حاوره - مازن أنور:
اعتبر نجم خط وسط فريق المحرق واللاعب الدولي السابق محمود جلال بأنه من الصعب تقييم الموسم المنصرم بالنسبة لفريق المحرق، مبيناً بأن الموسم لم يكن ناجحاً بالدرجة المطلوبة ولم يكن سيئاً كذلك، مبيناً بأن فريقه مر بعدة مراحل تسببت في الاهتزاز الذي حصل هذا الموسم.
وتحدث محمود جلال في حديث مطول لـــ»الوطن الرياضي» وكعادته كان أنيقاً في حديثه كما هو أداؤه داخل المستطيل الأخضر، حيث بارك لنادي البسيتين الإنجاز التاريخي بحصوله على لقب الدوري لأول مرة في تاريخه، مؤكداً استحقاق الفريق الأزرق للقب هذا الموسم.
ذهب الحديث مع محمود جلال عند العديد من المحاور المهمة التي مر بها فريق المحرق هذا الموسم، ولعل أبرزها خسارة لقب الدوري في الليلة المحرقاوية الحزينة والحدث الأبرز الذي طاله شخصياً بحصوله على بطاقة حمراء في المباراة الختامية أمام فريق الرفاع، كما تم خلال الحوار التطرق للمستوى المميز الذي قدمه خلال الموسم والذي جاء بشهادة أغلب المتابعين.
المايسترو محمود جلال بدأ حديثه مؤكداً بأن انطلاقة فريقه في الموسم المنصرم لم تكن مثالية، وأوضح بأن هذا الأمر لا يعود البتة للمدرب الوطني عيسى السعدون الذي كان مدرباً للفريق في بداية الموسم، وإنما اعتبر محمود بأن السبب الرئيس كان غياب تركيز اللاعبين ذهنياً وفنياً إضافةً إلى نقص العامل البدني والشعور أيضاً بإمكانية التعويض في جولات متقدمة من الدوري.
وأضاف محمود جلال بأن فريقه وعندما شعر بخطورة الموقف استطاع أن يستعيد هيبته وأن يحقق انتصارات متوالية، وأن يكون في دائرة المنافسة، مبيناً بأن الفريق مر بمرحلة تصاعدية كان الجميع شاهداً عليها، ولعل الأرقام والمؤشرات تؤكد ذلك.
البسيتين شرس!!
وأكد محمود جلال بأن خسارة فريق المحرق للقب الدوري هذا الموسم قد تكون وراءه عدة عوامل ولكن العامل الأبرز يتمثل في أن البسيتين قدم موسماً استثنائياً وكان فريقاً شرساً للغاية والدليل بأنه تواجد في صدارة الترتيب لعدد من الجولات، كما إن الدليل بأنه جارى المحرق حتى الرمق الأخير من عمر الدوري، وهنا أكد محمود جلال بأن دخول فريق البسيتين على خط المنافسة مفيد للكرة البحرينية، كما اعتبر بأن نادي الحد هو الآخر يقوم بذات الخطوات وأنه أصبح رقماً صعباً وبالتالي فإن هذا الأمر يجب أن يجلب الفرحة للجميع.
وأشار محمود جلال بأن الكرة البحرينية تشهد حالياً وجود أربعة فرق تنافس بقوة على صعيد كرة القدم بعد أن كانت المنافسة بين فريقين في السنوات القليلة الماضية، مؤكداً بأن تطور الكرة البحرينية يتطلب المنافسة القوية في الدوري المحلي.
أحداث الختام!!
واتجه الحديث مع محمود جلال حول الحدث الأبرز هذا الموسم الذي تمثل في المباراة الختامية لفريقه مع فريق الرفاع والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق وعلى إثرها توج البسيتين باللقب، وكذلك حصوله على بطاقة حمراء قد تكون ساهمت في عدم قدرة فريقه على الفوز والتوجه لمباراة فاصلة، وفي هذا الشأن قال محمود جلال «لا أود الحديث أو الخوض في موضوع القرار التحكيمي بحصولي على بطاقة حمراء في المباراة الختامية كوني كلاعب لا أحبذ الحديث في الأمور التحكيمي، ولكن بما أن هذا الموضوع هو حديث الشارع وأنه يطالني شخصياً فإنني أود أن أؤكد بأنني شخصياً لا أستحق البطاقة الأولى في المباراة وأنا على قناعة بنسبة 100% حيث كان احتكاكاً عادياً للغاية، ولكنني أشعر بالظلم الكبير لأن الطرد أثر على مجهود فريقي وأنا لا أستحقه على الإطلاق»، وأضاف محمود جلال «الأمور التحكيمية حرمتنا هدفاً صحيحاً من قدم النيجيري أوشي حيث كاد هذا الهدف أن يغير مجرى المباراة كلياً».
«الطبخات».. لا أشكك!!
وحول رأيه بوجود أحاديث حول بعض التلاعب «الطبخات» في بعض المباريات، قال محمود جلال لا يمكن أن أشكك في أحد ولا يمكن أن أتهم أي أحد جزافاً، وإن كانت موجودة أتمنى أن تكون هذه الأمور بعيدة عن ملاعبنا من أجل المنافسة الشريفة. وأضاف «من وجهة نظري فإنني على ثقة بكل الأندية، حيث إنها تحمل اسماً وشعاراً وتبحث عن الإخلاص والدفاع عن هذا الكيان لذا يفترض أن يكون هذا الأمر مرفوضاً، وبالتالي فنحن كلاعبين لا نستطيع أن ندخل في مجال التشكيك وإنما يجب أن نؤدي دورينا كلاعبين بكل أمانة ونزاهة وروح رياضية وهذا ما يتم الحديث عنه على مستوى الكرة العالمية».
استغراب كبير
وأبدى محمود جلال استغرابه الكبير من أمر المباراة الختامية لفريقه مع فريق الرفاع، مبيناً بأن هذا الأمر يتمثل في عدم إقامة المباراتين الختاميتين للمحرق والبسيتين في يوم واحد وبتوقيت واحد، مبيناً بأنه ومن أجل تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص فإن الفريقين كان يجب أن يلعبا في ذات التوقيت، معتبراً بأن هذا القرار غير مفهوم وليس له أي مبرر، معتبراً بأن هذا الأمر من البديهيات التي تشهدها كرة القدم في جميع دول العالم.
تأثرنا.. ولكن!!
وحول التغييرات التي طالت فريق المحرق هذا الموسم سواءً على مستوى الجهاز الفني أو حتى اللاعبين، فقد أكد محمود جلال بأن كلا المدربين عيسى السعدون والتونسي سمير شمام أضافا الكثير للفريق، ولكن الفريق ونظراً لفترة التوقف أثناء كأس الخليج استطاع أن يتأقلم مع فكر المدرب شمام وأصبح العمل جماعياً وشعر اللاعبون بالمسؤولية بشكل أكبر.
وفيما يخص التغييرات على مستوى اللاعبين فقد اعتبر جلال بأن خروج جيسي جون وجمال إبرارو أمر فني بحت، فيما الفريق تحصل على إضافة قوية بالتعاقد مع السوري قلعجي والليبي الصغير، ولكنه أكد في ذات الوقت أن الفريق تأثر بتعرض اللاعبين محمد سالمين وفوزي عايش للإصابة وأكد بأن غيابهما مؤثر ولكنه أكد في ذات الوقت بأن الفريق المنافس يجب ألا يسوق هذه الأعذار لأن الإصابات جزء من منظومة كرة القدم.
أسرار التألق!!
وأرجع محمود جلال السر وراء تألقه المشهود هذا الموسم لعدة أسباب في مقدمتها بأنها توفيق من الله فيما الأمور الأخرى تتمثل في العزيمة والإصرار على العطاء بشكل أكبر، مبيناً بأنه يعيش تحدياً كبيراً مع ذاته لتقديم الأفضل من مباراة إلى أخرى، كما أكد بأن عشقه لكرة القدم والتي يتنفسها تجعله يبذل قصارى جهده في التدريبات من أجل أن يقدم العطاء المقبول، ولكنه أكد بأنه كان يتمنى كلاعب في فريق المحرق التتويج بلقب الدوري لأنه يعتبر خير تتويج لتألقه في هذا الموسم، حيث إنه كلاعب ينظر للألقاب الجماعية للفريق وليس للألقاب الفردية الخاصة باسمه.
المكسب الكبير
وأشاد محمود جلال بالمكسب الكبير الذي تحقق لفريق المحرق في الموسم الحالي والذي تمثل في تواجد أربعة لاعبين صاعدين ينتظرهم مستقبل واعد مع الفريق، حيث أشار إلى أن اللاعب علي غالب الذي استطاع أن يتألق ويضع بصمته مع الفريق بوجوده في التشكيل الأساسي، إضافةً إلى اللاعب محمد خالد والذي يعد مشروع لاعب مميز للمحرق واللاعب علي جمال والذي وصفه بأنه لاعب موهوب وفنان ومتوقع أن يكون نجماً في الكرة البحرينية واللاعب علي ضيف والذي توقع له أن يكون لاعب خط وسط استثنائي لا غنى عنه في نادي المحرق خلال المواسم المقبلة لامتلاكه جميع مقومات اللاعب في هذا المركز، مؤكداً إعجابه باللاعب علي ضيف كونه يلعب في ذات مركزه.
التجديد خطوة موفقة
واعتبر محمود جلال بأن اتخاذ إدارة نادي المحرق لخطوة التجديد للمدرب التونسي سمير شمام لموسمين هي موفقة للغاية وخصوصاً بأن أي فريق بالعالم يحتاج الاستقرار والذي يعتبر أمراً مهماً للمدرب واللاعبين، وأبدى سعادته لتواجد بن شمام مع الفريق في الموسمين المقبلين، معتبراً بأن هذا التجديد سيمكن المدرب من وضع خطة وسيعمل على تنفيذها على فترة قابلة للقياس، كما أكد جلال بأن نتائج شمام كانت إيجابية وبالتالي التجديد معه أمر متوقع، مبيناً بأن شمام خلق شخصية للفريق وكان ذلك أمراً واضحاً للجميع..
أتمنى الآسيوية
وحول رؤيته الشخصية للمشاركة الخارجية لفريق المحرق في الموسم المقبل، قال محمود جلال بأنه ومن وجهة نظره الشخصية يأمل أن يشارك الفريق في البطولة الآسيوية معتبراً بأن البطولة الآسيوية يتمكن خلالها الفريق من خوض مواجهات قوية ومع مدارس مختلفة وبالتالي فإن ذلك ينعكس بالإيجاب على الفريق وتحديداً اللاعبين الصاعدين الذين يكتسبون الخبرة والاحتكاك، مبيناً بأن البطولات الخليجية أصبحت ليست بأولوية للدول المجاورة التي تطمح حالياً للبحث عن مقعد في البطولة الآسيوية، وبالتالي فإن البطولة الخليجية لا تشهد مشاركة فرق النخبة كما هو الحال في السنوات الماضية.