كتب – عادل محسن:
لوحت إيران أمس بـ»تعقيد» الأمور في البحرين وتأزيم الوضع، حال استمرار الانتقادات الرسمية البحرينية لتدخلات طهران في المملكة وزعزعة أمنها واستقرارها، ما رأى فيه سياسيون ونواب «مؤشراً خطيراً على انتقال إيران إلى مرحلة العلانية الوقحة بتوجيه عملائها في البحرين لزعزعة الوضع الأمني واستكمال غزوها للمنطقة»، داعين دول مجلس التعاون وبقية الدول العربية لـ»وضع آليات فاعلة لمشروع خليجي عربي بمواجهة الغزو الفارسي التوسعي بالمنطقة».
ورأى السياسيون والنواب، في تصريحات لـ»الوطن» أن «ربط سفير إيران لدى السعودية محمد محلاتي، في تصريحه أمس، بين اتهامات البحرين لإيران وتعقد مشاكل المملكة، يعني انتقال إيران إلى مرحلة العلانية الوقحة»، مشيرين إلى أن «الغزو الإيراني، بعد اتضاح معالمه في سوريا، وامتداده إلى العراق واليمن ولبنان ودول أخرى، بات غير آبه بأي شرائع دولية أو إنسانية أو دينية، ويكمل رسم ملامح إيران كدولة مارقة خارجة على القانون».
وقالوا إن «من يتحدث عن حل بحريني ( في إشارة إلى تصريح محلاتي) هو من يمعن في تصريحه بالتدخل في شؤون المملكة»، داعين إيران إلى «الالتفات إلى شؤونها الداخلية وإنقاذ شعبها من فقر مدقع رغم الثروات الهائلة في بلاده».
ورأى النائب عادل العسومي أن «تصريح سفير إيران لدى السعودية محمد محلاتي بأن (اتهامات البحرين غير الصحيحة لإيران)، حسب زعمه، تعقد مشاكل المملكة، يعني انتقال إيران إلى مرحلة العلانية الوقحة في غزوها للبحرين والوصاية عليها من خلال طابور خامس تحركه متى تشاء لضرب الاستقرار في المملكة»، مشيراً إلى أن «الغزو الإيراني، بعد اتضاح معالمه في سوريا، وامتداده إلى العراق واليمن ولبنان ودول أخرى، بات غير آبه بأي شرائع دولية أو إنسانية أو دينية، ويكمل رسم ملامح إيران كدولة مارقة خارجة على القانون».
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لجمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة إن «البحرين لا يمكن أن تأخذ النصائح من إيران أو مسؤوليها لأنهم أعداء البحرين والعرب والإسلام».
وكان السفير الإيراني لدى السعودية، نصح في تصريح نقلته وكالة مهر، البحرين بـ»تجنب الإدلاء بتصريحات وهمية لا أساس لها»، بحسب زعم الدبلوماسي الإيراني.
وأضاف جمعة: «عندما يتحدث السفير الإيراني في السعودية عن الحل يجب أن يكون «بحريني – بحريني» فعليه أن يوجه هذا التصريح إلى حكومته الإيرانية لأنها في الأساس لا تقبل أن يكون الحل داخلياً وتعرقل ذلك بتدخلها المباشر بتحريكها طابورها الخامس في المملكة وإرسال طائرة بدون طيار وإطلاق المحطات الفضائية الإيرانية ضد البحرين على مدار الساعة، وتدريب الخلايا وغيرها من الأمور التي في حال أوقفتها سيكون الحل بحريني والحوار الجاري في البحرين تكريس لمبدأ الحل الداخلي، ولا نحتاج لأن نتعلمه من خامنئي وحتى أصغر مسؤول فيها، فالحل البحريني تقوده مكونات الشعب البحريني من خلال الفعاليات الوطنية».
وطالب إيران بالكف عن التصريحات ضد البحرين لأن إطلاقها فقط يعد تدخلاً في شؤون البحرين، مستغرباً من «أسلوب التدخل والنفي في الوقت نفسه».
وذكر أن «البحرين سوف تستمر بانتقاد إيران وكشف تدخلاتها بالمملكة طالما هي تصر على زعزعة أمننا والمس بسيادتنا(..) وعليهم (إيران) ترقيع شؤونهم الداخلية ففاقد الشيء لا يعطيه»، لافتاً إلى أنه «لا مقارنة بما في البحرين من حرية وديمقراطية وأحزاب سياسية وصحافة حرة وحراك سياسي، وبين القمع السياسي وكم الأفواه والتجويع الممنهج في إيران».
وأضاف: «إيران من أغنى دول العالم إلا أن شعبها هو الأفقر ولا يستفيد من الأراضي الزراعية الخصبة ولا الغاز والنفط وباقي الثروات».
نائب الأمين العام لجمعية المنبر الوطني الإسلامي ناصر الفضالة أكد أن «وقاحة إيران وصلت لحد لا يحتمل وتجاوزت كل حدود الأعراف الأخلاقية والإنسانية في تصريح السفير الإيراني بالسعودية»، لافتاً إلى أن «هناك تهديد مبطن، وإنكار لمواقف واضحة وضوح الشمس أطلقها السفير الإيراني السابق في البحرين ولا زالت تصريحاته مستمرة وصادمة وتتدخل في شؤون البحرين بشكل سافر حاضرة ولا يمكن إنكارها، وأن السلطة الإيرانية دأبت على محاولة التباكي على العالم بتصريحات متناقضة».
وأشار إلى أن «محاولات إيران في إخفاء أطماعها فشلت، وها هي تكشف وجهها الحقيقي ومازالت تجند عشرات الفضائيات للتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين إضافة إلى تحريض طائفي مستمر ومحاولات بائسة لاستقطاب أبناء الطائفة الشيعية الكريمة في البحرين لتنفيذ الغزو الإيراني التوسعي الذي يشمل العراق ولبنان وسوريا والبحرين».
وأضاف: إذا كانت لإيران طاقة لإطلاق التصريحات والمطالبة بالحريات فالأولى أن ينشغلوا في توفير الحريات لما يزيد على 10 ملايين أحوازي تحتل فارس أرضهم وتضطهدهم، وزيادة نسبة إعدام الأحوازيين دون محاكمات عادلة بتهمة الانتماء للوهابية وهي تهمة يستبيحون بها دماء الشعب الأحوازي العربي المحتل، فعلى الجمهورية الفارسية أن تحترم عقول الناس وتحترم شؤونهم الداخلية ويكفيهم عاراً ما ترتكبه من مجازر في سوريا بدعم الدكتاتور بشار الأسد والتحريض على قتل الشعب السوري وسفك دمائهم».
وطالب الدولة باتخاذ التهديدات الإيرانية بشكل جدي»، داعياً «دول مجلس التعاون لوضع آليات فاعلة لمشروع خليجي عربي بمواجهة الغزو الإيراني التوسعي بالمنطقة».