واشنطن - (وكالات): قال مدير عام وكالة الأمن القومي الأمريكي الجنرال كيث الكسندر المكلف ببرنامج لجمع وتحليل بيانات الأنترنت والهاتف أن برامج المراقبة التي تقوم بها وكالته ساهمت في منع «عشرات الهجمات الإرهابية». ورداً على أسئلة تعكس تشكيك البرلمانيين، في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي، أكد أن برامج وكالته تخضع لإشراف مناسب من القضاء والكونغرس، مضيفاً «إنها معلومات سرية لكن الأمر يتعلق بعشرات الأحداث الإرهابية التي أسهم هذا البرنامج في منعها هنا وفي الخارج». وهي المرة الأولى التي يخضع فيها الكسندر للمساءلة العامة منذ كشف المتعاقد السابق مع الوكالة ادوارد سنودن عن البرنامج. وأضاف «أريد أن يعرف الأمريكيون أننا شفافون في هذه المسألة»، مشدداً على أن «ثقة الشعب الأمريكي ضرورة مقدسة» كي تتمكن وكالته من القيام بعملها. في الوقت ذاته، صرح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي اي» روبرت مولر أن السلطات الأمريكية بدأت تحقيقاً جنائياً وتتخذ «جميع الخطوات الضرورية» لملاحقة سنودن قضائياً لكشفه عن برامج مراقبة أمريكية سرية. والشهر الماضي، اختفى سنودن التقني العامل المتعاقد مع قاعدة لوكالة الأمن القومي في هاواي بعد تحميل وثائق سرية ليظهر في نهاية الأسبوع في هونغ كونغ لإجراء مقابلات صحافية.
وأحرج سنودن وأغضب إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بكشفه عن جمع الوكالة تسجيلات اتصالات ملايين المشتركين الأمريكيين في خدمة الهاتف واستهدافها بيانات الأنترنت الخاصة بمستخدمين أجانب.
وأثار الأمر خلافاً حول الخصوصية وحدود السلطة التنفيذية في العصر الرقمي على ما كان ينوي سنودن بحسبه ودعوات إلى توقيف المسرب وإعادته إلى بلاده للمحاكمة. وصرح سنودن لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست في هونغ كونغ أنه سيقاوم أي محاولة لتسليمه، متهماً وكالة الأمن القومي الأمريكية بإجراء عشرات آلاف هجمات القرصنة حول العالم.
ورداً على سؤال عن سنودن، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشونيينغ في لقاء صحافي دوري «لا معلومات لدي لأقدمها».
ولزم الإعلام الصيني الصمت نسبياً حيال المسألة. لكن صحيفة تشاينا دايلي أكدت أن أخبار البرنامج الأمريكي «ستشوه بالطبع صورة واشنطن في الخارج وستشكل امتحاناً للعلاقات الصينية الأمريكية».
وقالت الصحيفة الرسمية إن «كيفية التعامل مع القضية سيطرح تحدياً للنوايا الحسنة الناشئة بين بكين وواشنطن نظراً إلى وجود سندن على أراض صينية، فيما تشهد العلاقة بين البلدين توتراً مستمراً حول أمن الأنترنت». وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية أن بلادها ضحية للهجمات على الأنترنت وأن «الصين تدعو بشدة إلى ضمان أمن الأنترنت».