تقرير - محرر الشؤون المحلية:
نشأ التيار الشيرازي في البحرين بعد أن تم تهميشه وطرده من العراق وإيران والحجر على قياداته التي تتخذ من العنف في كافة النواحي الدينية والحياتية طريقاً لها لتنفيذ معتقداتها، وجاء ذلك بعد الثورة الإيرانية، واحتدام الصراع بين الخميني ومؤسس التيار محمد مهدي الشيرازي حول تفسير نظرية ولاية الفقيه.
وعمد الشيرازيون بعد قدومهم إلى المملكة للسيطرة على إمامة الجماعات في المساجد واعتلاء المنابر الدينية ورئاسة الصناديق الخيرية، وحلقات التعليم بالمساجد والحسينيات، سعياً منهم إلى تكريس همهم الأول والأخير مسخ شخصية أبناء الطائفة الشيعية والانكفاء بهم عن أي قوى واتجاهات معارضة والتركيز على إيقاعهم في شباك التبعية العمياء وتهيئة الظروف والأجواء العامة لإنجاح عملية الانقلاب على النظام السياسي متى سنحت الفرصة وقويت الشوكة، كما أوضح الشيخ محسن العصفور في تصريحات صحافية سابقة. ويحاول قادة التيار اجتذاب الشباب إليهم من خلال الأحلام السياسية التي تمخضت في إيهامهم بإمساك حقائب وزارية وتشكيل حكومة منتظرة وتوزيع الوزارات المعنية عليهم بعد أن بدأ مركزهم الرئيسي في قم «حوزة القائم» بخلق رموزاً دينيين وسياسيين وقادة مستقبليين لخلاياهم في المنطقة وإرسالهم للبحرين ومنطقة القطيف، وأكثرهم لا يعلمون دخائل ما يزجون فيه ومصير ما يقومون به من حراك متطرف وتنظيم حزبي. ويركز التيار الشيرازي على تكوين خلايا وعصابات ذات تبعية عمياء في كل قرية ومدينة وذلك لاستخدامهم في عمليات التخريب والترهيب التي تعجّ بها القرى، وتعكس وجود خلايا نائمة أو عصابات حزبية تنشط بين الحين والآخر بناء على توجيهات من قادة ذلك التيار بغية الترويع والترهيب للأكثرية.
ومن جهة أخرى، فإن السيد صادق الشيرازي في قم، طلب قبل سنوات طويلة في وسائل الإعلام إعادة ضم البحرين كمحافظة إلى الدولة الإيرانية، ما اضطر الحكومة الإيرانية وقتها إلى فرض الإقامة الجبرية عليه ومنعه من الاستمرار بمثل تلك التصريحات وغيرها وإرسال موفد حكومي رسمي خاص إلى البحرين ليطمئن قيادتها بأن تصريحات الشيرازي لا تمثل إلا رأيه الشخصي وتنفي الحكومة الإيرانية أي تبني لها أو قبول بها، وليس فيما يتعلق بالبحرين فقط وإنما لجميع دول الجوار على حد سواء وأنه ليس لها أطماع بالقيام بذلك.
ولفت العصفور إلى أن خصومة إيران مع حزبي الدعوة والشيرازي استمرت حتى سقوط صدام فاضطرت لفتح القنوات معهما لتطلب المصالح الإقليمية، فحصرت دعمها بشكل مباشر للمجلس الأعلى الإسلامي بقيادة الحكيم، وذلك بعد قطيعة لأكثر من عقدين من الزمن، وللأسف نتج عن ذلك وقوع السياسة الإيرانية في مصيدة الدجل الإعلامي لهذين الحزبين المتمرسين في شؤون الإعلام ووكالات الأنباء.
ووصف مصدر أمني ائتلاف 14 فبراير بأنه يمثل التيار الشيرازي في البحرين، وقال إن 70 في المائة من المنتمين لهذا التيار يتمركزون في قرية بني جمرة، مؤكداً لجريدة الشرق الأوسط في عددها الصادر بتاريخ 3 من الشهر الحالي، أن اتهام وزارة الداخلية لسكان القرية بأنهم منتمون للتيار الشيرازي جاء بناء على إحصاءات ودلائل.
وقال إن لهذا التيار، الذي وصفه بالعنيف، امتداداً في مناطق أخرى في البحرين، لكنه يتمركز في هذه القرية، وأضاف أن غالبية من تم القبض عليهم والتحقيق معهم وكان لهم دور في الأحداث كانوا منتمين له. وذكر أن المنتمين للتيار الشيرازي نشطوا في فترات متفاوتة للقيام ببعض الأعمال الإرهابية التي استهدفت رجال الأمن، وإنهم تدربوا في العراق.