كتب ـ أحمد الجناحي وعايدة البلوشي:
ينظر البعض للسعادة بوصفها بهجة لحظية لا تلبث أن تزول، ويراها آخرون أنها سويعات مرح وفرح نسرقها من بين هموم الحياة اليومية، ويصفها فريق ثالث بأنها معنى مجرد لا يمكن إسقاطه على حالة بعينها.
طرح الفلاسفة تعاريف مختلفة للسعادة، شرقوا وغربوا للإمساك بتلابيبها، ولكنهم في النهاية لم يخلصوا إلى تعريف جامع مانع تطمئن النفس إليه وترتاح.
السر بالتميز
منال صقر تكون سعيدة عندما تتميز في العمل أو الدراسة «أجد سعادتي عندما أنجز عملاً وأتقنه وأتميز به عن الآخرين».
وتكون منال في قمة سعادتها عندما يتميز ابنها الصغير عبدالوهاب «وهبي أولاً وقبل كل شيء عندما أضيع سعادتي أجدها هناك»، وتجد منال سعادتها أيضاً في السفر والترحال «أكون سعيدة عندما أركب الطائرة برفقة عائلتي في إجازة الربيع، وأشعر بالاسترخاء عند قراءة الخواطر الرائعة والأشعار الجميلة».
وتفرغ منال شحناتها السلبية وشعورها بالضيق بالعمل «عندما أشعر بالضيق، أنجز كل أعمالي حتى أصل لدرجة الراحة»، وترى أن الإنسان يصنع سعادته بنفسه ولا يصنعها الآخرون «هو المسؤول الأول والأخير عنها، هي مرتبطة بالقناعة لحد كبير».
ليست هدفاً
سليمان العلوي يجد سعادته في ممارسة عمله بالتصميم «أحب عملي كثيراً، وأشعر بالسعادة وأنسى كل ما يدور حولي عندما أنهمك بالتصميم»، ويؤكد العلوي أن السعادة ليس لها وقت أو مكان أو سبب معين «هي ليست هدفاً نسعى إليه أو غاية، السعادة تأتي متى ما نريد».
وتقول عائشة السادة «تحقيق الأهداف الصعبة تشعرني بسعادة غامرة.. الراحة النفسية عمود السعادة الأول، ودواء الضيق هو اللجوء للإبداع بالمواهب».
وتسأل «لماذا لا نتعلم من مدرسة الصغار الضحك المتواصل؟! الأطفال أساتذة في صناعة السعادة».
عبدالله الجودر يربط السعادة بالناس ويجدها بمشاركة الآخرين «السعادة يصنعها الإنسان بمشاركة الناس، كتابه الشعر والجلوس مع الأصحاب مثلاً تبعد الضيق وتجلب السعادة، هي مرتبطة بكنز القناعة والرضى بالمقسوم».
السعادة اختيار
مريم الغانم تعتقد أن السعادة شعور داخلي باختيار الشخص نفسه «إن أردت أن تصبح سعيداً فهو بيدك، وإن أردت العكس فلن يستطيع أحد إسعادك مهما فعل».
وتضيف «السعادة هي أن تشعر بالفرحة وتنسى الحزن.. الضحك سعادة»، وترى أن السعادة ممكنة عن طريق استذكار المواقف الجميلة.
هيا محمد ترى الحب أساساً للسعادة «الحب والاهتمام من الأهل والأصحاب يجلب السعادة، فعندما يشعر الإنسان أن هناك من يفهمه ويسمع له يشعر بالسعادة»، وتقول هيا «اللعب مع الأطفال ومشاركتهم الكلام والعيش بجوهم يجلب السعادة، وقمة السعادة أن ترسم الابتسامة والفرح على وجوه الأطفال».
الأسرة مصدر السعادة
يشعر جاسم علي بالسعادة الحقيقة عندما يكون في البيت مع الأهل «الأسرة مصدر سعادتي، فمع الأبناء أشعر أني حققت ما أريد، سعادتي تكمن في ابتسامة أطفالي».
وتجد فاطمة أحمد سعادتها في التسوق «أنا مهووسة بشراء الملابس والعطورات والمكياجات والإكسسوارات، ومع بداية كل شهر لا بد أن أذهب للسوق وأشتري ما أحتاجه وما لا أحتاجه».
نواف سالم يشعر بالسعادة عندما يذهب إلى المقهى «هناك ترفه عن نفسك بعد عناء يوم عمل شاق، بشكل شبه يومي أذهب مع الأصدقاء إلى القهوة نجتمع ونتجاذب أطراف الحديث حتى منتصف الليل».
ويعلق صديقه علي راشد «الشباب غالباً ما يشعرون بالسعادة مع الأصدقاء، حيث يجتمعون في مكان ما كوفي شوب أو مقهى، وأيضاً نشعر بالسعادة عندما نجتمع لتنظيف وتلميع سياراتنا في الفريج».
ويرى علي في السعادة والعمل نقيضان لا يمكن أن يجتمعان «مع الأسرة تشعر بسعادة لا توصف.. ذلك لا يتحقق بأجواء العمل المملة والمجهدة».
السعادة في البحرين
ويقول محمد ناصر «أشعر بالسعادة عندما أكون في موطني البحرين، بحكم عملي أسافر كثيراً، ففي الشهر الواحد أسافر 6 مرات تقريباً، لذلك عندما أعود إلى البحرين أشعر بالسعادة».
ويضيف «السعادة تختلف من فئة عمرية لأخرى، ففي مرحلة الدراسة كنت أشعر بالسعادة عندما أكون بصحبة الأصدقاء في الحديقة أو المقهى أو المطعم، اليوم أجد سعادتي في البحرين دون عن أي بقعة في العالم».