كتب - وليد عبدالله:
أبدى لاعبو الفريق الأول لكرة القدم بنادي النجمة استياءهم من الوضع المأساوي الذي يواجهونه النادي، من خلال عدم التزام الإدارة النجماوية بتسليم مستحقاتهم المالية المتمثلة في مقدم العقود للبعض والرواتب الشهرية التي تأخر تسليمها لخمسة شهور. وهذا الوضع مشابه تماماً للوضع الذي واجهه اللاعبون خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، من تأخر مقدم العقود والرواتب الشهرية. فهذا الأمر أصبح لا يحتمل من قبل لاعبي الفريق الذين يهدد بعضهم بالرحيل وتقديم الشكوى الرسمية للاتحاد البحريني والدولي، إزاء عدم التزام الإدارة بالأمور المالية المتفقة من قبل الإدارة واللاعبين في العقود التي قام الطرفان بالتوقيع عليها، فيما يتجه البعض الآخر لابتعاد واعتزال اللعبة نهائياً.
ويعتبر اللاعب أحمد المهزع أحد النماذج الحية لهذا الوضع السيئ الذي يعيشه النادي، الذي يعتبر أحد أندية العاصمة المرتبط اسمها بالإنجازات سواء على صعيد كرة القدم، واليد وحتى الطائرة. ناهيك عن الأسماء التي قدمها هذا النادي في تلك الألعاب سواء من مدربين ولاعبين وإداريين مميزين خدموا الرياضة البحرينية.
وقد أكد اللاعب أحمد المهزع خلال حديثه «الوطن الرياضي» أنه لم يتسلم راتبه لمدة 4 شهور وأنه عاطل عن العمل ويحتاج لإجراء عملية جراحية في الوقت الحالي، مضيفاً أن مجموع المبالغ التي لم يتسلمها منذ العام الماضي وحتى الآن 1400 دينار، وأنه قد أصيب بيده في لقاء فريقه أمام الحالة في مباراة ودية، مما اضطره لإجراء عملية جراحية وتم وضع «حديد» في يده، مشيراً إلى أنه يحتاج الآن وبصورة ضرورية لمبلغ لا يقل عن 600 دينار لإجراء عملية جراحية أخرى لإزالة الحديد، موضحاً أن إدارة النادي قد وعدته بتوظيفه لحل مشكلته كعاطل عن العمل في الحصول وظيفة حكومية.
ونوه المهزع أنه قام ووالده بالاتصال برئيس جهاز الكرة بالنادي الشيخ عبدالرحمن بن مبارك آل خليفة ورئيس النشاط الرياضي بالنادي عيسى القطان اللذين وعداه بحل مشكلته، إلا أن الأخيرين لا يجيبان على المكالمات.
وأوضح المهزع أنه يفكر بصورة جدية للحصول على استغنائه من نادي النجمة الذي لم يفِ مسؤولو الإدارة -حسب تعبيره- بالوعود التي قطعوها له سواء في الالتزام بدفع المستحقات المالية أو استكمال علاجه.
شماعـــــــة الميزانيـــــة والاستثمار
ويبدو أن أعضاء إدارة نادي النجمة يتخذون من موضوع الميزانية ومسألة الاستثمار في النادي حلاً يقدمونه كإبرة تخدير لمن يطالب بحقوقه من لاعبي الفريق الكروي الأول، فلاتزال الإدارة النجماوية منذ بداية الموسم الماضي 2012-2013 وحتى نهايته، وكذلك في الموسمين الماضيين، تتحدث عدم وجود الدعم المادي الكافي لسد حاجات الفريق الكروي الأول والسبب ضعف الميزانية وعدم الانتهاء من مسألة الاستثمار في مبنى مركز القادسية وحتى في النادي الجديد. ولعل البعض يرى أن هذا التعليل صحيح ومنطقي، ولكن قد يغيب عنهم أن الإدارة عندما اتجهت لتوقيع العقود مع الجهاز الفني والإداري واللاعبين على وجه الخصوص في الفريق الكروي، والتي تضمنت دفع مبالغ لمقدم العقود والرواتب الشهرية، قد ألزمت نفسها أمام القانون بالإيفاء بتلك الالتزامات المادية. فكيف تتخذ الإدارة قراراً بهذا الحجم دون النظر لتبعاته، في مقابل أنها لا تملك الميزانية الكافية لسد حاجات الفريق، والشماعة هي الميزانية والاستثمار؟!
الفريق مهدد بالهبوط!
ولعل الأمر الذي يعيشه الفريق الكروي حالياً بالنادي يحتاج لوقفة صادقة من قبل الجميع بداية من الرئيس الفخري للنادي سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة وحتى آخر مشجع غيور قادر على إنهاء هذا الوضع، الذي قد يكلف الفريق البقاء في دوري الأضواء، والهبوط لدوري المظاليم في الموسم القادم 2013-2014.
فتشير الأنباء إلى أن اللاعب التشادي آدم خليفة والبرازيلي مارسيو اللذين تواجدا في الموسم الماضي 2012-2013 كمحترفين في الفريق الكروي الأول، قد اتجها لأروقة الاتحاد الدولي الـFIFA، لتقديم شكوى رسمية ضد نادي النجمة والسبب عدم التزام الأخير بدفع الرواتب الشهرية للاعبين، مما قد يضطر الاتحاد الدولي لاتخاذ قرار بهبوط الفريق لمصاف دوري الدرجة الثانية وإلزام النادي بدفع كافة المصاريف للاعبين، وذلك بعد أن أنذر الاتحاد الدولي إدارة نادي النجمة في الموسم الماضي، بعدم تأخير الالتزامات المالية لمنتسبي الفريق، وذلك على خلفية قضية اللاعب التونسي وجيه الصغير الذي كان قد توجه للاتحاد الدولي شاكياً إدارة النجمة بعدم التزامها بالأمور المالية، مما اضطر الـFIFA لاتخاذ قراره بخصم 3 نقاط من رصيد النجمة قبل بداية الموسم الكروي 2012-2013 وإلزامه بدفع كافة مصاريف اللاعب.
إلى إدارة النجمة
يجب أن تضع إدارة نادي النجمة في حسبانها أن «الوطن الرياضي» لا تعمل من خلال هذا الموضوع على تأجيج أو الإضرار بالمصلحة العامة للنادي العريق، بل تسعى من هذا الموضوع إلى توصيل المعلومة لمن هم قادرون على الوقفة مع الإدارة التي قد تعمل باجتهادات شخصية لحل هذه المشكلة، ولكنها ليست قادرة على التوصل لحل جذري قد يحمي الفريق الأول لكرة القدم من الوصول لطريق مسدود، ويفقد بذلك بقاءه في الموسم القادم كأحد فرق الكبار في دوري الأضواء.