كتبت - شيخة العسم:
لاتزال الخشبة المسرحية، إحدى أكبر العوائق أمام الإنتاج المسرحي. لقد شرّدت السابقين وحجمت أعمال المشتغلين حالياً رغم ندرتهم. ورغم وجود مشكلات شتى تكتنف العمل المسرحي، يؤكد أهل الاختصاص من الكتاب والنقاد أن المسرح دون خشبة أشبه بمحاولة التصفيق دون جناحين!.
خشبة حقيقية
ويرى الكاتب والمنتج حمد الشهابي أن الإنتاج المسرحي الهادف يواجه مشكلات عدة، «سيظل ميتاً دون تسهيلات تساعده، المشكلة الأساسية عدم وجود خشبة مسرح حقيقية، عدى صالات النوادي والفنادق والأفراح، وهي إما مكلفة جداً أو غير مؤهلة»!.
الشهابي يمتلك شركة إنتاج فني، ومع ذلك جمّد الإنتاج المسرحي منذ ثلاث سنوات، «الخشبة مرّة أخرى هي السبب، رغم أنني أنتجت أنجح وأول عمل مسرحي للأطفال في 1981 وهو مسرحية «ليلى والذئب»، بسبب توافر عناصر النجاح من ممثلين ومخرجين وطاقم متكامل.
شركة الشهابي تساهم بـ 95 من إنتاج مسرح الطفل في البحرين، ومع ذلك جمد الشهابي الإنتاج المسرحي، معللاً ذلك بأن المسرحيات التي أنتجت وعرضت في مملكة البحرين خلال الفترة الماضية لم تحقق نجاحاً بسبب: ضعف الإنتاج والممثلين والنص الإعلان، «الجمهور البحريني يرغب بحضور المسرح، لكن أين من يشجعه».
ويبدو الشهابي مستعداً للإنتاج المسرحي لكن بشروط «خشبة مسرح حقيقية تتسع لـ 650 أو 700 متفرج، تعاون البلدية، فهي تفرض تأميناً وتحسب الإعلان بالمتر وتضايقنا بالمدة، والإعلان الصحافي مرتفع جداً بعكس التلفزيون».
ويجد الشهابي في المسرح الوطني مستوى أرفع من شركات الإنتاج البحرينية، «غير أننا بعيدون عنه كل البعد، فهو يستوعب العروض والأبريتات العالمية». ويعتقد أن البحرينيين قادرون على إنتاج أوبريت عالمي متى توافر طاقم بحريني متكامل يضم مثل عبدالله يوسف وخليفة العريفي ومحمد الحجيري.
النقد ضروري
من جانبه، يدعو الناقد فهد حسين الكتاب المتخصصين في النقد المسرحي لمواصلة الكتابة النقدية في العمل المسرحي كما كان في الثمانينات وبداية التسعينات، لافتاً إلى أن المسؤولية تقع على خريجي النقد المسرحي.
مملكة البحرين شهدت تجربة مسرحية مهمة جداً، بحسب فهد «تاريخ بدأ تقريباً بالمسرح المدرسي في العشرينيات من القرن الماضي وقد استمر بعدد كبير من المسرحيات التي عرضتها مسارح البحرين أوال والجزيرة والصواري، وشارك هذا الزخم المسرحي مسارح أخرى هي جلجامش والبيادر والريف».
ويعتقد فهد أن هذه المسارح مازالت تعمل جاهدة ليكون الحراك المسرحي في المكانة اللائقة، لكن ما يطرأ على مسرحنا من أعمال مسرحية تجارية يهمها الربح، تفكر دائماً في ما يريده المشاهد وليس رفع ورقي الذائقة الفنية وعمق التفكير تؤدي إلى تردي أو هبوط الذائقة، «لكنها ليست مشكلة خاصة بالمسرح التجاري البحريني بل في كل المناطق العربية وغير العربية، وهذا ينطبق على كثير من الأعمال الموسيقية والغنائية والكتابية أيضاً».
ويشدد فهد على ضرورة دعم المسرح البحريني مالياً وفنياً «إنه مسرح يصر على العمل المسرحي الجاد من ناحية والتواصل من ناحية أخرى وهنا ينبغي من الجمهور البحريني المثقف المتابع الحراك الثقافي أن يدعم الأعمال المسرحية الجادة في الحضور والكتابة وغيرهما».
ويتمنى فهد ألا يكون الحضور للمسرح مكتفياً بالمناسبات كمناسبة اليوم العالمي للمسرح بل الاستمرارية. وأن يعاد النظر في مجانية الحضور للمسرح، متسائلاً: «فكيف يكون لهذا المسرح أن يستمر إذا لم يجد الدعم المالي من الأفراد والمؤسسات»؟!.