تشرفت وزارة التربية والتعليم باستضافة المنتدى الوطني الذي تنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلم والثقافة لبحث ظاهرة العنف ضدّ المدارس، والتي هي غريبة على المجتمع البحريني، حيث يأتي هذا المنتدى ليسلط الضوء على أشكال العنف والاعتداءات على المؤسسات التربوية ودور المؤسسة التربوية في الوقاية من هذا العنف ومواجهة الاعتداءات، وضرورة النأي بالمؤسسات التعليمية عن التجاذبات السياسية والصراعات بكافة أشكالها.
وأحسب أنّ هذا المنتدى في حد ذاته مناسبة لتسليط الضوء على هذه المشكلة اجتماعياً وإعلامياً للتوعية بمخاطرها الجسيمة على سير العملية التعليمية، متوقعاً تمكين المشاركين من معرفة دور المؤسسة التربوية من الوقاية من العنف والأدوار المساعدة التي تنهض بها القيادات التربوية ورجال الإعلام في إشاعة الثقافة المناهضة للعنف، والعمل على تحييد المؤسسات التعليمية والمحافظة عليها كمكتسبات وطنية وحضارية تقدم الخدمة للجميع.
ولقد اتخذت وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين إجراءاتها لمواجهة هذه الاعتداءات وآثارها السلبية على المجتمع المدرسي وعلى الطلبة، إلا أنّ الإجراء الأهم هو الإجراء التربوي لأننا مؤسسة تربوية بالدرجة الأولى، ولذلك قامت وزارة التربية والتعليم منذ البداية بتشخيص الأوضاع الناجمة عن هذا العنف الذي أصابت المدارس، بسبب ما يقوم به الخارجون عن القانون، وقد تمكنت الوزارة إبان الأزمة من رصد أكثر من 5 آلاف إيذاء جسدي ونفسي ومعنوي خصوصا صغار السن منهم، ومازالت الوزارة تقوم بمعالجتهم بالتعاون مع الجهات المختصة بالمملكة، من خلال باقة من البرامج والأنشطة التربوية المعززة للوحدة الوطنية وثقافة التسامح والسلام، وقد نجحت الوزارة ولله الحمد إلى حد بعيد في امتصاص تلك الآثار السيئة التي أصابت المجتمع المدرسي، كما قامت الوزارة بتعديلات وتجديدات كبيرة في المناهج الدراسية الموجهة إلى تربية المواطنة بإدماج حقوق الإنسان والتسامح ضمنها وذلك لتحصين المجتمع المدرسي مما يتعرض له الطلاب خارج المدرسة من تأثيرات سلبية.
أما على صعيد حماية المدارس من الاعتداءات المادية، فإنّ الوزارة تعمل بالتعاون مع الجهات المختصة على معالجة آثارها والحد من تأثرها على المسيرة التعليمية، التي ستظل بفضل الله تعالى شامخة في ظل القيادة الحكيمة لهذا الوطن العزيز.
* وزير التربية والتعليم