حاول الروس الجمعة تخطي وقع صدمة المفاجأة التي أحدثها إعلان رئيسهم فلاديمير بوتين عن فسخ زواج دام ثلاثين سنة رغم أن ذلك «السر» لم يكن خافياً لكن لم يتصور أحد أن يتم الكشف عنه علنا.
وفي مقابلة أجراها التلفزيون الحكومي مع بوتين ولودميلا بعد حضورهما سوياً عرض باليه، قالت لودميلا إنهما «يتطلقان بشكل حضاري» وكشفت أن الزوجين بالكاد كانا يلتقيان.
وقالت لودميلا إنها ممتنة لبوتين على وقوفه بجانبها ودعمها، فيما أثنى بوتين على «حراستها» له خلال نحو تسع سنوات من مهامه كرئيس.
وقال رجل روسيا القوي «سنكون دائماً قريبين جداً من بعضنا بعضاً. أنا متأكد، إلى الأبد».
وهذه صراحة غير اعتيادية من أي سياسي روسي حيث إنه يحظر عموماً تخطي حدود حياتهم الخاصة، وبشكل خاص بالنسبة لبوتين الذي يعيش في سرية لدرجة أنه لم يتم تصويره رسمياً أبداً مع ابنتيه البالغتين.
وجاءت الأنباء متأخرة للصحف اليومية الجمعة أو حتى لنشرة الأخبار الرئيسة مساء الخميس. والصحف التي أوردت الخبر ذكرته بشكل مقتضب.
وعنونت صحيفة الأعمال كومرسانت الخبر «طلاق حضاري» وقالت إن الزوجين كانا يعيشان «وتيرتي حياة متضاربتين».
وكشفت لودميلا (55 عاماً) أنها لا تحب السفر جواً ولا الظهور علناً وهما العاملان اللذان جعلا الزواج مستحيلاً.
وأوجزت صحيفة روسييسكايا الخبر بثلاث فقرات في صفحة داخلية وعنونته «انتهى الزواج».
ومع ذلك فقد تصدر الخبر صباح الجمعة نشرات الإذاعات والإنترنت التي أثنى العديد منها على صراحة بوتين (60 عاماً).
وكتبت صحيفة كومسومولسكايا برافدا الموالية للكرملين على موقعها الإلكتروني «هذا صدق تام دون زيف».
وكتب الوزير السابق بوريس نيمتسوف الذي أصبح الآن معارضاً سياسياً، على صفحته على فيسبوك «نادراً ما يتصرف بوتين بصدق. إن الإعلان عن الطلاق صادق».
أما صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس اليومية فكتبت على موقعها الإلكتروني»إن خبر فسخ الزواج الرئاسي المتوقع حتماً نزل كالصاعقة».
وأضافت «المثير في الموضوع أن كل ما كان يفترضه الجميع تأكد رسمياً».
وسردت الصحيفة ان بوتين نزع على ما يبدو خاتم زواجه أثناء حضور عرض الباليه «ايزميرالدا» في قصر الكرملين. وظهر بدون الخاتم لدى إعلانه المهم لكنه كان يضعه في الصور قبل الإعلان.
ولم يقدم الزوجان بعد أوراق الطلاق رسمياً، بحسب ما أكده مصدر في مكتب الزواج المدني لوكالة فرانس برس.
وأطلق الإعلان عن فسخ الزواج العنان لتكهنات حول ما إذا كان بوتين على علاقة بامرأة أخرى، وهو الموضوع الذي طالما كان من المحرمات.
وذكرت صحيفة موسكوفسكي كوريسبوندانت المملوكة من رجل الأعمال الكسندر ليبيديف في 2008 أن بوتين على وشك الزواج من لاعبة الجمباز الأولمبية السابقة الينا كاباييفا التي تصغره بـ31 عاماً. وكذبت الصحيفة فيما بعد مقالتها وأغلقها مالكها.
وكتب الصحافي اندري كوليسنيكوف القريب من بوتين ممازحاً على موقع صحيفته روسكي بايونير أن بوتين الآن «العازب الأكثر طلباً في البلاد».
ونادراً جداً ما شوهد بوتين ولودميلا سوياً في السنوات القليلة الماضية. ويعود آخر ظهور علني لهما إلى مايو 2012 عندما تولى بوتين رسمياً مهام ولايته الثالثة.
وفي السنوات الأخيرة كان بوتين يشارك في المهام الرسمية ومنها الزيارات الخارجية بمفرده رغم تطلب البروتوكل وجود السيدة الأولى.
تزوج بوتين بلودميلا شكريبنيفا في يوليو 1983 وكان حينها عميلاً في الاستخبارات الروسية (كي.جي.بي). وانتقل للعمل جاسوساً في مدينة دريزدن بألمانيا الشرقية سابقاً في 1985.
والتقى الاثنان للمرة الأولى في مسقط رأس بوتين لينينغراد المعروفة اليوم بمدينة سان بطرسبرغ عندما جاءت لودميلا مضيفة الطيران آنذاك، في زيارة قصيرة مع صديقة لها. وعرفتهما صديقة ببعضهما بعضاً.