رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد رامي الحمد الله الذي كلفه الرئيس محمود عباس بتشكيل الحكومة الفلسطينية برغماتي مقرب من حركة فتح وأكاديمي فلسطيني معروف، فهو رئيس جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، ولكنه غير معروف نسبيا في الخارج.
ولد رامي الحمد الله من عائلة معروفة في بلدة عنبتا بالقرب من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية عام 1958 ويحمل درجة الدكتوراه في اللغويات التطبيقية من جامعة لانكستر البريطانية ويحافظ على العديد من الاتصالات المهنية مع الاسرائيليين.
دعمته حركة فتح للوصول إلى رئاسة جامعة النجاح في مدينة نابلس أكبر جامعة في الضفة الغربية عام 1998. ويحظى الحمد الله باحترام شعبي ورسمي كبيرين، وكان على علاقة وثيقة بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والرئيس الحالي محمود عباس. ويرى فيه كثيرون أنه قاد باقتدار جامعة النجاح التي يدرس فيها حالياً أكثر من 20 ألف طالب وطالبة، رغم ما مر به من ظروف شخصية قاهرة عندما فقد 3 من أبنائه الأربعة، هم ولد وبنتان، قتلوا في حادث سير مع شاحنة إسرائيلية عام 2000. وأصيبت زوجته التي كانت تقود السيارة آنذاك بجراح بالغة، ظلت على إثرها تخضع لفترة طويلة للعلاج في المستشفى.
ويتبوأ الحمد الله إلى جانب رئاسته لجامعة النجاح عددا من المناصب الأخرى، فهو الأمين العام للجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية منذ عام 2000. وقد ترأس مجلس إدارة بورصة فلسطين لعدة سنوات. وهو عضو في العديد من المؤسسات الأكاديمية العربية والدولية.
وتعتبر حركة «حماس» المعترض الوحيد حتى الان على تشكيل حكومة برئاسة الحمد الله، حيث قال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم بأنها «حكومة غير شرعية».
كما إن رامي الحمد الله له رصيد في الجانب الاقتصادي إذ إنه يشغل منصب المدير التنفيذي للبورصة الفلسطينية، ومقرها في مدينة نابلس منذ عام 2008. ولكن كل هذه الصفات التي يحملها رئيس الوزراء الجديد لاتشفع له بأن لا يكون أكثر من رئيس وزراء انتقالي، سيجبر على الغوص في المياه العكرة للسياسة الفلسطينية.
واعتبرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الجديد قبل على عاتقه «مهمة انتحارية».
وكتبت صحيفة «هارتس» «على حمد الله أن يقنع الولايات المتحدة والدول المانحة بالرغم من أنه غير معروف نسبياً في العواصم الأوروبية وواشنطن، بأنه سيكون شريكاً صادقاً، وسيحارب الفساد بقدر ما كان عليه سلفه سلام فياض».
من جانبه، رحب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بقرار عباس تكليف الحمدالله تشكيل حكومة جديدة، معرباً عن أمله في التعاون معه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
«فرانس برس»