حث الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور محمد حسان «المسلمين على الاجتهاد في العبادة خلال شهر شعبان»، موضحاً أنه «شهر فضيل يغفل عنه كثير من الناس»، فيما اعتبر أن «الله جل وعلا قد جعلهُ مقدمةً حقيقيةً لتهيئةِ القلوبِ والنفوسِ والأرواحِ والأبدانِ لاستقبال شهر رمضان الكريم».
وقال إن «شهر شعبان توطئةٌ كريمة، وتهيئةٌ جليلة، يقبل فيه المسلم على رمضان إقبالاً يليق بالشهر المعظم، ويهيأ فيه للصيام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في شعبان، حتى ورد في رواية في صحيح البخاري «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبانَ كله»، ولفظة كله كما يقول علماء الأصول «خرجت مخرج الغالب أي غالب أيام هذا الشهر الفضيل»».
ودعا د.حسان إلى «الإكثار من الصيام والقيام خلال شعبان، على أن تشدد الأوبة والتوبة، فهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله، وعلى المسلم أن يحرص على أن يرفع عمله الصالح وهو صائم قائم، وعليه أن يحرص على أن ترفع له توبة تجب ما قبلها».
وأضاف «لذا كان صلى الله عليه وسلم يحرص على الصيام في هذا الشهر الفضيل، ووالله لو علمنا فضل الصيام لحرصنا عليه وما ضيعناه، ففي الصحيحين من حديث أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً»، والمراد بالخريف هنا العام أي يباعدُ اللهُ وجهه عن النار 70 عاماً بصيامِ يومٍ واحدٍ يبتغي به وجه الله تعالى».
واشار د.حسان إلى أن «صيام شعبان سنة وليس واجباً، والإكثار من الصيام في شعبان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام، وصيام يوم النصف من شعبان وهو الخامس عشر، مستحب صيامه، كيومٍ ثالثٍ من الأيام القمرية البيض، لأنه يومٌ من الأيام الغُر الذي يستحب ويندب صيامه».
وفي ما يتعلق بحكم إحياء ليلة النصف من شعبان، أوضح د.حسان أنه «لا أصل له، ولو كان من النبي صلى الله عليه وسلم لوصل إلينا ولنقل إلينا بالتواتر ولم يصح عن النبي أنه كان يقيمُ ليلةَ النصفِ من شعبان بأصحابه في المسجد النبوي، لكن لو أراد أحد أن يقوم الليلَ في بيته في هذه الليلة أو في غيرها من الليالي فَبِهَا ونعمة، وما أعظمها من طاعة وقربة، أما أن يجتمع الناس في ليلة النصف من شعبان لصلاة التسابيح أو لصلاة الرغائب أو لغير ذلك فلا أصل لهذا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان والله خيراً لسبقنا إليه الرسول عليه الصلاة والسلام».
وأوضح د.حسان أنه «لا حرج أن يقيم المسلم الليلة متعبداً في بيته، كأي ليلة من الليالي، ولا حرج أن يتضرع إلى الله بالدعاء، لكن لا يوجد ما يحض على الاجتماع في المساجد في تلك الليلة لأداء صلاة التسابيح أو لصلاة الرغائب أو غير ذلك فهذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفعله السلفُ الصالحُ عليهم رضوان الله».