منذ عام 2002 وأنا أملك كاميرا فيديو على نظام الأشرطة القديم، وثقت فيها جميع مراحل أبنائي وأنشطة العائلة، وفي كل مرة نرغب في الاستمتاع والضحك نشاهد هذه الأشرطة، ومع الوقت بدأت كاميرات الهواتف النقالة بالتطور تدريجياً حتى جاء اليوم الذي غطت فيه الهواتف على الكاميرات المعتمدة، فاعتمد الناس ما في أيديهم، فبمجرد رؤية أي لقطة طريفة أو حدث مهم يستخرج الناس هواتفهم لتصوير لحظات أو دقائق عابرة سريعة.
وبالمثل أذكر أني في شهر العسل عام 1999 كان لدي كاميرا (شرائط الأفلام) فكلما انتهى فيلم بحثت عن مكان بعيد عن الشمس واستبدلته بآخر، وحالما وصلنا إلى البلد ذهبنا إلى محل التحميض واستخرجنا الصور ووضعناها في الألبوم.
الآن ومع تطور عصر التصوير بالهواتف افتقدنا للكثير من متعة الأرشفة الصورية، فتصوير الفيديو العائلي كان يستغرق فترات جيدة من الزمن نصور فيها تفاصيل عفوية رائعة، ثم نمنح أنفسنا وقتاً عائلياً حميمياً لمشاهدتها، أما مع التصوير السريع بالهاتف، فهي عبارة عن مقاطع سريعة، تأثيرها واضح حتى في سرعة حركة اليد وتقلباتها التي أصبحت تتماشى مع عصر السرعة الممل في كثير من الأحيان.
وقبل مدة جمعت أنا وزوجتي الصور من 2002 التي تم تنزيلها في الكمبيوتر وإلى ما قبل نهاية 2012 وعملنا على طباعتها فكان النتاج 700 صورة! جمعنا فيها كل اللقطات الجميلة لتاريخ العائلة، وكم كانت فرحتنا بذلك، وفي كل فترة نستخرج الصور لنشاهدها مع الأولاد.
الصور المعروضة المطبوعة تنطبع تلقائياً في القلب وتجدد الذكريات ولها من الأهمية العميقة لحياة العائلة، فلا ينبغي أن تندثر هذه التقاليد في ظل التكنولوجيا المرئية السريعة، فالصورة سميت صورة لأنها ترى وتشاهد وتعلق لتضيف للبيت معنى وروحاً من تاريخ العائلة.
وفي كثير من الأحيان تحبس هذه اللقطات في الهاتف، نشاهدها سريعاً ونكرر مشاهدتها وربما فقدت بعد فترة ونسينا أين ومتى تم تصويرها وربما ضاع الهاتف وضاع معه كل شيء، ولم نحفظها سلفاً.
أحمد جاسم