متظاهرون من حملة دعم الجندي الامريكي برادلي مانينغ يرفعون لافتات مؤيدة له خلال محاكمته امام محكمة عسكرية في فورت ميد قرب واشنطن، حيث يحاكم بتهمة القيام باحدى اكبر عمليات تسريب وثائق سرية في تاريخ الولايات المتحدة.
وبعد سنة ونصف من جلسات الاستماع التمهيدية، حضرت وسائل الإعلام الأمريكية والأجنبية بأعداد كبرى واضطرت للانتظار أكثر من ساعتين للخضوع لإجراءات الأمن المشددة.
ووصفت شبكة دعم مانينغ المحاكمة بأنها «محاكمة القرن» وحضر نحو 30 متظاهراً تحت المطر، ووقفوا أمام القاعدة العسكرية، حاملين يافطات كتب عليها «برادلي مانينغ، بطل» ورددوا هتافات تدعو الى الإفراج عنه.
وسبق أن أقر مانينغ «25 عاماً» الذي يعتبره البعض بطلاً والبعض الآخر خائناً بتحميل وتزويد موقع «ويكيليكس» بآلاف الوثائق العسكرية المصنفة «أسراراً دفاعية»، والبرقيات الصادرة عن وزارة الخارجية، فيما عرف إعلامياً باسم «جاسوس ويكيليكس».
إلا أن مانينغ نفى اية نية «بالاساءة» الى الولايات المتحدة كما يؤكد الادعاء، وقال إنه أراد «اثارة نقاش عام» حول الحرب في العراق وفي أفغانستان.
في المقابل، تؤكد الحكومة الأمريكية أن الجندي السابق عرض «بعلم منه» البلاد إلى الخطر بارساله وثائق سرية اطلع عليها من خلال عمله كمحلل لدى الاستخبارات حول العراق من نوفمبر 2009 وحتى توقيفه في مايو 2010.
وهو متهم «بالتآمر مع العدو» في إشارة الى تنظيم القاعدة الإرهابي لأنه سلم موقع ويكيليكس آلاف الوثائق العسكرية الأمريكية حول حربي العراق وأفغانستان وكذلك أكثر من 250 ألف برقية لوزارة الخارجية الأمريكية. ويشمل الادعاء 700 الف وثيقة سرية و22 اتهاما اقر مانينغ بعشرة منها. ورغم اعترافه الجزئي بالذنب، الا ان الجندي يواجه احتمال الحكم عليه بالسجن لمدى الحياة في حال قررت القاضية العسكرية دنيز ليند التي تتراس المحكمة انه قدم مساعدة لأعداء الولايات المتحدة. وتتخذ محاكمة مانينغ بعدا خاصاً لأنها تأتي بينما تواجه إدارة باراك اوباما انتقادات حول حملتها ضد التسريبات بعد ضبط تسجيلات هاتفية لصحافيين عاملين لدى «اسوشييتد برس» و»فوكس نيوز».
«فرانس برس - رويترز»