عواصم - (وكالات): اعتقلت قوات الأمن التركية، 24 شخصاً بمدينة إزمير غرب البلاد، لاتهامهم بجرائم إلكترونية، ونشر مواد تحرّض على الفتنة والكراهية والعنف في موقعي التواصل الإجتماعي «تويتر» و»فيسبوك».
وذكرت وسائل إعلام تركية، أن شعبة مكافحة الجرائم الإلكترونية والمعلومات، راقبت تحركات بعض الأشخاص والمواد التي ينشرونها عبر حساباتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، ثم قامت بالتحقق من العناوين الخاصة بأجهزتهم وحواسيبهم، مشيرة إلى أنها بعدئذٍ نظّمت حملة مداهمات ضدهم واعتقلت، 24 شخصًا في عناوين مختلفة، بتهمة التحريض على العنف والكراهية، ونشر أخبار كاذبة من شأنها تأليب الرأي العام.
في غضون ذلك، تجمع الاف الاشخاص بدعوة من نقابتين كبيرتين في ساحة تقسيم باسطنبول في اليوم السادس على التوالي للتظاهرات المناهضة لرئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
واجتاح المتظاهرون الذين انطلقوا من مكانين مختلفين، وهم يلوحون باعلام حمراء او بيضاء، ساحة تقسيم التي تشكل مركز الحركة الاحتجاجية التي تهز تركيا مطالبين باستقالة رئيس الحكومة. كما تظاهر 10 آلاف شخص وضع بعضهم صورا لمصطفى كمال اتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، في العاصمة انقرة، رافعين اعلام تركيا.
وفي وقت لاحق، أطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع واستخدمت خراطيم المياه في أنقرة لتفريق المتظاهرين.
واجتاح آلاف الأتراك الشوارع للاحتجاج على «تسلط» الحكومة بعد عملية قمع أمنية ضد المدافعين عن البيئة الذين يعارضون اقتلاع أشجار من حديقة في اسطنبول لتنفيذ مشروع معماري حكومي.
ومنذ غادر اردوغان البلاد في زيارة لشمال افريقيا تبنى نائب رئيس الوزراء بولنت ارينج نبرة تصالحية اأكثر. والتقى ارينج الذي ينوب عن اردوغان في غيابه بوفد من منظمي المظاهرات التي اندلعت الاأسبوع الماضي ضد خطط لإقامة مبنى يحاكي ثكنة ترجع الى الحقبة العثمانية في حديقة جيزي بتقسيم.
وطالبت مجموعة تمثل المتظاهرين الحكومة بإقالة قادة الشرطة في اسطنبول وأنقرة ومدن أخرى قامت فيها الشرطة في الأيام الماضية بقمع عنيف للتظاهرات المناهضة لحكومة اردوغان.
وبين المطالب «الإفراج عن كل المتظاهرين الذين أوقفوا منذ بدء حركة الاحتجاج والتخلي عن المشروع المدني المثير للجدل المتعلق بساحة تقسيم في اسطنبول». ويطالب المتظاهرون أيضاً بألا تستخدم الشرطة الغاز المسيل للدموع وبأن تحترم حرية التعبير في تركيا.
وأعلن اتحاد الأطباء الأتراك، وفاة متظاهر متأثراً بجروح أصيب بها خلال الاحتجاجات في العاصمة أنقرة، ليرتفع عدد القتلى إلى 3 أشخاص. وقال الاتحاد في وقت سابق إن حصيلة المواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في كافة أنحاء البلاد وصلت إلى قتيلين و4177 جريحاً حتى أمس الأول.
وحث نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكومة التركية على احترام حقوق المعارضين السياسيين. وأجرى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأمريكي جون كيري لإبلاغه استياء أنقرة من سلسلة التعليقات التي أدلت بها واشنطن حول التظاهرات في تركيا، مضيفاً أن «تركيا ليست ديمقراطية من الدرجة الثانية».
ودانت الدول الغربية استخدام العنف المفرط من قبل الشرطة فيما شددت بحذر على ضرورة عودة الهدوء وإجراء حوار مع المحتجين.