عواصم - (وكالات): اتهم رئيس الوزراء??? ???التركي رجب طيب أردوغان المحتجين المناهضين للحكومة بالسير «يداً بيد مع الإرهاب»، مشدداً على أنه «لن يقدم أي تنازل لهم»، بعد 4 أيام من اضطرابات عنيفة أصيب فيها المئات من أفراد الشرطة والمحتجين منذ الجمعة الماضي، بعدما تحولت مظاهرة تطالب بوقف أعمال بناء في متنزه في ساحة تقسيم في إسطنبول إلى احتجاجات حاشدة ضد حملة للشرطة وما يصفه المعارضون بـ «استبداد أردوغان». ونظمت احتجاجات في عشرات المدن. وتدخلت الشرطة في إسطنبول مستخدمة الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين في حي بسيكتاس، بينما تدفق آلاف المتظاهرين مجدداً إلى ساحة تقسيم.
وأعلن اتحاد الأطباء الأتراك مقتل متظاهر دهساً بسيارة صدمت جمهوراً من المحتجين في إسطنبول.
وندد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالاستخدام «المفرط للقوة» من قبل الشرطة التركية في مواجهتها لتظاهرات الاحتجاج.
ولم تظهر أي علامة على انحسار الاحتجاجات مع تجمع المتظاهرين مرة أخرى في ساحة تقسيم. وعرقلت حواجز من الأنقاض حركة المرور على طول مضيق البوسفور ومنعت الدخول إلى المنطقة. وحملت الجماعات اليسارية أعلاماً حمراء وسوداء تدعو أردوغان للاستقالة وكتب على إحداها «مهما حدث فلا عودة للوراء».
وفي أنقرة أشعل المحتجون النار على طريق في منطقة كيزيلاي التي توجد بها مقرات حكومية بينما كانت طائرة هليكوبتر تحلق فوق المنطقة. وفرقت الشرطة المتظاهرين وأغلبهم شبان باستخدام الغاز المسيل للدموع ومدفع مياه.
وندد أردوغان بالاحتجاجات وقال إنها من فعل الأعداء العلمانيين الذين لم يقبلوا أبداً بالتفويض الذي حصل عليه حزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية الذي فاز في 3 انتخابات متتالية وأشرف على إنجاز ازدهار اقتصادي وعزز نفوذ تركيا في المنطقة.
وقال أردوغان في مؤتمر صحافي قبل زيارة رسمية للمغرب «هذا احتجاج تنظمه عناصر متطرفة. لن نقدم أي تنازل لمن يسيرون يداً بيد مع الإرهاب».
وأضاف «حدثت أمور كثيرة في البلد. لقد أعدموا وسمموا، لكننا سنمضي نحو المستقبل بحزم ومن خلال التمسك بقيمنا» في تلميح إلى ماضي تركيا الغامض الذي اتسم بالانقلابات العسكرية.
وقال اتحاد نقابات عمال القطاع العام اليساري الذي يمثل نحو 240 ألف عضو إنه سينظم «إضراباً تحذيرياً» في 5 يونيو احتجاجاً على قمع الاحتجاجات التي بدأت سلمية.
ووجهت الاضطرابات ضربة لأسواق المال التركية التي انتعشت في ظل حكم أردوغان حيث انخفضت الأسهم أكثر من 10% وهبطت الليرة لأدنى مستوى في 16 شهراً.
وقال أردوغان إن المحتجين لا يتمتعون بتأييد شعبي بوجه عام ورفض أي مقارنة مع «الربيع العربي».
وأشار إلى أن فترته في السلطة بما تضمنته من إصلاحات اقتصادية وسياسية هي في حد ذاتها «ربيع تركي».
ووصل أردوغان في وقت لاحق إلى العاصمة المغربية الرباط في إطار زيارة رسمية يرافقه وفد من 350 شخصاً.