دعت وزارة الثقافة لحضور الملتقى العلمي حول آخر المكتشفات الأثرية في دول مجلس التعاون الخليجي وجدليات الهوية والعمران، اليوم عند التاسعة صباحاً بمتحف البحرين الوطني.
ويأتي الملتقى على هامش المعرض الدوري المشترك الرابع لآثار دول التعاون الذي انطلق منتصف مايو الماضي، ويعد نموذجاً عملياً وبصرياً يتناول بتشريح علمي دقيق مدناً ومستوطنات خليجية تعود كل واحدة منها لإحدى الدول المشاركة في نموذج يتوسع في مداه عن الطرح الأول، ويواصل استدراج ملامح مخفية لم يتسنَ عرضها قبلاً، إلى جانب استعراض فيلم قصير حول تجربة المعرض الدوري السابق وأهميته في توثيق التاريخ والسيرة الإنسانية القديمة.
يركز الملتقى العلمي وعنوانه «التطور المدني في شبه الجزيرة العربية خلال العصور.. تنوع ووحدة حضارية» على جدليات الهوية والعمران، وعمليات النمو الحضري عبر الأزمنة التي أثرت التجربة الإنسانية وأثرت في نشاطاته وممارساته اليومية، كما يدرس الملتقى انعكاس المفاهيم الدارجة آنذاك والمعتقدات المتصلة بالفكر الروحاني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي على شكل المدينة وبيئتها الحضرية.
ويستضيف الملتقى من دولة الإمارات العربية المتحدة عمر الكعبي، وعباس أحمد سلمان من البحرين، د.عوض الزهراني من المملكة العربية السعودية، خميس العاصمي من سلطنة عمان، فيصل النعيمي من قطر، ومن الكويت د.سلطان مطلق، لتناول نموذج مدينة أو مستوطنة من كل منطقة جغرافية وتحليل مكوناتها وثقافتها التاريخية. ويأتي هذا الاشتغال متابعة للمعرض السابق الذي تناول في نسخته الرابعة حكايات المدن وتطورها وفقاً للمتغيرات الإنسانية والحضارية والبيئية، واستعرض في مساره البصري التطور العمراني لشبه الجزيرة العربية منذ عصور ما قبل التاريخ ولغاية الفترة الإسلامية، حيث يسلط الضوء على ظهور المستوطنات المختلفة على مر العصور، واستنباط التطورات الثقافية والاجتماعية لها، ويعكس المعرض بشكل دقيق الجدل الدائر بين نمط الحياة البدوية والتطور العمراني الهائل في منطقة الخليج العربي. وشاركت في الحدث كل دولة خليجية بتقديم مدينتين أو مستوطنتين كمادتي عرض «دراسة»، بغرض إظهار مدى تعقيد «تطور» وتنوع هذه المستوطنات البشرية.
ومن شأن النقاش أن يفتح جدليات وأطروحات حديثة حول المدن العربية الحديثة وما تواجهه من تحديات، فيما يستلهم القسم الأخير من الحدث وتيرة التطور العمراني السريع في المنطقة، والجهود المبذولة لحفظ الطابع العمراني المحلي والتراث العربي، والهوية التاريخية والحضارية لإنسان المنطقة.