يطمح الإصلاحيون إلى الفوز اليوم في الانتخابات الرئاسية الإيرانية بعد 4 سنوات على فوز محمود أحمدي نجاد بها، من خلال نجاحهم في الاتحاد مع المعتدلين في مواجهة معسكر المحافظين المنقسم.
ومن المرشحين الستة الذين لا يزالون يخوضون الاقتراع برز 3 في صفوف المحافظين وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وكبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي.
وانتهت الحملة الانتخابية مساء أمس الأول لكن المفاوضات مستمرة في الكواليس لمنع المعتدل حسن روحاني من الاستمرار في السباق في 21 يونيو الجاري.
واتحد المعتدلون والإصلاحيون وراء روحاني بعد انسحاب الإصلاحي محمد رضا عارف، ومنذ ذلك الوقت تحرك مناصروه على شبكات التواصل الاجتماعي ودعوا إلى التصويت بكثافة له. وقبل 4 سنوات كانت إعادة انتخاب أحمدي نجاد أفقدت الإصلاحيين كل أمل.
ودان المرشحان الخاسران مير حسين موسوي ومهدي كروبي عمليات التزوير على نطاق واسع وطلبا من مناصريهما التظاهر. وكانت حركة الاحتجاج قمعت بقوة ووضع الزعيمان الإصلاحيان في الإقامة الجبرية منذ 2011.
وصرح مهدي فضائلي المحلل السياسي المحافظ ومقره طهران «يعتبر حسن روحاني الآن من أبرز المرشحين وفرصه في الوصول إلى الدورة الثانية إذا اقتضى الأمر كبيرة» بعد اتحاد الإصلاحيين والمعتدلين.
وفي جانب المحافظين تضاعفت الدعوات للتنازل لصالح المرشح الأوفر حظاً في حين يبدو أن قاليباف وجليلي في أفضل موقع.
لكن المرشحين الثلاثة لخلافة أحمدي نجاد استبعدوا فكرة الانسحاب من السباق وأكدوا بأنهم ماضون حتى النهاية.
وكتب حسين شريعتمداري كاتب الافتتاحية أمس في صحيفة كيهان المحافظة أن المرشحين من خلال العناد «يشتتون أصوات المحافظين».
من جهته، قال رضا مراشي من المجلس الوطني الإيراني الأمريكي ومقره واشنطن «حتى الآن التحالف بين الإصلاحيين والوسطيين نجح حيث أخفق المحافظون: بناء تحالف والاتحاد حول مرشح واحد».
وحصل حسن روحاني المرشح المعتدل البالغ من العمر 64 عاماً على دعم الرئيسين السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني المعتدل ومحمد خاتمي الإصلاحي.
كما حظي المفاوض السابق لملف إيران النووي بين عامي 2003 و2005 بدعم من جمعية قدامى المحاربين التي تضم رجال دين إصلاحيين وتعتبر قريبة من الرئيس خاتمي.
وأعلن خاتمي الذي تولى الرئاسة في إيران بين عامي 1997 و2005 في رسالة «أطلب من الجميع وخصوصاً الإصلاحيين» التصويت لروحاني.
وبعد ذلك دعا رفسنجاني الذي تولى السلطة بين عامي 1989 و1997 واستبعد من الاقتراع الرئاسي، الناخبين إلى المشاركة في التصويت رغم «الشكوك». وأكد وفقاً لوكالة الأنباء مهر أن «الاستطلاعات تظهر أن روحاني في الطليعة». وكانت الأزمة الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي في صلب الحملة الانتخابية. وتشتبه الدول العظمى بأن تسعى إيران إلى امتلاك القنبلة الذرية وهو ما تنفيه طهران. وبرزت هوة بين المرشحين حول الموقف الواجب انتهاجه مع الغرب. ويؤيد جليلي الممثل المباشر للمرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي النهج المتشدد داعياً إلى «اقتصاد مقاومة» ورفض تقديم أي «تنازلات» للدول الكبرى.
أما علي أكبر ولايتي فهو يعتمد على خبرة اكتسبها بتوليه حقيبة الخارجية 16 عاماً لخفض الضغوط على إيران. وقال «الدبلوماسية ليست فقط العنف والصرامة بل هي التسوية والتوافق». ويريد قاليباف تحريك المفاوضات المستمرة منذ 2005 «بحكمة».
وهم يعلمون جميعاً أنه لن يكون لديهم سوى نفوذ محدود على الملف النووي لأن المسائل الاستراتيجية تحت سلطة آية الله خامنئي المباشرة.
من جهته، دعا المرشد الأعلى الذي لم يختر أياً من المرشحين إلى مشاركة مكثفة في الاقتراع. وأكد أن «البعض لا يريدون ربما دعم الجمهورية الإسلامية لسبب ما لكن من أجل بلادهم عليهم الإدلاء بأصواتهم».
ودعت شبكات التواصل الاجتماعي التي نجحت في استئناف نشاطاتها المتوقفة منذ 4 سنوات على إثر مساهمتها في التعبئة ضد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، إلى التصويت اليوم.
وكان المرشحان الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي اعتمدا على موقعي فيسبوك وتويتر للدعوة إلى التظاهر ضد إعادة انتخاب أحمدي نجاد في 2009. ومنذ ذلك الحين حجب الموقعان.
لكن مستخدمي الإنترنت يتمكنون من دخول الموقعين بفضل برامج تسمح بالالتفاف على الرقابة. وأخيراً وفي سان فرانسيسكو، نددت مجموعة غوغل بمحاولات سرقة كلمات مرور لحسابات عشرات آلاف الإيرانيين. وكتب نائب رئيس المجموعة إريك غروس على مدونته الإلكترونية أن «اختيار الأهداف والتوقيت يوحي بأن هذه الهجمات ناتجة عن دوافع سياسية على علاقة بالانتخابات الرئاسية الإيرانية». وتابع أن «هذه الحملات التي يتم شنها من إيران زادت إلى حد كبير أنشطة تصيد المعلومات في هذه المنطقة».
«فرانس برس»