حاوره – مازن أنور:
خص عميد المدربين الوطنيين ومدرب فريق البسيتين الوالد خليفة الزياني «الوطن الرياضي» بالحوار المطول الأول له بعد تحقيق الإنجاز التاريخي مع فريق البسيتين الأول لكرة القدم بعدما قاده لتحقيق بطولة الدوري الكروي المحلي للمرة الأولى في تاريخه، حيث جاء الحوار ليكون بمثابة الحديث المتوسط لإنجاز الزياني ورغبته في الابتعاد عن التدريب وأن صح التعبير الاعتزال عن مهنة التدريب.
أبرز الكلمات التي أكدها الوالد خليفة الزياني في حواره لــ»الوطن الرياضي» بأنه كان على ثقة بأن فريقه سيحقق لقب الدوري هذا الموسم وذلك لعدة أسباب، كما أكد بأن تمكن فريق البسيتين من خطف اللقب لم يأت من فراغ، وتطرق الزياني في حديثه للعديد من المحطات الهامة.
في بداية الحوار اعتبر الزياني بأن هذا الموسم يعتبر أفضل موسم لفريق البسيتين ولعل إنجاز تحقيق الدوري هو السبب الرئيس لذلك، معتبراً بأن الخروج من سباق البطولة الخليجية وكأس الملك لا يمكن أن يمحيا هذا الإنجاز، معتبراً كذلك بأن لقب الدوري دائماً ما يؤكد قوة الفريق لأنه يعتمد على عدد كبير من المباريات بعكس مباريات الكؤوس.
وأضاف الزياني بأنه كمدرب يفتخر جداً بالإنجاز الذي حققه في ختام مشواره التدريبي، مشيراً في ذات الوقت بأن هذا الإنجاز لا يعود له شخصياً وإنما هو ثمرة عمل جماعي يبدأ من مجلس إدارة النادي مروراً بالجهازين الفني والإداري وكذلك اللاعبين، ومؤكداً على أن نادي البسيتين كان يستحق لقباً كروياً لأنه عمل واجتهد من أجل أن يضع بصمة لفريق كرة القدم وقدم نموذجاً يجب الاحتذاء لبقية الأندية، قائلاً «لقد أُنصف البسيتين».
وأمضى مشدداً على أهمية وجود أندية وأطراف منافسة كما حدث بدخول فريق البسيتين، معتبراً بأن هذا الأمر يثري التنافس وبالتالي يُثري الجوانب الفنية ويعود بالنفع على مستوى الدوري والكرة البحرينية بشكل عام.
تشلسي الرفاع!!
وحول تمنياته في المباراة الختامية التي أقيمت يوم أمس الأول بين الرفاع والمحرق بسقوط فريقه المحرق أمام الرفاع قال الزياني «صحيح أنا محرقاوي ولكنني كمدرب كنت أتمنى فوز فريق الرفاع وذلك كان لمصلحة عملي كمدرب حيث كنت أتمنى أن يكون الإنجاز من نصيبي ومن نصيب فريقي»، وهنا امتدح الزياني الأداء الذي قدمه فريق الرفاع في مباراة المحرق ووصف الزياني مستوى فريق الرفاع بالفريق الإنجليزي الذي يعشقه وهو تشلسي وقال «رأيت الرفاع وكأنه تشلسي الإنجليزي، قدم واحدة من أجمل وأقوى مبارياته بالدوري»، واعتبر الزياني بأن رغبة الرفاع في الظهور بهذا المستوى جاءت لعدة أسباب ليس في مقدمتها إبعاد المحرق عن لقب البطولة وإنما كتأكيد بأن الفريق السماوي قادر على الإطاحة بالمحرق وأن المركز الرابع ليس بطموحه هذا الموسم، كما اعتبر بأن خسارة الرفاع من المحرق في نهائي كأس الملك انعكست بعض آثارها على المباراة الختامية، إضافة إلى أن التاريخ يقول بأن أحد الفريقين المحرق أو الرفاع لا يقبل أن يتلقى هزيمة من الآخر.
كنت واثقاً .. وواجهنا مطبات!!
وأكد الزياني بأن فريقه لم يعيش مرحلة وردية في الموسم الحالي وهي التي ساهمت في الحصول على لقب الدوري مؤكداً بأن الفريق عانى بعض المطبات ولعل في مقدمتها الجوانب المالية وتحديداً تسيير وصرف رواتب اللاعبين والتي أثرت على عطاء اللاعبين داخل الملعب، ولكن الزياني أكد بأن هذه المشكلة تم تفاديها بحنكة مجلس الإدارة وخبرة الجهاز الفني والإداري حتى تم توجيه تركيز اللاعبين نحو المستطيل الأخضر وبالتالي أثمر عن ذلك تحقيق البطولة.
وأضاف الزياني بأنه لم يشعر خلال مشوار الدوري بأنه سيبتعد عن لقب الدوري، حتى بعدما هُزم من النجمة والمحرق في القسم الأول، مبيناً بأنه كان على ثقة بعودة الفريق لأنه يملك المقومات للعودة، ومشيراً إلى أن الفريق استطاع أن يفرض شخصيته منذ الأسابيع الأولى عبر التمسك بالصدارة لعدة جولات.
وتابع الزياني بأنه ومن الصعوبات التي واجهت الفريق افتقاد أكثر من لاعب مؤثر وعلى سبيل المثال في خط الوسط عيسى غالب ومحمد سلطان النشمي، ولكنه أكد بأن الفريق استطاع أن يسير بصورة اعتيادية رغم الغيابات وذلك ما يؤكد قدرته على إيجاد البديل وهو عامل مساعد لتحقيق اللقب.
بداية الطريق
ووصف الزياني بأن ما حققه البسيتين في الموسم الحالي يعتبر بداية الطريق له خصوصاً وأنها البطولة الأولى في تاريخه، مستذكراً كيفية دخول فريق الرفاع في المنافسة مع المحرق بعد أن كان يهزم من المحرق بنتائج كبيرة، ولكنه أعتبر بأن العمل الدؤوب داخل إدارة نادي الرفاع جعلت الفريق يصبح من الفرق الكبيرة وكذلك الحال بالنسبة للبسيتين الذي كان بحاجة لفرصة وإنجاز من أجل تمنحه مزيد من الدافعية في المواسم الأخرى.
وفيما يتعلق بالمحرق فقد وصف الزياني المحرق بأنه «أبو البطولات» معتبراً بأن المحرق يبذل مجهود سنوي وأن المجهود ذاته يحدث في أندية أخرى فمن الطبيعي أن تكون هنالك منافسة شرسة مع المحرق، وهنا أشار الزياني إلى الهيبة التي بدأ يكتسبها فريق الحد في الدوري الكروي المحلي والتي قد تثمر تواجده على خط المنافسة في المواسم المقبلة بعد أن بدأت منذ الموسم الحالي بشكل كبير.
آخر التوصيات
ورفض خليفة الزياني رفع توصية لمجلس إدارة النادي بتسمية مدرب يحل خلفاً عنه لمنصب مدرب الفريق، وقال «ليس من تخصصي أن أحدد من هو المدرب الأفضل لقيادة الفريق اعتباراً من الموسم المقبل فهذا قرار مجلس الإدارة»، وتابع بأن تقرير الختامي الذي سيرفعه لمجلس الإدارة يتضمن ضرورة الإبقاء على الثلاثي المحترف البرازيليان فابيو ولويس والسيراليوني كمارا، فيما ترك تجديد التعاقد مع الأردني محمود زعترة أمر متروك للنادي، كما أكد الزياني بأنه شدد على أهمية تجديد التعاقد مع اللاعبين المحليين وهم لاعب الرفاع الشرقي راشد الحوطي ولاعب المحرق عبدالله صالح أمان.
وحول توصياته للاعبين الذين يمكن الاستعانة بهم للموسم القادم وتوصياته بهذا الخصوص، أوضح الزياني بأن اللاعبين حسين بابا كان في مقدمة اللاعبين ولكن تجديد تعاقده مع الكويت الكويتي عطل المفاوضات، فيما هنالك لاعبون آخرون يمكن للنادي البحث في إمكانية استقطابهما وهما لاعب الرفاع عبدالرحمن مبارك ولاعب الحد أحمد العويناتي.
هؤلاء المميزون
وكشف خليفة الزياني عن عدد من اللاعبين الذين لفتوا انتباهه كمدرب هذا الموسم، مبيناً بأنه وعلى صعيد اللاعبين المحترفين فأنه معجب جداً بثلاثي خط الوسط ولاعب فريقه السيراليوني كمارا بالإضافة إلى لاعب خط وسط فريق الرفاع الصربي ميلادين والذي وصفه بالمحنك، علاوة على لاعب فريق الحد الأفغاني جلال الدين، فيما اعتبر بأن لاعب فريق الحد عبدالوهاب المالود هو أبرز لاعبي الموسم الحالي كونه أخطر صانع ألعاب وأمامه مستقبل باهر وينتظر أن يكون يواصل تألقه في المواسم القادمة.
رسالتان للشيخ علي!!
ووجه عميد المدربين الوالد خليفة الزياني برسالتين خاصتين للرئيس الجديد للاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة آل خليفة تضمنت رغبته في تبني الاتحاد البحريني لكرة القدم تكوين لجنة تضم نخبة من المدربين الوطنيين القدامى على أن تعقد اجتماعات دورية لمناقشة الوضع الكروي بشكل عام في البحرين على أن يستفيد اتحاد الكرة من خبرات هؤلاء المدربون وينظر في إمكانية تنفيذ مقترحاتهم وليس بالضرورة جميعها، فيما تضمنت الرسالة الثانية أهمية اتخاذ تكوين اتحاد الكرة لجنة مصغرة تضم أبرز الشخصيات القادرة على إثراء كرة القدم البحرينية في الوقت الحالي وعلى سبيل المثال منهم رئيس نادي الرفاع الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة ورئيس نادي الحد أحمد سلمان المسلم، مشيراً إلى أن هذين الرئيسين يعملان بشكل إيجابي ويساعدان بجهودهما الملموسة على تطوير كرة القدم البحرينية ويجب أن يمنحوا الفرصة في الارتقاء بالكرة.
فضيحة الدموع!!
وفي ختام حواره لــ»الوطن الرياضي» وحول مشواره في حياته بعد قراره بإعلان اعتزال التدريب، قال الزياني بأنه القرار يعتبر بمثابة الخطوة الأولى وأن الخطوة الثانية تتمثل في رغبته الابتعاد عن كرة القدم لفترة قصيرة من الوقت والخضوع في راحة بعد عناء ومشوار تدريبي استمر أكثر من 40 سنة، كما أكد بأنه وعلى الرغم من اعتزاله فأنه لا يمكن أن يفارق كرة القدم بهذه السهولة، مؤكداً بأنه كلما استذكر ابتعاده عن التدريب تفضحه دموعه كون التدريب كان ملازماً لفترة طويلة من حياته.