عواصم - (وكالات): تدور اشتباكات عنيفة بين قوات الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة في الجانب السوري من معبر القنيطرة الحدودي، الذي يربط سوريا بمرتفعات «الجولان» المحتلة. وأكد مصدر أمني إسرائيلي أن قوات الأسد استعادت السيطرة على المعبر بعد سيطرة مسلحي المعارضة في وقت سابق. وفرض الجيش الإسرائيلي حظراً على دخول الزوار إلى القرية الحدودية «عين زيفان»، كما أوعز إلى المزارعين بعدم الاقتراب من السياج الحدودي في المنطقة. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «بلدة البويضة الشرقية التي لجأ إليها آلاف النازحين والمقاتلين من مدينة القصير قبل سقوطها في أيدي قوات النظام و»حزب الله» اللبناني، تتعرض لقصف عنيف»، مشيراً إلى أن «مئات المدنيين والجرحى تحت الحصار».
وفي السعودية، دعا مفتي عام المملكة عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ساسة وعلماء العالم إلى «اتخاذ خطوات «تردع» عدوان «حزب الله» اللبناني في سوريا واصفاً الحزب بـ»الطائفي» و»العميل».
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن قوات النظام استعادت السيطرة على المعبر الوحيد في خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان بعد أن كان مسلحو المعارضة السورية سيطروا عليه في وقت سابق.
ويقع معبر القنيطرة في المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات هضبة الجولان التي سيطرت إسرائيل على قسم كبير منها في 1967 وضمته في 1981 وهو ما لم تعترف به الأسرة الدولية. وللقنيطرة أهمية استراتيجية لقربها من العاصمة دمشق.
من جهة أخرى، قالت الإذاعة الإسرائيلية «إن الجيش الإسرائيلي عزز قواته في هضبة الجولان في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش النظامي والمعارضة».
وعلق مصدر أمني إسرائيلي على الموقف بالقول «إنه أمر مقلق للغاية لأن من ناحية، لديك الجهاديين والإسلاميين الذين يقاتلون هناك، ومن ناحية أخرى، لديك أيضاً قوات الحكومة التي تتحالف مع حزب الله».
من جهة ثانية، قالت الإذاعة الإسرائيلية «إن الجيش الإسرائيلي قدم شكوى إلى الأمم المتحدة بعد قيام الجيش السوري بنشر دبابات وناقلات جنود مدرعة في المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود الإسرائيلية السورية وذلك خلال استعداداته لإعادة السيطرة على معبر القنيطرة.
وأعلن قائد قوات حفظ السلام الدولية أن القوات ستواصل أداء مهامها في الجولان وستتخذ إجراءات الحيطة والحذر حفاظاً على سلامة أفرادها.
ويقع أيضاً في القنيطرة المقر الرئيسي لقوة مراقبة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتي تضم نحو 1200 عنصر من قوات حفظ السلام. وهي متواجدة هناك منذ عام 1974 لمراقبة عملية وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل.
وأكد متحدث باسم قوة السلام التابعة للأمم المتحدة أن اثنين من جنود حفظ السلام أصيبا في قصف في منطقة وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان بين إسرائيل وسوريا.
وأعلن المستشار النمساوي ونائبه أن النمسا ستسحب جنودها الـ 378 العاملين في إطار قوة الأمم المتحدة لفض الاشتباك في الجولان.
وفي وقت لاحق، اقتحمت قوات الأسد بلدة الضبعة شمال القصير التي كان مقاتلو المعارضة لايزالون يسيطرون على أجزاء كبيرة منها.
في الوقت ذاته، قال مراقبون إن «حجر الدومينو الذي تتجه الأنظار إليه» هو البويضة الشرقية الواقعة على بعد 5 كيلومترات من الضبعة. والبويضة الشرقية هي النقطة الأخيرة في ريف القصير الجنوبي التي لاتزال في أيدي المعارضة المسلحة.
سياسياً، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيمثل دمشق في المؤتمر الدولي حول سوريا «جنيف 2».
وفي السياق ذاته، يقاتل 200 إسلامي من القوقاز الروسي في سوريا تحت راية تنظيم القاعدة، وفق ما أعلن رئيس الاستخبارات الروسية الكسندر بورتنيكوف.
من جانبها، تقوم الولايات المتحدة حاليا بدراسة المعلومات التي أرسلتها فرنسا بشأن احتمال استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، وفق ما أعلنت الخارجية الأمريكية.
وفي عمان، وجه الأردن «إنذاراً نهائياً» لسفير دمشق مهدداً باعتباره «شخصاً غير مرغوب به» بعد تصريحات نسبت له انتقد فيها استضافة المملكة لاجتماع أصدقاء سوريا وطلبها نشر صواريخ باتريوت. وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة إن «سفير سوريا بهجت سليمان قد تجاوز كافة الأعراف والممارسات الدبلوماسية من خلال تصرفاته ولقاءاته المعلنة وغير المعلنة وتصريحاته المرفوضة والمدانة».
من جهة أخرى، أعلنت القوات المسلحة الأردنية أن حرس الحدود أحبط محاولة لتهريب كمية كبيرة من الأسلحة من سوريا إلى المملكة.
وفي شمال لبنان، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعة سلفية وأخرى موالية لحزب الله وسط مدينة طرابلس، بحسب ما أفاد مصدر أمني.
وفي السياق ذاته، نصح مجلس التعاون لدول الخليج العربية مواطني دول المجلس بعدم السفر إلى لبنان لتأثره أكثر فأكثر بالحرب في سوريا المجاورة، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
من جهته، أشاد مفتى السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بالداعية البارز الشيخ يوسف القرضاوي بعد إدانته لجماعة «حزب الله» اللبنانية عقب تدخلها في سوريا.
وتزيد تصريحات آل الشيخ الانتقادات المتصاعدة لحزب الله من رجال الدين السنة وهو ما يلقي الضوء على البعد الطائفي للحرب الأهلية في سوريا حيث يقاتل معارضون أغلبهم من السنة الرئيس بشار الأسد الذي ينتمي للطائفة العلوية الشيعية.