تنتظر جماهير كرة القدم بفارغ الصبر انطلاق فعاليات كأس القارات منتصف الشهر الجاري، والتي سيسعى خلالها عدد من اللاعبين لتأكيد نجوميتهم الدولية أو البدء في كتابة تاريخهم كنجوم المستقبل.
على صعيد اللاعبين الشباب تشير التوقعات إلى أن المنافسة على لقب النجم الصاعد بين فرق المجموعة الأولى (البرازيل- إيطاليا- المكسيك- اليابان) ستكون بين كل من البرازيلي نيمار والإيطالي ماريو بالوتيلي أو «راقص السامبا» و»المجنون».
لم يتوج نيمار (21 عاما) وبالوتيللي (23 عاماً) مع منتخبيهما حتى الآن بأي بطولة، حيث تبدو الفرصة متاحة الآن أمامهما لتسجيل اسميهما بحروف من ذهب في التاريخ، في البطولة التي تعتبر بمثابة البروفة الأقوى قبل كأس العالم 2014 في العام المقبل.
يدخل المهاجم البرازيلي الصاعد البطولة وهو في قمة السعادة، خاصة بعد أن تم حسم مسألة انتقاله للعملاق الكتالوني برشلونة منذ أيام قليلة ليحقق حلمه بمزاملة النجمين أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز و»البرغوث» الأرجنتيني ليونيل ميسي، بوجود عامل الأرض والجمهور في صالحه وتحت قيادة المخضرم فيليبي سكولاري، وكل هذه عوامل ربما تجعله يقدم أفضل ما لديه.
وبطابع كروي آخر يدخل بالوتيلي البطولة، بأسلوب مختلف عن نيمار بعيدا عن المراوغات والأداء الاستعراضي، حيث يعتمد أداءه على القوة البدنية والسرعة و»الجنون المطلق».
لا غبار على المهارات التي يتمتع بها اللاعب الأسمر كرأس حربة صريح، إلا أن عصبيته الزائدة وتصرفاته الغريبة ربما تكون شوكة في ظهره إذا ما ظهرت أثناء البطولة، وربما تفقده أمنية تحقيق أول لقب دولي مع «الأتزوري»، بعد أن ضاعت منه أول فرصة للقيام بهذا الأمر في نهائي كأس الأمم الأوروبية العام الماضي والتي توجت بها إسبانيا.
وفي منتخب المكسيك يبرز اسم كل من جيوفاني دوس سانتوس (24 عاماً)، صاحب الأصول البرازيلية، لاعب برشلونة السابق وريال مايوركا الحالي، والذي نجح العام الماضي مع باقي زملائه في التتويج بذهبية دورة الألعاب الأوليمبية بلندن، ومواطنه خافيير هرناندز (تشيتشاريتو)، الذي توج هذا الموسم بلقب الدوري الإنجليزي مع ناديه مانشستر يونايتد.
يخوض كاسياس هذه البطولة بعد عام مليء بالصعوبات والحروب مع مدرب الريال السابق وتشيلسي الحالي، البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أجلسه على دكة البدلاء في المنعطف الأخير من الموسم.
سبب الحرب غير المعلن بصورة مباشرة كان الشك في أنه من كان يقوم بتسريب الأخبار للصحافة عن طريق صديقته الإعلامية سارة كاربونيرو، إلا أن مورينيو علانية تحدث عن أسباب فنية دفعته في بداية الأمر للدفع بالبديل أنطونيو آدان بدلا منه، ثم بالوافد الجديد دييجو لوبيز الذي أثبت براعته وأحقيته بالمركز، إلا أن الصحافة الإسبانية لم تتوقف عن الحديث عن الانتقاص من «احترام القديس»، دون الخوض في أي جوانب فنية تحدث عنها مورينيو.
بالنسبة لأندريس إنييستا، فإن كل ما يمكن أن يقال عنه قد قيل، فدوره في الإنجازات التي حققها فريقه برشلونة الإسباني و»لاروخا» خلال الأعوام الماضية واضح للجميع، فهو بمثابة جوهرة في وسط الملعب بجانب توأمه الكروي تشافي هيرنانديز، بل يعتبر أحد الركائز الأساسية في نجومية ليونيل ميسي، وهو الأمر الذي اعترف به الأخير.