عواصم - (وكالات): تستعد القوات النظامية السورية مدعومة بميليشيات «حزب الله» لبدء معركة جديدة وارتكاب مجازر لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب وريفها، بعد أيام من سيطرتها على مدينة القصير، في حين قتل متظاهر شيعي مناهض للحزب بنيران مسلحين تابعين للحزب أمام سفارة إيران في بيروت خلال احتجاج على تدخل الحزب في معارك سوريا.
وأشارت تقارير إلى أن قوات الرئيس بشار الأسد وميليشيات حزب الله شنت هجمات على بلدتي «معارة الأرتيق» و»كفر حمرة» بمعدل 3 قذائف كل دقيقة، تمهيداً لاقتحام البلدتين، وقد أدت الاشتباكات إلى مقتل العشرات من قوات الأسد وحزب الله، في حين حذّر رئيس أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس من أن ميليشيات حزب الله باتت تنتشر في ريف حلب، كما في دير الزور وريف دمشق.
في غضون ذلك، كشفت وثيقة رسمية في الأمم المتحدة وجود تنسيق ميداني بين القوات الحكومية السورية والجيش الإسرائيلي في الجولان عبر قوة مراقبة فك الاشتباك «أندوف». دولياً، اعتبرت لندن أن التقدم الذي تحققه القوات السورية على الأرض يصعب عقد مؤتمر «جنيف 2»، في وقت شكل الملف السوري محور مباحثات هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وذكر مصدر أمني سوري أنه «من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات لاستعادة القرى والمدن من المقاتلين في محافظة حلب»، مؤكداً أن «الجيش العربي السوري بات مستعداً لتنفيذ مهامه في المحافظة». ويشير محللون إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد سيحاول، مدفوعاً باستعادة كامل منطقة القصير الاستراتيجية، استعادة مناطق أخرى خارجة عن سيطرته. وكان النظام مدعوماً بحزب الله الشيعي سيطر على مدينة القصير، قبل أن يكمل سيطرته على كامل ريفها بعد استعادته بلدة البويضة الشرقية شمال القصير. وأثارت مشاركة الحزب في المعارك تصاعداً في الخطاب السياسي في لبنان المنقسم بين موالين لنظام الرئيس الأسد ومعارضين له.
وفي حادث يعد الأخطر من نوعه في العاصمة اللبنانية على خلفية النزاع السوري، ويأتي بعد يومين من تحذير الجيش اللبناني من «مخططات» لنقل الحرب السورية، قتل متظاهر مناهض لحزب الله بنيران مسلحي الحزب إثر محاولتهم تفريق اعتصام قرب السفارة الإيرانية ببيروت رفضاً لمشاركة الحزب في القتال السوري.
وأفاد مصدر أمني أن القتيل من المعارضين للحزب، وأصيب «برصاصة بالظهر».
وذكر أن مواجهات استمرت لدقائق، واندلعت مع وصول الشبان المناهضين للحزب إلى محيط السفارة. وفي لحظات، حضر مناصرون للحزب يحملون العصي، وبدؤوا بالاعتداء على هؤلاء. وقالت تقارير إن مؤيدين للحزب يرتدون ملابس سوداء، ويضعوت شارات صفراء، على أكتافهم تشاجروا مع محتجين على قتال حزب الله إلى جانب صفوف قوات الأسد في سوريا. واوضحت أن المسلحين أطلقوا النار على المتظاهرين ما أدى إلى مقتل المتظاهر الشيعي هاشم سلمان، كما انهال المسلحون بالعصي على الحافلة التي كانت تقل المتظاهرين وحطموا زجاج نوافذها.
وأشارت التقارير إلى أن القتيل هو رئيس الهيئة الطلابية لـ»تيار الانتماء اللبناني» المناهض لـ «حزب الله». وتزامناً، أقيم وسط بيروت اعتصام مقرر مسبقاً شارك فيه العشرات «رفضاً لقتال حزب الله في سوريا». وهتف المشاركون وبينهم سوريون نازحون إلى لبنان، عبارات مثل «يلا ارحل يا بشار»، ووقفوا دقيقة صمت حداداً على ضحايا النزاع الذين فاق عددهم 94 ألف شخص. من جهة أخرى، أعلن مسؤول العمليات في الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة نقل «87 جريحا سوريا إلى مستشفيات في البقاع والشمال»، وذلك بمواكبة من الجيش اللبناني. من جانبه، أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في مقابلة مع قناة «العربية» أن «الجهاد في سوريا مطلوب»، مستنكراً «التدخل الإيراني والروسي في مناصرة نظام بشار الأسد».
وقال الشيخ القرضاوي، إن «حزب الله انكشف وانكشفت نواياه، وظهر أنه حزب الطاغوت والشيطان»، مثنياً على علماء السعودية الذين كانوا وفق تعبير القرضاوي «أكثر تبصراً منه بحقيقة هذا الحزب». وذكر القرضاوي أن «من يحارب في سوريا ليس جيش الأسد فقط وإنما الروس وإيران وحزب الله». وأضاف أيضاً أنه «تقرر تنظيم مؤتمر لعلماء المسلمين الخميس المقبل بالقاهرة لمناقشة الأوضاع وتبيان الحق وإعلانه للجميع».
وواصل الشيخ القرضاوي انتقاده لتدخل إيران والشيعة عموماً في شؤون العرب، وخصوصاً منطقة الخليج. وقال «يريدون أكل كل شيء، يريدون أكل جزر الإمارات والبحرين».