عواصم - (وكالات): أعلن مؤتمر نظمته «رابطة علماء المسلمين» التي تضم علماء من السنة أمس في القاهرة «وجوب الجهاد» في سوريا، رداً على عدوان إيران و»حزب الله» الشيعي اللبناني، معتبراً ما يجري في سوريا «حرباً على الإسلام من النظام السوري الذي وصفه بـ «الطائفي»»، وداعياً لمقاطعة الدول الداعمة له وعلى رأسها روسيا وإيران والصين.
وأعلن بيان المؤتمر الذي عقد في أحد فنادق العاصمة المصرية تحت عنوان «دور العلماء في نصرة سوريا» عن «وجوب الجهاد لنصرة إخواننا في سوريا، بالنفس والمال والسلاح، وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري من قبضة النظام الطائفي».
واعتبر البيان الذي ألقاه الشيخ السلفي المصري محمد حسان أن «ما يجري في أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيراني وحزب الله وحلفائهم الطائفيين يعد حربا معلنة على الإسلام والمسلمين».
وطالب المؤتمر حكومات الغرب والمسلمين ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية بموقف حازم ضد النظام السوري الذي وصفه «بالمجرم»، كما طالب بدعم الشعب السوري بالسلاح.
كما أوصى بوقف التعاون مع الدول الداعمة للنظام السوري، وهي الصين وروسيا وإيران ودعا المؤتمر لمقاطعة البضائع الإيرانية.
واستنكر المؤتمر «تصنيف واتهام بعض فصائل الثورة الإسلامية بالإرهاب في الوقت الذي يغض الطرف عن جرائم النظام السوري»، في إشارة منه إلى الاتهامات التي طالت جبهة النصرة التي بايعت تنظيم القاعدة، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية الدكتور صلاح سلطان الذي شارك في المؤتمر أن «موقف علماء المسلمين من أزمة سوريا جاء متأخراً، كان يجب أن يكون موقفنا منذ اللحظة الأولى التي بدا فيها النظام السوري قتل مواطنيه».
وقال سلطان «القتل في سوريا يقوم على أسس طائفية ضد المسلمين السنة، النظام السوري هو من ابتدع تلك الطائفية».
وأوضح سلطان إلى أن المؤتمر ستنبثق منه لجان لتنظيم الدعم المتوقع لنصرة الشعب السوري.
ونقل موقع رابطة علماء المسلمين عن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي قوله إن «الحرب ليست أهلية بل حرباً على الإسلام والسنة فندائي لعموم المسلمين في الأرض أن يحموا إخوانهم».
وقال القرضاوي «أنادي الأمة العربية والإسلامية أن يقفوا ضد الروس موقفاً حازماً»، مضيفاً «آن الأوان لإعلان الجهاد حتى تقوم الأمة بالدفاع عن حقوقها».
وشارك في المؤتمر رئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشيخ حسن الشافعي بالإضافة للداعية المصري صفوت حجازي والداعية السعودي محمد العريفي ولفيف من العلماء السنة من مختلف البلدان العربية. وفي سياق متصل، تنظم القوى الإسلامية المصرية تظاهرة اليوم في القاهرة دعما «للثورة السورية».
من ناحية أخرى، تعرض مطار دمشق الدولي للقصف، في وقت أكدت الأمم المتحدة أن عدد القتلى في سوريا تجاوز في أكثر من سنتين الـ 93 ألفاً، داعية الطرفين المتقاتلين إلى «وقف فوري لإطلاق النار».
وفي مواجهة النجاحات التي حققها الجيش السوري أخيراً على الأرض، يعقد غداً اجتماع في إسطنبول بين ممثلين عن الدول المؤيدة للمعارضة السورية ورئيس أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس، وذلك على خلفية جدل داخل الدول الغربية حول تسليح المعارضة لإيجاد توازن مع قوات النظام.
ورغم هذا الاختلال في التوازن، تمكن مقاتلو المعارضة من تحقيق نقاط لصالحهم عبر قصف مطار دمشق والاستيلاء على مقر سرية عسكرية في بلدة مورك الاستراتيجية الواقعة على طريق دمشق حلب الدولي في ريف حماة.
وفي حمص، قال المرصد إن القوات النظامية ومقاتلي حزب الله اللبناني «اقتحموا قرية الحسينية» القريبة من القصير في ريف حمص الجنوبي، مشيراً إلى «سقوط قتلى وجرحى من المدنيين»، وإلى «استمرار ملاحقة القوات لمقاتلي المعارضة» في كل مكان يختبئون فيه.
ومنذ سقوط القصير، تعقد اجتماعات في الدول الغربية الداعمة للمعارضة للبحث في كيفية وقف تقدم الجيش السوري على الأرض. وأعلنت واشنطن أنها ستخفف بشكل محدود عقوباتها التجارية ضد سوريا لمساعدة المعارضة.
وفي نيويورك، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 93 ألف شخص بينهم 6500 طفل، قتلوا منذ بداية النزاع في سوريا حتى نهاية أبريل 2013، مشيرة إلى ارتفاع كبير في عدد القتلى الشهري. وفي لبنان، سقطت 4 صواريخ أطلقت من سوريا على مناطق يتمتع فيها «حزب الله» بنفوذ كبير في البقاع، بحسب ما ذكر مصدر أمني.
وجاء ذلك بعد ساعات على قيام مروحية عسكرية سورية بإلقاء قنبلتين على وسط بلدة عرسال التي تقطنها أغلبية سنية متعاطفة إجمالاً مع المعارضة السورية. ودانت فرنسا الغارة التي نفذتها مروحية سورية، معتبرة أنها «غير مقبولة»، ومدرجة إياها في إطار «الاستفزازات ومحاولات المساس بالسلم الأهلي».
في المقابل، أكدت سوريا احترامها سيادة لبنان. وأوضح الجيش السوري في بيان أن قصفه لعرسال تم خلال ملاحقة «إرهابيين» توجهوا إلى الأراضي اللبنانية، متعهداً «باحترام سيادة الجمهورية اللبنانية ووحدة أراضيها وأمن مواطنيها».
من جانبه، شن رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري هجوماً لاذعاً على «حزب الله» متهماً إياه بجر لبنان إلى «مشروع تدميري لن تنجو منه صيغة العيش المشترك»، بسبب تورطه في القتال إلى جانب قوات النظام السوري في سوريا وما يتسبب به ذلك من فرز مذهبي وتوترات أمنية متنقلة في لبنان.