عواصم - (العربية نت، وكالات): نشرت مواقع مقربة من «حزب الله» الشيعي اللبناني، ونظام الرئيس بشار الأسد فيديو يظهر احتفال مقاتلي الحزب بالسيطرة على مدينة القصير بسوريا، فيما انتقد ناشطون بشدة ما قالوا إنها «تصرفات مذهبية قام بها عناصر «حزب الله» بعد أن وصف هؤلاء السيطرة على القصير بأنها «إعلان لمدينة القصير كمدينة شيعية»، وفقاً لقناة «العربية». ويُظهر الفيديو عناصر يرتدون ملابس عسكرية، يغطون وجوههم، ويتأهبون لرفع راية سوداء كتبت عليها عبارة «يا حسين» على أنغام موسيقى «عسكرية». وعند رفع العلم على مئذنة مسجد عمر بن الخطاب في القصير، علت صيحات الحضور بعبارات دينية ذات طابع طائفي، كما سمع دوي طلقات نارية أطلقت ابتهاجاً. من جانبه، أكد رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس أن «نظام الأسد يحشد على كافة الجبهات، قوات من «حزب الله» بصورة أساسية، إلى جانب عناصر من ميليشيات من مجموعات عراقية طائفية مثل «اللواء المهدي»، و»عصائب العراق»، فضلا عن خبراء وقوات من إيران».في غضون ذلك، أعلنت سرايا مروان حديد المقاتلة استهدافها قصر الشعب في دمشق، وتجمعات الشبيحة في محيطه بـ 5 صواريخ «غراد»، بينما بث ناشطون صورا لدبابة تابعة للنظام قالوا إن «الجيش السوري الحر تمكن من تفجيرها على المتحلق الجنوبي بدمشق».في الوقت ذاته، استعادت القوات النظامية السورية آخر معاقل مقاتلي المعارضة في ريف القصير، مكملة بذلك سيطرتها على المنطقة الاستراتيجية وسط البلاد، في وقت سجل إجلاء عشرات المقاتلين المصابين والعائلات الى بلدة عرسال الحدودية في لبنان المجاور.وبسيطرة القوات النظامية على البويضة الشرقية بعد 3 أيام من سيطرتها مدعومة بـ «حزب الله» الشيعي اللبناني على مدينة القصير، يكون نظام الرئيس بشار الأسد قد استعاد كامل منطقة القصير الاستراتيجية وسط البلاد، والتي تربط دمشق بالساحل السوري.وعرض التلفزيون الرسمي «قذائف تحمل مواد كيميائية في بلدة البويضة الشرقية عليها كتابات باللغة العبرية». من جهتها، عرضت قناة «المنار» التابعة لحزب الله صورا مباشرة من البلدة نفسها. وتعد منطقة القصير الواقعة في محافظة حمص وسط سوريا، صلة وصل استراتيجية بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي، الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الرئيس الأسد. ويبدي المحللون والناشطون المعارضون اعتقادهم أن القوات النظامية، مدفوعة بالتقدم الذي تحققه مؤخراً، تسعى إلى استعادة مناطق أخرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة خاصة في مدينة حمص وحلب، وذلك قبل مؤتمر دولي سعياً للتوصل إلى حل للأزمة السورية اصطلح على تسميته «جنيف 2»، لكن لم يحدد موعده بعد. من جهته، أعرب المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قلقه على مصير مقاتلي المعارضة والمدنيين الموجودين في البويضة الشرقية الواقعة شمال القصير.وشرق لبنان، أفاد مصدر أمني أن «عشرات من المقاتلين المعارضين المصابين» في معارك القصير «باتوا في عرسال»، وهي بلدة حدودية ذات غالبية سنية متعاطفة مع المعارضة السورية. وأشار المصدر إلى أن «الصليب الأحمر اللبناني نقل 28 مقاتلاً معارضاً في اتجاه مستشفيات البقاع»، وتحديداً إلى تلك الواقعة في بلدات لا تعد مناطق نفوذ لحزب الله الشيعي.إلى ذلك، وصلت إلى عرسال «نحو 30 عائلة قادمة من القصير»، بحسب ما أفاد نائب رئيس البلدية أحمد الحجيري. وأشار إلى أن حالة العائلات «سيئة، وصلوا منهكين ولا يملكون شيئاً»، مشيراً إلى أن بعضهم «وصل سيراً» إلى عرسال التي تفصلها عن سوريا مناطق جردية وعرة. وأشار الحجيري إلى أن بعض العائلات ستبقى في عرسال، في حين ستنتقل أخرى إلى شمال لبنان. وأضاف «نحن قادرون فقط على توفير المساعدات الأساسية لهم. على الوكالات الدولية أن تتحرك». ويثير الوضع الإنساني في القصير قلق المجتمع الدولي، إذ طالب مجلس الأمن الدولي دمشق بالسماح الفوري لفرق الإغاثة بدخول هذه المدينة الاستراتيجية التي تشكل صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري. وفي توافق نادر بين أعضائه حول الملف السوري، أعربت الدول الـ 15 في المجلس ومنها روسيا حليفة دمشق، عن «قلقها العميق» للوضع الإنساني في القصير، و»طلبت من جميع الأطراف في سوريا القيام بكل ما في وسعها لحماية المدنيين وتجنب الخسائر المدنية، مذكرة بالمسؤولية الأولى للحكومة السورية في هذا الإطار». وأتت هذه المطالبة في يوم وجهت الأمم المتحدة نداء لجمع 5.2 مليارات دولار «3.9 مليارات يورو» حتى ديسمبر المقبل، في رقم قياسي تاريخي، لمساعدة أكثر من 10 ملايين سوري أي نحو نصف عدد سكان سوريا، تضرروا جراء النزاع المستمر منذ اكثر من عامين، وأودى بأكثر من 94 ألف شخص. ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 7 أشخاص في انفجار سيارة مفخخة «في المنطقة الواقعة بين النزهة والعدوية وكرم اللوز» في مدينة حمص، مشيراً إلى أن هذه المنطقة مختلطة بين العلويين والمسيحيين.وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل 54 شخصاً، بحسب المرصد.
970x90
970x90