عواصم - (وكالات): وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس «إنذاراً أخيراً» إلى المتظاهرين كي يخلوا على الفور حديقة جيزي في إسطنبول التي شكلت شرارة الاحتجاجات على الحكومة التي تهز تركيا منذ أسبوعين، فيما أعلن المتظاهرون أنهم يرفضون إخلاء المكان رغم «الإنذار الأخير» الذي وجهه أردوغان تحت طائلة تدخل الشرطة.
وصرح أردوغان «حافظنا على صبرنا حتى الآن لكن صبرنا بدا ينفد. أوجه إنذاري الأخير: أيتها الأمهات والآباء الرجاء سحب أبنائكم من هناك»، وذلك في كلمة في أنقرة أمام رؤساء البلدية المنتمين إلى حزبه العدالة والتنمية المنبثق من التيار الإسلامي. وأضاف « لا يمكننا الانتظار أكثر من ذلك لأن حديقة جيزي ليست ملكاً للقوى التي تحتلها. إنها ملك للجميع». وتابع «أدعو إخواني المدافعين عن البيئة: لا تجعلونا نشعر بالحزن لفترة أطول.
دعونا ننظف حديقة جيزي لإعادتها إلى أصحابها الشرعيين، سكان إسطنبول».
وفي خطابه أكد أردوغان عزمه على استشارة سكان إسطنبول حول المشروع المتعلق بساحة تقسيم وحديقة جيزي التي كان نبأ هدمها الشرارة التي ساهمت في اندلاع التظاهرات في 31 مايو الماضي. وقال رداً على المتظاهرين الذين أكدوا أن استفتاء لن يكون قانونياً «يمكن لبلدية استشارة سكانها على مستوى إقليم بيوغلو حيث تقع الحديقة أو مدينة إسطنبول، ليس هناك أي عقبة قانونية». من جانبه، أكد وزير الداخلية التركي معمر غولير أن احتلال حديقة جيزي في إسطنبول يجب أن يتوقف سريعاً. من جهته، أكد ممثل للمتظاهرين أن اقتراح أردوغان إجراء استفتاء ليس قانونياً ولا مرغوباً فيه.
جدير بالذكر أن الجيش الذي يريد أن يكون حارس إرث مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، هو الغائب الأكبر في حركة الاحتجاج على حكومة رئيس الوزراء الإسلامي الذي سعى منذ وصوله إلى السلطة في 2002 إلى الحد من سلطته.