كتب – عادل محسن:
«انتصر طفلي على الصرع الخبيث لكن يبدو أن الفقر أشد خبثاً ومكراً» تقول أم الطفل سلمان الذي تميز عن أقرانه بكل شيء حتى بمعاناة مع مرض يسمى «الصرع الخبيث» تسبب بفقدان عينه وجزء من لسانه، إلا أن «محاربة الإعاقة باتت هاجسه رغم صغر سنه»، بحسب أمه التي قالت لـ»الوطن»: «فعل ابني كل شيء وفاق كل التوقعات وانتصر على مرضه لكننا نقف عاجزين اليوم أمام المال».
وتضيف أم الطفل سلمان أن « بمساعدة أهل الخير وفرنا له تعليماً خاصاً يتناسب مع ذهنه وقدراته، وعندما درس في أحد المدارس الخاصة التي تقدم عناية خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة تفوق على الطلاب العاديين، لكنه الآن لا يستطيع إكمال دراسته بسبب كثرة الديون وتوقف الدعم من سيدة تكفلت بدراسته إلا أنها لم تستطع مواصلة الدفع»، تصمت أم سلمان لحظة قبل أن توجه كلامها لنا «هل حقاً لن يتخرج ابني كبقية الأطفال»، لم نفلح بالإجابة على سؤالها، ربما لأنها لم تنتظر أي رد إذ تابعت «سيتخرج أنا أعلم ذلك».
أم سلمان لم تنس أياً من وقف بجانب طفلها إذ أكدت أن «حالته الصحية وشقيقته المعاقة كذلك تحسنت بفضل الأيادي البيضاء لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الذي وجه لعلاجهما سابقاً».
«5 أيام فقط تبقى حتى ندفع رسوم المدرسة»، هي الوقت الفاصل بين «الانتصار الحقيقي على مرض ابني أو الهزيمة، بحسب أم الطفل المريض التي أكدت أنها لا تريد تسلم أي دينار في يدها، ودعت أصحاب الأيادي البيضاء ممن يرغبون بالمساعدة إلى تسليم المبلغ مباشرة إلى المدرسة التي تطالب بدفع الرسوم»، إلا أنها أكدت أن «إدارة المدرسة كانت متعاطفة ومتعاونة كثيراً وسمحت لطفلي بدخول الامتحانات رغم عدم استيفاء الرسوم».
وختمت الأم كلامها بسؤالين: «أليس من حق ابني تلقي التعليم كسائر المواطنين؟ (..)إذا كانت حالته صعبة جداً ولا يمكن إدماجه كباقي ذوي الاحتياجات الخاصة بمدارس حكومية فأين يذهب ابني وما هو مصير شقيقته؟»، مرة أخرى، لم نفلح بالإجابة، ربما هذه المرة لأن دموعها فرضت صمتاً هو الأكثر لياقة بحضرة وجع أم تنتظر طفلاً منتصراً على «الصرع والفقر».