كتبت ـ شيخة العسم:
اضطرت هيا جاسم إلى التخلي عن حلمها في إكمال دراساتها العليا لأنها «لا تستطيع أن تحمل ثلاث بطيخات بيد واحدة» على حد قولها، ولا تجرؤ فاطمة خالد أن تصارح زوجها بتعدد مسؤولياتها بين دراسة الماجستير والوظيفة والواجبات المنزلية.
فيما تصر مريم خالد على متابعة دراستها في جامعة AMA الدولية حتى تستقل مادياً، رغم تقريع زوجها المستمر بإهمال ابنها، فيما حسم خطيب غادة علي المسألة وقال «البكالوريوس للأم يكفي.. الدراسات العليا ليها أهلها».
وتلمح أم هند إلى إمكانية توفيق المرأة بين المسؤوليات الثلاث المنزل والعمل والدراسة مستندة إلى تجربتها الشخصية، ويقول خليل إبراهيم «إذا كانت الزوجة غاوية تعب فهذا شأنها.. ولكن مسؤوليتها الأولى هي المنزل».
ترتيب الأولويات
اضطرت هيا جاسم إلى التخلي عن حلمها في إكمال الماجستير لعجزها عن التوفيق بين الدراسة والوظيفة والبيت «تخليت عن حلم حياتي في مواصلة الدراسات العليا لصالح مسؤوليات المنزل».
نشبت الكثير من المشاكل بين هيا وزوجها قبل أن تحسم قرارها وتقلع عن متابعة الدراسة «حاولت إقناعه أنها فترة وتنقضي، لكنه لم يتفهم الموضوع وأصر على قراره، أولادي صغار ويحتاجون للعناية، والعمل يأخذ نصف وقتي، وفي النهاية انتصر زوجي، وتوقف حلمي لأجل غير مسمى».
فاطمة خالد تعاني من ثقل المسؤوليات الثلاث العمل والمنزل والدراسة، فهي رئيسة قسم في إحدى الوزارات وتدرس الماجستير، وهي أم لطفلين وحامل بمولودها الثالث «كثرت المسؤوليات، وأنا شخصياً تعبت، إلا أنني لا أفاتح زوجي بالموضوع خشية النتيجة، فأول أمر سيقترحه أن أترك الدراسة، وهذا مستحيل، فهذا طموحي وأريد تحقيقه بأي ثم».
وتضيف فاطمة «مسؤولية البيت كبيرة وفوق طاقتي، فالأطفال لوحدهم مسؤولية تحتاج للتفرغ، وفي هذا الزمن يصعب أن تكون المرأة مربية فقط، وينظر لها بدونية». خطيب غادة علي رفض الفكرة من أساسها وحسم قراره، حاولت غادة بشتى الطرق إقناعه أن تكمل دراسة الماجستير، بينما ظل هو يردد عبارته المعهودة «البكالوريوس تكفي للأم.. الدراسات العليا خليها لأهلها». مريم خالد متزوجة ولديها ابن وتدرس حالياً في جامعة ama الدولية وتطمح لتكون عسكرية «زوجي يشكو دوماً إهمالي له ولابني، ويلمح لعدم عملي بعد الدراسة، إلا أني مصرة على موقفي، فبعد التعب والمجهود الدراسي كيف له أن يفكر بهذا الشكل؟ أريد أن أستقل مادياً، ولا أشعر أني عالة على غيري، وما يزعج زوجي أكثر، هو أن ابني يقضي معظم وقته عند أمي، ولكن لا خيار أمامي».
المهمة ليست مستحيلة
وترى أم هند أن الزوج له دور كبير في مساعدة زوجته على تحقيق هذه الأمور الثلاثة «زوجي متفهم جداً والحمد لله.. كنت أقدم امتحاناتي الجامعية في لبنان وأتغيب عن الأطفال فترات طويلة، وكان هو يساعدني دون تذمر، يأخذ الأطفال معه إلى بيت أمه حتى أتمكن من الدراسة». في النتيجة ارتقت أم هند في وظيفتها وعادت عليهم بالنفع «الآن أشجع بناتي على الدراسة مهما كانت الظروف، وأنصح أي زوجة تريد أن تدرس وتعمل أن تحقق ما تتمناه ولكن شرط أن تمهد لزوجها وتكسبه في هذه الفترة، لأنه سيكون نقطة مهمة إما لإكمال المشوار أو عقبة في وجه مستقبلها».
خليل إبراهيم يقول «إذا كانت الزوجة تهوى التعب فهذا شأنها، فمسؤوليتها تكمن في تربية الأولاد أولاً، فكثيراً ما نجد إهمال الأم ينعكس على الأولاد من ضياع مستقبلهم وإهمال دراستهم، وجدت الكثير من النساء يهملن المنزل ويتحججن بالوظيفة والدراسة، متناسيات أنها المسؤولية الأولى».
وفي رأي مغاير يقول هشام محمد «المرأة في هذا الوقت يصعب أن تمسك مسؤولية واحدة، ولكي تشعر بكيانها لابد أن تواصل ما تطمح إليه من مركز تعليمي ووظيفي، وهذا طموح أي فتاة في هذا العصر، وأنا أؤيد الفتاة الطموحة، وعندما اختار زوجة المستقبل أفضلها طموحة وتعرف ما تريد».