفق. ويعاني الأسطول الجوي المدني أو العسكري الإيراني من آثار العقوبات الأمريكية التي تمنع إيران من شراء طائرات وقطع غيار من المصنعين الغربيين. واشترت إيران طائرات روسية وأوكرانية أو صينية وتقول إنها تنتج مروحيات.