قال القائم بأعمال مدير إدارة التنوع الحيوي بالمجلس الأعلى للبيئة عبدالقادر خميس رئيس الفريق المختص إن الحوت النافق الجانح على فشت سهيلة قبالة سواحل البديع، جرفته المياه ميتاً وعلق في الصخور المكشوفة في المياه الضحلة التي يتعذر معها الإسراع في سحبه، إلا بعد قرابة الخمسة أيام تحسباً لارتفاع المد، وتمكن المراكب الأكبر من الوصول إليه وسحبه.
وأكد أنه يصعب مع التحلل المتقدم لجسد الحوت، نقله إلا بعد تغطيته بالشباك تجنباً لتفتت جيفته إلى قطع، وتلك هي الخطوة التالية بعد أن تم ربط الحوت بالحبال لتفادي انجرافه مع التيار.
ونبه القائم بأعمال مدير إدارة التنوع الحيوي إلى أن روائح كريهة ستصدر من جيفة الحوت في الأيام المقبلة، مؤكداً لأهالي البديّع والسواحل المجاورة بأن المجلس الأعلى للبيئة حريص على علاج هذا الوضع لولا بعض الصعوبات اللوجستية التي تجعل من موقع الحوت الضحل وضخامته معادلة صعبة تتطلب الصبر لحين ارتفاع منسوب المياه المحيطة بفشت سهيلة ووصول زوارق أو مراكب أكبر حجماً وقوة لسحب الحوت بعيداً والتعامل مع بقاياه بالطرق العلمية والبيئية. وبيّن خميس أن تصنيف الحوت صعب للغاية في هذه المرحلة نظراً لتحلل الملامح والعلامات البارزة التي تميّز فصيلته، موضحاً أن مياه الخليج العربي تحتوي على عدة أنواع من الحيتان، إلا أن هذا النوع من خارج المنطقة، حيث تدخل إليها في أحيان عديدة حيتان ضلّت طريقها.
وأوفد المجلس الأعلى للبيئة على مدار اليومين الماضيين فريقاً من البيئيين والمتخصصين في الحياة الفطرية والحيوانات البحرية لمباشرة وضع الحوت، الذي تم تداول صوره حديثاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلمت «الوطن» من مصادر مطلعه أن فريق المجلس الأعلى للبيئة أمضى وقتاً في التفاوض مع بعض المقاولين للمساهمة في نقل الحوت الذين قدموا المصلحة المادية المتمثلة في التكلفة الباهظة المطلوبة مقابل التزامهم بالمسؤولية الاجتماعية المؤسسية المتمثلة بنقل الحوت وخدمة الأهالي والمصلحة العامة، علماً بأن هذه المهام في الدول الغربية تتم بمبادرات تطوعية دون مقابل من أجل تحسين صورة المؤسسات والشركات.
يذكر أن طول الحوت الضخم يبلغ 12 متراً، وتدل العلامات الأولية الظاهرة على جلده من اصفرار وتحلل أنه قد مات منذ أكثر من أسبوع، بالإضافة إلى خروج أحشائه من الفم والدبر.