اكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى ان مؤتمر المنامة الخاص بإنشاء محكمة حقوق الإنسان العربية الذي عقد مؤخراً في مملكة البحرين ، يشكل خطوة مهمة ورؤية مستقبلية تواكب تطلعات شعوبنا العربية نحو قيام هذه المؤسسة ، لتلبـي متطلبات حماية حقوق الإنسان العربي للارتقاء بها إلى المستوى الذي وصلت إليه الدول في المناطق الأخرى من العالم، بما يؤكد أننا أمة تحتـرم مبادئ حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
وقال عاهل البلاد المفدى فى كلمة مملكة البحرين التى وجهها جلالته اليوم الثلاثاء الى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الرابعة والعشرين المنعقدة حاليا في العاصمة القطرية الدوحة يسرنا أن نعلن عن رغبة مملكة البحرين في استضافة محكمة حقوق الإنسان العربية ، وأن تكون مقراً دائماً لانطلاق أعمالها وأنشطتها.
واشار جلالته فى كلمته الى انه في الوقت الذي تبذل فيه دول مجلس التعاون جهوداً كبيرة لتطوير علاقاتها بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، على أسس الالتـزام بمبادئ حسن الجوار واحتـرام سيادة ووحدة أراضي كل دولة من دول المنطقة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، نجد بأن تهديداتها المتكررة للملاحة الدولية في مضيق هرمز واستمرار احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، وتدخلها في الشؤون الداخلية لدولنا، ودعمها للخلايا الإرهابية ، بما يمثل إخلالاً وانتهاكاً غيـر مقبول بتلك المبادئ ويخلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
واعرب جلالته عن ارتياحه الشديد لنجاح المبادرة الخليجية التـي أنقذت اليمن من حرب أهلية طاحنة ، وذلك بفضل الجهود المشتركة التـي قامت بها دول مجلس التعاون من أجل تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة، ودعم عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، مشيدا جلالته بالجهود الكبيـرة التـي يقوم بها الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة ، من أجل تحقيق الوحدة الوطنية بين كافة أطياف الشعب اليمنـي الشقيق ، بما يحقق مصلحة اليمن ويحفظ وحدته وأمنه واستقراره .
وعن قضية فلسطين قال جلالته ان الفتـرة الماضية شهدت العديد من التطورات والمتغـيرات التـي توفر ظروفاً جديدة ومرتكزات واضحة وثابتة للسلام في الشرق الأوسط ، تقوم على أساس حل الدولتين بقيام دولة فلسطينية مستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف ، ومن أجل تحقيق ذلك فإنه من الأهمية تبنـي منهجية جديدة لعملية السلام العادل والشامل في المنطقة ، وإحياء آلياته المعطلة على جميع المسارات بسبب الموقف الإسرائيلي المتعنت ورفضها المتواصل للقرارات الدولية ذات الصلة ، وذلك بالاتفاق والتنسيق مع أصدقائنا في المجتمع الدولي للتحرك على أساس تنفيذ مرجعيات الشرعية الدولية و مبادرة السلام العربية التـي أقرت في قمة بيـروت عام 2002، ومبدأ الأرض مقابل السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، ووقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
واكد عاهل البلاد المفدى إن العمل العربي المشترك بناء صنعته إرادتنا ، وهو استجابة بناءة لوحدة آمال وتطلعات شعوبنا للإصلاح والتحديث والتطوير وتحقيق التنمية المستدامة وتكافؤ الفرص واحتـرام حقوق الإنسان وكرامته وتعزيز دور المرأة والشباب ، بما يتوافق مع عقيدتنا وقيمنا وتقاليدنا العربية الأصيلة ، وترسيخ ركائز دولة القانون و العدالة والتكافل والمساواة لإرساء التكامل الاقتصادي فيما بيننا على نحو يمكننا من المشاركة الفاعلة في بناء الاقتصاد العالمي ، وإنماء الحضارة الإنسانية على أساس التفاهم والتسامح والحوار ، وهذا يتطلب إنشاء الآليات التـي اتفقنا عليها لتطوير العمل العربي المشترك بتفعيل ميثاق جامعة الدول العربية والأجهزة والهيئات المتخصصة التابعة لها ، وضمان تنفيذ التزاماتنا وفقاً لما جاء فيه ودعم التشاور و التنسيق والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، واستكمال منطقة التجارة الحرة العربية ووضع إستراتيجية عربية شاملة بما يعزز التضامن العربي لمواجهة التحديات التـي تستهدف الأمن القومي العربي .
كما اكد ايمان مملكة البحرين بأن للجامعة العربية دوراً لا غنـى عنه في معالجة مشاكلنا العربية وإيجاد الحلول المناسبة لها، ونحن الآن في أمس الحاجة إلى دعم دورها في سوريا ، بالنظر إلى التطورات الكارثية والمتسارعة التـي يمر بها الشعب السوري الشقيق من اجل الوصول إلى حل للازمة ، يضع حداً للعنف وإراقة الدماء ويحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها ويقي المنطقة العربية وجوارها الإقليمي تداعيات خطيرة محدقة بها لن تقف عند حدود سوريا.
واعرب جلالته عن اعتزازه باحتصان دولة قطر الشقيقة الدورة الرابعة والعشرين للقمة العربية ، معربا جلالته عن عميق شكره وتقديره لسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أميـر دولة قطر ، رئيس المؤتمر وحكومته وشعبه الشقيق بما شملونا به من عناية ورعاية ولما لمسناه من مشاعر أخوية فياضة أثناء تواجدنا بين أهلنا وإخواننا في قطر الشقيقة ، متمنيا لسموه التوفيق والنجاح في تسيير دفة أعمال القمة ، وتحقيق النتائج المرجوة منها .
كما اعرب جلالته ، عن شكره وتقديره لجمهورية العراق الشقيقة على رئاستها للقمة العربية السابقة ، وما حققته من نتائج ايجابية على صعيد العمل العربي المشترك ، واعرب جلالته ايضا عن شكره للدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية على جهوده الدؤوبة الـتي لا تعرف الكلل ، من اجل النهوض بالمسؤوليات والمهام الموكلة إليه ، ولإسهاماته في تقوية وتعزيز دور جامعتنا العربية لتحقيق أهدافها وصمودها أمام كل التحديات، وهي جهود مشكورة تستحق منا كل تقدير.
وفى ختام كلمته ابتهل عاهل البلاد المفدى الى المولى عز وجل أن/ يوفقنا لما يُحبه وان يجعل جهودنا جميعاً للعروبة سنداً مستمراً ، وان تنال شعوب امتنا العربية ما تنشده من ازدهار واستقرار وأمان / .
وفيما يلى نص كلمة مملكة البحرين التى وجهها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الرابعة والعشرين المنعقدة حاليا في العاصمة القطرية الدوحة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة ، رئيس القمة العربية ،،
الأخوة الأعزاء أصحاب الجلالة والسمو والفخامة قادة الدول العربية الشقيقة،،
معالي الأمين العام ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
إنه لمن دواعي اعتزازنا أن تحتضن دولة قطر الشقيقة الدورة الرابعة والعشرين للقمة العربية ، ويسعدنا أن نعبـر عن عميق الشكر والتقدير لأخينا صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أميـر دولة قطر ، رئيس المؤتمر وحكومته وشعبه الشقيق بما شملونا به من عناية ورعاية ولما لمسناه من مشاعر أخوية فياضة أثناء تواجدنا بين أهلنا وإخواننا في قطر الشقيقة ، متمنين لسموه التوفيق والنجاح في تسيير دفة أعمال قمتنا هذه ، وتحقيق النتائج المرجوة منها .
وبأسم مملكة البحرين ، نود أن نعرب عن شكرنا وتقديرنا لجمهورية العراق الشقيقة على رئاستها للقمة العربية السابقة ، وما حققته من نتائج ايجابية على صعيد العمل العربي المشترك ، مع الشكر الجزيل لمعالي الأخ الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية على جهوده الدؤوبة الـتي لا تعرف الكلل ، من اجل النهوض بالمسؤوليات والمهام الموكلة إليه ، ولإسهاماته في تقوية وتعزيز دور جامعتنا العربية لتحقيق أهدافها وصمودها أمام كل التحديات، وهي جهود مشكورة تستحق منا كل تقدير.
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ،،
إن العمل العربي المشترك بناء صنعته إرادتنا ، وهو استجابة بناءة لوحدة آمال وتطلعات شعوبنا للإصلاح والتحديث والتطوير وتحقيق التنمية المستدامة وتكافؤ الفرص واحتـرام حقوق الإنسان وكرامته وتعزيز دور المرأة والشباب ، بما يتوافق مع عقيدتنا وقيمنا وتقاليدنا العربية الأصيلة ، وترسيخ ركائز دولة القانون و العدالة والتكافل والمساواة لإرساء التكامل الاقتصادي فيما بيننا على نحو يمكننا من المشاركة الفاعلة في بناء الاقتصاد العالمي ، وإنماء الحضارة الإنسانية على أساس التفاهم والتسامح والحوار ، وهذا يتطلب إنشاء الآليات التـي اتفقنا عليها لتطوير العمل العربي المشترك بتفعيل ميثاق جامعة الدول العربية والأجهزة والهيئات المتخصصة التابعة لها ، وضمان تنفيذ التزاماتنا وفقاً لما جاء فيه ودعم التشاور و التنسيق والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، واستكمال منطقة التجارة الحرة العربية ووضع إستراتيجية عربية شاملة بما يعزز التضامن العربي لمواجهة التحديات التـي تستهدف الأمن القومي العربي .
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ،
فيما يتعلق بقضيتنا العربية الأولى .. قضية فلسطين ، فلقد شهدت الفتـرة الماضية العديد من التطورات والمتغـيرات التـي توفر ظروفاً جديدة ومرتكزات واضحة وثابتة للسلام في الشرق الأوسط ، تقوم على أساس حل الدولتين بقيام دولة فلسطينية مستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف ، ومن أجل تحقيق ذلك فإنه من الأهمية تبنـي منهجية جديدة لعملية السلام العادل والشامل في المنطقة ، وإحياء آلياته المعطلة على جميع المسارات بسبب الموقف الإسرائيلي المتعنت ورفضها المتواصل للقرارات الدولية ذات الصلة ، وذلك بالاتفاق والتنسيق مع أصدقائنا في المجتمع الدولي للتحرك على أساس تنفيذ مرجعيات الشرعية الدولية و مبادرة السلام العربية التـي أقرت في قمة بيـروت عام 2002، ومبدأ الأرض مقابل السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، ووقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
كما تؤمن مملكة البحرين بأن للجامعة العربية دوراً لا غنـى عنه في معالجة مشاكلنا العربية وإيجاد الحلول المناسبة لها، ونحن الآن في أمس الحاجة إلى دعم دورها في سوريا ، بالنظر إلى التطورات الكارثية والمتسارعة التـي يمر بها الشعب السوري الشقيق من اجل الوصول إلى حل للازمة ، يضع حداً للعنف وإراقة الدماء ويحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها ويقي المنطقة العربية وجوارها الإقليمي تداعيات خطيرة محدقة بها لن تقف عند حدود سوريا.
كما ونشعر بارتياح شديد لنجاح المبادرة الخليجية التـي أنقذت اليمن من حرب أهلية طاحنة ، وذلك بفضل الجهود المشتركة التـي قامت بها دول مجلس التعاون من أجل تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة، ودعم عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، مشيدين بالجهود الكبيـرة التـي يقوم بها فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة ، من أجل تحقيق الوحدة الوطنية بين كافة أطياف الشعب اليمنـي الشقيق ، بما يحقق مصلحة اليمن ويحفظ وحدته وأمنه واستقراره .
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ،،
وفي الختام أدعو المولى عز وجل أن يوفقنا لما يُحبه وان يجعل جهودنا جميعاً للعروبة سنداً مستمراً ، وان تنال شعوب امتنا العربية ما تنشده من ازدهار واستقرار وأمان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،