بلايين السنين من المناخ المتغير على كوكب الأرض ما الذي حدث الآن؟
تغير مناخ الأرض على مر بلايين السنين استجابة لتأثيرات طبيعية، ما يدل على أن مناخ الأرض غير ثابت، ولكن ما هو وجه التغير الذي حدث وأضحى معه تغير المناخ الشغل الشاغل لدول العالم؟ ما التغير الذي دُعي من أجله رؤساء العالم لعقد المؤتمرات وإبرام الاتفاقات؟ إنه التغير في المناخ الذي حدث خلال المائة عام الماضية وأثر على حياة البشر بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
كانت أول الدلالات على هذا التغير في المناخ وليدة القرن الثامن والتاسع عشر، حيث ساعدت هذه الاكتشافات على تفسير تغير المناخ الحالي، وبينت أن الغلاف الجوى يعمل كما لو كان عازلاً، وكان هذا هو الفرض الأول الذي يسمى بتأثير البيت الزجاجي، وبحساب الزيادة في مستويات الغازات المنبعثة إلى الغلاف الجوي نتيجة العمليات الصناعية والأنشطة البشرية، تبين أنه لو تضاعفت كمية غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء فسترتفع درجات الحرارة لمستويات عالية، وبذلك كان التوقع أن ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى تتسبب في الاحتباس الحراري للأرض، وسميت هذه الغازات بالغازات الدفيئة.
أما النذير الأول لتغير المناخ فتم ملاحظته من خلال قمة جبلية في هاوي، حيث تم قياس نسبة تركز ثاني أكسيد الكربون منذ نهايات عام 1950 وبمعدل سنوي، ولوحظ أن هذا الغاز يزداد تركيزه سنة بعد أخرى، كما اقترحت أيضاً دراسة عام 1967 مبنية على النمذجة الرياضية، أن مناخ العالم قد يزيد عن 4 درجات فهرنهايت اعتماداً على زيادة مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون الحالية.
وأوضحت نماذج متقدمة من علوم المناخ خلال العشرين عاماً الماضية، أن هناك صلة بين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والاحتباس الحراري، كما اكتشف وجود صلة بين ثاني أكسيد الكربون ودرجة الحرارة في القطب الجنوبي من خلال دراسة لنواة الجليد، ويرجع تاريخها إلى 100 ألف سنة، وكانت كل هذه المقدمات إنذارات شجعت على أن يكون هناك تحرك عالمي من أجل التصدي لهذا الأمر، وعقد المؤتمر العالمي الأول لعلوم المناخ عام 1979، ونادى في ذاك الحين كافة الحكومات إلى منع التغييرات المحتملة للمناخ بسبب الأنشطة البشرية وتوالت من بعد ذلك المؤتمرات والاتفاقات في هذا المجال.
زاوية أسبوعية تنشر بالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة.