كانت البحرين الدولة الأولى التي تكتوي بنار الثورة الخمينية منذ قيامها، حيث عانت من نظرية تصدير الثورة وبدأت المؤامرات تتوالى على البحرين فمن محاولات انقلاب إلى الادعاء بتبعية البحرين لإيران إلى إثارة الشغب والتخريب، وكان آخرها ما حصل عام 2011 من مؤامرة انقلابية كادت تطيح بالبحرين لولا حفظ الله وعنايته.
حذرت البحرين من نظام الملالي في وقت مبكر، ولكن كثيرين في العالم العربي خدعوا بشعارات الثورة الإيرانية التي رفعتها كمعاداة أمريكا وإسرائيل والعمل على تحرير المقدسات ودعم الفلسطينيين والدفاع عن المظلومين وغيرها من الشعارات الخداعة التي انطلت عليهم وصدقوها.
إلا أنهم بدؤوا يعرفون الحقيقة بعد احتلال أمريكا للعراق ودور إيران هناك، وفي 2006 وأثناء الهجوم الإسرائيلي على لبنان تعاطف الكثير من العرب مع حزب الله اللبناني ورفعوا صور الأمين العام للحزب وزادت شعبيته وانعكست بالتالي في نظرة إيجابية على إيران.
إلا أن الثورة السورية كانت الفاضحة والكاشفة للوجه القبيح الذي تخفيه إيران وذراعها العسكري في لبنان حزب الله، حيث دعموا النظام السوري منذ البداية بكل أنواع الدعم المالي والاقتصادي والعسكري وبالرجال، ما كان له الأثر في بقاء النظام السوري حتى اليوم.
وجاء تدخل حزب الله المعلن والمكشوف وبشكل مباشر في سوريا بعد أن شعر أن النظام أنهك وأن سقوطه بات وشيكاً، جاء هذا التدخل ليبين بما لا يدعو مجالاً للشك طائفية هؤلاء وخبثهم واستهانتهم بدماء المسلمين وحربهم تحت راية الولي الفقيه في إيران.
إن ما قام به هذا الحزب يدل على انعدام الحكمة والاتزان.. خسر حزب الله معظم الشعب اللبناني والشعب السوري وشعوب الأمة العربية والإسلامية، ووصلت شعبيته إلى الحضيض وعرف الناس زيف شعار المقاومة الذي يتخذه.
والأدهى من ذلك انكسار شوكته وتأخره في تحقيق نصر بالقصير رغم ما لديه من عتاد ضخم، وتزايد عدد قتلاه بشكل كبير حتى لم تبق قرية ولا منطقة من المناطق اللبنانية الشيعية إلا ومنها قتيل أو جريح، كما إن المعاناة التي يجدها مقاتلوه هناك كبيرة وهذا ما وضحته الصور التي نقلت من هناك والتسجيلات عبر جهاز اللاسلكي من استغاثات جنوده لفك الحصار عنهم، وسقوط العشرات منهم يومياً بين قتلى وجرحى مما يدل على الهزيمة النكراء التي لقيها هناك، ما جعله يحاول مفاوضة الجيش الحر على تسليم الجثث والأسرى مقابل مبالغ مالية كبيرة.
حتى جاءت الأخبار بدخول قوات هذا الحزب إلى القصير بعد 3 أسابيع من الصمود الأسطوري لأبطال القصير أمام الكم الهائل من القصف والغارات والقذائف بكل أنواعها الصاروخية والمدفعية والدبابات، ومع هذا وردت أخبار عن بعض المقاتلين من الجيش الحر أنهم مازالوا يسيطرون على مناطق من القصير، وأن قتلى حزب الله بالعشرات في هجوم معاكس نفذوه ضد قوات الحزب والقوات النظامية، وعلى كل حال فمهما كانت النتيجة فإنها مرحلة من مراحل الكر والفر والمعركة لم تنتهِ والشعب السوري قادر على دحر الغزاة بإذن الله.
إن قرار حكومة البحرين اعتبار حزب الله منظمة إرهابية ومنع الاتصال به من قبل أي جهة في البحرين، خطوة قوية وموفقة ووجدت الكثير من الترحيب في الأوساط المحلية والعربية، ونرجو أن تحذو حذوها بقية الدول الخليجية والعربية.
ها هو العالم يعرف حقيقة إيران وأتباعها وها هي الصحف الغربية والمنظمات الدولية بدأت تتفهم ما يدور في البحرين، وهذا ما يتضح من مقالاتها وتقاريرها، وهذا نجاح جديد يضاف للبحرين، ولذا فقد جن جنون بعضهم محاولين تشويه الحقائق وإثارة الفوضى وها هو العالم وعلى رأسهم العرب يشاهدون جرائم إيران وحزبها في قتل الشعب السوري.. فهل إسرائيل في سوريا أم أنه الحقد الطائفي المقيت؟ لقد أصبح غالبية العرب يكنون العداء لإيران وحزب الله وهذه انتكاسة كبيرة ستكون سبباً في انحسارهم وإيقاف تمددهم وانتشارهم.
جلال أحمد