أوصى «المنتدى الوطني حول دور المؤسسة التربوية في مواجهة العنف والاعتداءات» بإنشاء مجلس للوقاية من العنف، يعمل بإشراف وزارة التربية والتعليم، على توعية أفراد المجتمع بمخاطر العنف والاعتداءات، بنشاط إعلامي متنوع يشمل عقد اللقاءات والندوات وجلسات النقاش بين كافة الأطراف ذات الصلة بالعملية التربوية من تربويين ومعلمين وأولياء أمور وطلبة.
وعقد المنتدى جلساته في الفترة من 10 إلى 12 يونيو الحالي بصالة وزارة التربية والتعليم في مدينة عيسى، ونظمته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بالتعاون مع لجنة البحرين الوطنية للتربية والعلوم. وطالب المنتدون بتفعيل دور مركز الدراسات التنموية ليقوم بتنفيذ دراسات تربوية ونفسية واجتماعية متعمقة تتناول موضوع العنف والاعتداءات من كافة جوانبه، وتضع أساليب الوقاية والعلاج من الخطر الذي يداهم المجتمع.
وقال خبير المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بمكتب الأيسيسكو الإقليمي بالشارقة د.عبد العزيز الجبوري: اتفق المشاركون على ضرورة تثقيف المجتمع من قبل الوزارة، لمواجهة ظاهرة العنف والاعتداءات في المدارس من خلال الارتقاء بالوعي الوطني للطالب.
وأوضح اختصاصي صعوبات تعلم واستشاري جودة ومواد بشرية بوزارة التربية والتعليم د. محمد طلعت أن المنتدى عالج مشكلة مهمة خصوصاً بعد الأزمة التي مرت به البحرين، إلى جانب مشاكل العنف المدرسي والعنف المجتمعي. وشدد رئيس مناهج التربية الإسلامية والعلوم الإنسانية والتربية للمواطنة بوزارة التربية والتعليم عثمان الماجد على ضم ممثلين من كافة وزارات المملكة لمجلس الوقاية من العنف الموصى به. وعبرت المرشدة الاجتماعية في مدرسة الوفاء الثانوية للبنات حنان نجدي عن أملها تطبيق توصيات المنتدى. وأكدت المرشدة الاجتماعية في مدرسة يثرب الإعدادية للبنات لولوة عبدالرحمن استفادتها من أوراق عمل المنتدى في نشر المعلومات على نطاق أوسع. واستنكرت المتخصصة في الشؤون القانونية لطيفة الذوادي زج أطفال المدارس في الصراع السياسي والطائفي، وحتى العرقي أحياناً، ونقلهم في عربات مكشوفة «السكسويل» دون علم ذويهم، وتعريض سلامتهم الجسدية والنفسية للخطر.
وقالت الذوادي: تم تدمير كافة القيم التي حرصت الوزارة على غرسها في نفوسهم الصغيرة، مثل: الوحدة الوطنية والتعايش والمحبة والتسامح، في مقابل غرس معانٍ جديدة غوغائية، مثل: نشر ثقافة الاجتثاث والرحيل والطرد والسحق وغيرها من المعاني العنيفة التي أثرت في هؤلاء الطلبة بشكل مؤلم، ونشرت بينهم مشاعر الريبة والشك والخوف المتبادل.
وأضافت: الأخطر من ذلك أن بعض الطلبة وانطلاقاً من آلية التقليد أصبحوا يقتدون بسلوكيات من يشاهدونهم في الشوارع في ممارسات خارجة عن القانون والقيم، فقد شهدنا مثلاً أن عدداً من الطلبة في إحدى المدارس الابتدائية كانوا يستخدمون عبوات الماء الصغيرة التي يشترونها من المقصف المدرسي، ويدربون بعضهم البعض على كيفية صنع عبوة مولوتوف، وكيفية رميها وإلحاق الأضرار من خلالها على المؤسسة التعليمية. كما شهدنا عدة انتهاكات لحرمة المؤسسة التعليمية والاعتداء عليها بعدة أشكال كالتكسير والاقتحام، ورمي الحجارة، والحرق، وقفل المؤسسات التعليمية بالسلاسل والأقفال من قبل الخارجين عن القانون.
توصيات المؤتمر
*المشروع (1): مشروع إنشاء مجلس الوقاية من العنف، يعمل تحت إدارة وإشراف وزارة التربية والتعليم، ويرفع توصياته إلى مكتب وزير التربية والتعليم، على أن يكون دوره توعية أفراد المجتمع المحلّي بمخاطر العنف والاعتداءات، وعقد اللقاءات والندوات لمناقشة مشكلات المجتمع، وطرح الحلول المناسبة لها، والتعاون الفاعل للقضاء عليها.
*المشروع (2): تفعيل دور مركز الدراسات التنموية حول دراسة ظاهرة العنف في المدارس بكافة نواحيها، يهتمّ بدراسة ظاهرة العنف وأسبابها، وأساليب الوقاية منها، ومعالجتها عن طريق تشكيل فريق عمل متخصص بالدراسات التربوية والنفسية والاجتماعية.
*المشروع (3): وضع استراتيجية لشغل أوقات فراغ الطلبة: يمكن تحقيق هذه الاستراتيجية من خلال التوسّع في أنشطة النوادي الصيفية، وفتح أبواب المدارس بعد الدوام، وتوفير مدربين رياضيين، وزيادة المراكز المسائية للتحفيظ، والتوسع في برامج المدارس المسائية (رياضية، تقوية، فنّيّة)، والتوسّع في عمل الأندية داخل الأحياء السكنيّة، والتوسّع في الفسحة المدرسية، والتوسّع في ملاعب ومسابح المدارس.
*المشروع (5): التوعية والتثقيف الأسريّ (التربية الوالديّة): مهمّته استحداث دورات تدريبية دورية داخل المدارس (فصلية أو سنوية) على أن تنظّم هذه الإدارة زيارات دورية للبيوت عن طريق لجان توعية متخصصة.
*المشروع (5): إعادة النظر في المناهج الدراسية: مراجعة مفردات المناهج، وتضمينها مفاهيم المواطنة العالمية، والتسامح، والحوار، والتعايش السلمي، وحقوق الإنسان من خلال تأكيد التربية الدينية والوطنية.
*المشروع (6): التلفزيون التربوي: العمل على إنشاء تلفزيون تربوي، على أن ينتج برامج عن السلام، ونبذ العنف، ويتم عرض الأفلام داخل المدرسة أثناء الحصص وأوقات الفراغ.
*المشروع (7): تفعيل دور العيادات القانونية لحقوق الإنسان: تمكين الطلبة المتدربين في العيادات القانونية لحقوق الإنسان التي تمّ إنشاؤها بجامعة البحرين من تقديم برامجهم لطلبة المدارس الحكومية والخاصة، والتي تتضمن تدريباً عملياً على مفاهيم حقوق الطفل، مع التقيد بالانضباط المدرسي.
*المشروع (8): تأهيل وإعداد المعلمين والقيادات التربوية: وذلك من خلال دورات تربوية ونفسية واجتماعية وحقوقية، وتزويدهم بآليات تساعدهم على تعليم النشء، وتدريبهم على مفاهيم السلام ونبذ العنف بشكل عمليّ وتطبيقي.
وأوصى المشاركون بزيادة عدد الأنشطة المنفذة من قبل المنظمات الدولية في مواجهة العنف والاعتداءات في المجتمع، تعزيز التفاعل والتنسيق بين كافة الجهات ذات العلاقة في المجتمع المحلي حول ظاهرة العنف، مطالبة وسائل الإعلام المحلية بتقديم البرامج التي تساهم في توعية المجتمع في موضوعات الحوار، وحقوق الإنسان، والتركيز في أنشطة المدارس وجهودها في الدعم النفسي والاجتماعي للطالب، مطالبة قيادات المجتمع المدني بتوعية المجتمع وخصوصاً الشباب على القيم الصحيحة حول الإسلام، والحوار، والتعايش السلمي وحقوق الإنسان.