عواصم - (وكالات): أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بالإنابة جورج صبرة تعليقاً على سقوط مدينة القصير في محافظة حمص وسط سوريا، في قبضة قوات الرئيس بشار الأسد و»حزب الله»، «استمرار المعركة ضد النظام حتى تحرير كل البلاد»، مشيراً إلى أن «سوريا تتعرض لغزو أجنبي وأن النظام لم يعد قادراً على البقاء دون سلاح أجنبي». وتوجه إلى من أسماهم «الغزاة» قائلاً «أما أنتم أيها القتلة، ستخرجون من سوريا مهزومين ومكللين بالعار». وأشار صبرة إلى وجود «15 ألف مدني مهددين بالإبادة والمجازر الجماعية في البويضة الشرقية». من جهته، تعهد رئيس أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس، «بمحاربة «حزب الله» داخل لبنان»، ونفى أن يكون جيشه قد «خسر الحرب». في المقابل، هنأت إيران «الجيش والشعب السوريين» إثر الانتصار في القصير، كما صرح نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وشهدت الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل حزب الله، احتفالات بسقوط المدينة. وأثنى التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي، في البحرين، للمرة الثانية، على الشعب والقيادة السورية لما أسماه «تحرير القصير»، مؤكداً أن «النزاع العسكري في سوريا قد حسم لصالح الجيش العربي السوري ولا مجال الآن إلا للحل السياسي». وقد سيطرت قوات النظام السوري و»حزب الله» أمس على مدينة القصير الاستراتيجية وسط سوريا بعد اكثر من سنة من الحصار المفروض عليها ومعارك طاحنة منذ اكثر من اسبوعين، فيما تعهد الجيش بـ «سحق الارهابيين» اينما كانوا في سوريا، وأكدت المعارضة في المقابل أن «الثورة مستمرة» وأن «النصر لأصحاب الحق». وتزامن ذلك مع انعقاد اجتماع تمهيدي ضم ممثلين عن الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا في جنيف للتحضير للمؤتمر الدولي حول سوريا اعلنت بعده موسكو عدم التوصل الى اتفاق.
وبسقوط القصير، لم يبق بين أيدي مقاتلي المعارضة في ريف حمص الجنوبي الا قرية البويضة الشرقية الصغيرة الواقعة شمال القصير والتي لجأ اليها المقاتلون والناشطون والمدنيون والجرحى المنسحبون من المدينة بالآلاف، وقد يسهل هذا التطور العسكري، بحسب خبراء، توجه النظام نحو مدينة حمص وريفها الشمالي حيث لا يزال مقاتلو المعارضة يحتفظون ببعض المعاقل المحصنة. وتربط حمص بين دمشق والساحل السوري غربا، وتعتبر السيطرة عليها بالكامل امرا مهما للنظام لتامين امتداد جغرافي طويل له يسهل عمليات التنقل والامدادات.
واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان اقتحام المدينة تم «بعد غطاء كثيف من القصف»، مشيرا الى ان مقاتلي المعارضة «قاتلوا حتى الرمق الاخير». وقال الناشط ابو المعتصم الحمصي الموجود في البويضة ان الاف الاشخاص باتوا الآن محاصرين في البويضة الشرقية في ظروف انسانية سيئة للغاية. وقال «لا يوجد اي طريق ابدا لاجلاء الجرحى والمدنيين، وبينهم اطفال ونساء. لا توجد مياه ولا طحين ولا خبز ومخزون ضعيف من البرغل». وكانت تنسيقية القصير نشرت على صفحتها موقع فيسبوك نداء من مشفى البويضة الشرقية اشار الى «حملة بربرية وقصف همجي تنفذه قوات النظام» على القرية، مضيفة ان «مشفى البويضة الميداني يعج بالجرحى وسط شح كبير في المواد الطبية والمعدات والشاش وغيره». وفي وقت لاحق، ذكرت قناة «الجزيرة» أن 10 صواريخ من سوريا سقطت على بعلبك معقل حزب الله في لبنان. من جهته أعلن المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية لسوريا الأخضر الإبراهيمي أن اجتماعاً تحضيرياً جديداً للمؤتمر الدولي حول سوريا «جنيف 2» سيعقد في 25 يونيو الجاري، مضيفاً «نأمل في أن يعقد المؤتمر يوليو المقبل». في غضون ذلك، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن مساعد وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله «اتفقنا على عقد اجتماع آخر مثل هذا سنحاول خلاله تقريب مواقفنا نهائياً وسيكون ذلك على الأرجح نهاية يونيو».
من جهته، أشار نائب وزير الخارجية الروسي الآخر ميخائيل بوغدانوف الى ان مشاركة ايران لها اولوية بالنسبة الى روسيا. من ناحية أخرى، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان فرنسا «قدمت عناصر ادلة» حول استخدام غاز السارين في سوريا «ما يرغم المجتمع الدولي على التحرك».
وفي لندن، أعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية ان المملكة المتحدة لديها عينات «فيزيولوجية» تؤكد استخدام غاز السارين في سوريا على الأرجح من قبل نظام بشار الأسد. وفي القاهرة، دعا وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع غير عادي عقدوه مساء أمس في القاهرة إلى حل سياسي للنزاع في سوريا وإلى تشكيل حكومة انتقالية لسلطة تنفيذية كاملة. وطالب الوزراء في قرارهم «جميع الأطراف بالوقف الفوري والشامل لكل أعمال العنف والقتل ضد المدنيين من أي جهة كانت وأياً كان مصدرها». وشدد الوزراء على «إدانتهم بشدة كل أشكال التدخل الخارجي خاصة تدخل حزب الله وفقاً لما ورد على لسان أمينه العام الذي جعل من الأراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال». واحتج لبنان على هذه الفقرة وسجل أنه «ينأى بنفسه» عن القرار. في غضون ذلك، أعلن وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل أن بلاده تتابع «بقلق واهتمام بالغين» الأحداث في مدينة طرابلس اللبنانية مناشداً جميع الأطراف عدم الانسياق وراء الدعوات التي «لا تريد الخير» للبنان.