عواصم - (وكالات): قال البيت الأبيض أمس إن اقامة منطقة حظر طيران في سوريا ستكون أصعب بكثير وأكثر تكلفة مما كان عليه الحال في ليبيا مؤكداً أن الولايات المتحدة ليس لها مصلحة وطنية في المضي في هذا الخيار.
وذكر نائب مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي بن رودس «نشعر بأن أفضل مسار للعمل هو محاولة تعزيز معارضة معتدلة».
وأضاف أن «الولايات المتحدة لا ترغب في إرسال قوات أمريكية أو «جنود على الأرض» في سوريا، وقال إن فرض منطقة حظر طيران على البلاد قد يستلزم تدخلاً عسكريا أمريكياً مكثفاً غير محدد المدة».
في المقابل، ردت دمشق على اتهام واشنطن لها باستخدام أسلحة كيميائية، معتبرة أنه «أكاذيب ومعلومات ملفقة»، فيما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة تحفظاً عن إمكان تسليح مقاتلي المعارضة السورية، لافتاً إلى أن هذا الأمر لن يساهم في تحسين الوضع.
وكانت الولايات المتحدة شددت موقفها من النزاع السوري، متهمة نظام الرئيس الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، متعهدة بتقديم «دعم عسكري» لمقاتلي المعارضة، من دون أن تحدد طبيعة هذا الدعم.
وقبل وقت قصير من التعليق السوري، اعتبرت موسكو أبرز الحلفاء الدوليين للنظام السوري، أن الاتهامات الأمريكية «غير مقنعة»، لافتة إلى أن قرار واشنطن بتسليح المعارضين السوريين «سيضر بفرص قيام مبادرة سلام روسية أمريكية جديدة حول الأزمة في سوريا».
في المقابل، أعلنت بريطانيا أنها متفقة مع الولايات المتحدة، فيما أعلن الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة في بيان أصدره مكتبه في الولايات المتحدة «ترحيبه بزيادة الدعم الأمريكي ولا سيما الدعم العسكري المباشر».
وفي نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «ليس هناك حل عسكري» للنزاع السوري، مضيفاً في تعليق على القرار الأمريكي بتسليح مقاتلي المعارضة السورية أن «تسليم الجانبين مزيداً من الأسلحة لن يحسن الوضع». وأضاف أن «الطريق العسكري يؤدي مباشرة إلى تفكك البلاد وتصاعد التوتر الديني والطائفي»، موضحاً أن الأمم المتحدة تجهد مع موسكو وواشنطن لعقد مؤتمر جنيف 2 «في أقرب وقت». وإذ تناول اتهام واشنطن للنظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية، شدد بان على «ضرورة إرسال بعثة تحقيق ميداني إلى سوريا تستطيع جمع عيناتها الخاصة وتحديد الوقائع».
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن إقرار الولايات المتحدة باستخدام دمشق أسلحة كيميائية يؤكد ضرورة «ممارسة ضغط، ولو عسكري» على النظام السوري.
في الوقت ذاته، دان مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تدخل جميع المقاتلين الأجانب في سوريا ولاسيما مقاتلي حزب الله.
وقد تبنى المجلس قراراً في هذا الشأن قدمته الولايات المتحدة وقطر وتركيا والسعودية، بـ 37 صوتاً ومعارضة صوت واحد هو صوت فنزويلا، في حين امتنعت 6 دول عن التصويت.
ميدانياً، وقعت معارك ضارية في مدينة حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن قوات النظام قصفت حي الصاخور ما أدى إلى سقوط قتلى.
سياسياً، أعلن يوري أوشاكوف المستشار الدبلوماسي للكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي باراك أوباما سيبحثان الأزمة السورية في لقاء ثنائي في إطار قمة مجموعة الثماني في أيرلندا الشمالية.
وفي إسطنبول، أفاد مصدر سوري معارض أن ممثلين للدول التي تدعم المعارضة السورية التقوا قائد الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس لمناقشة إمكان تسليح مقاتلي المعارضة. وشارك بضعة آلاف من الإسلاميين في مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة في تظاهرة بهدف «نصرة الشعب السوري» نظمتها أحزاب وحركات إسلامية غداة يوم من دعوة علماء مسلمين سنة للجهاد في سوريا.
وألقى عالم الدين السعودي السني البارز محمد العريفي خطبة الجمعة داعياً إلى الجهاد في سوريا بكل شكل ممكن.
من جهتها، ألقت جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة في مصر باللوم على الشيعة في إثارة التوتر الديني عبر التاريخ الإسلامي، حيث انضمت الجماعة إلى دعوة علماء الدين السنة للجهاد ضد الحكومة السورية وحلفائها الشيعة. وقال المتحدث باسم الإخوان في القاهرة أحمد عارف أن السنة لم يتورطوا قط عبر التاريخ في إشعال حرب طائفية، مضيفاً أن «حزب الله» شن «حرباً طائفية» جديدة الشهر الماضي بانضمامه إلى الأسد.
وقال مساعد لمرسي إن الحكومة لا يمكنها منع المصريين من السفر ولن تعاقب أي شخص يذهب إلى سوريا، حيث قال إن الكثيرين يشاركون في أعمال الإغاثة.
وفي السعودية، حث خطيب الجمعة بالمسجد الحرام في مكة الشيخ سعود الشريم المصلين على دعم مقاتلي المعارضة السورية «بشتى السبل» في أحدث سلسلة من الحملات الخطابية على الرئيس السوري بشار الأسد مما يعكس تنامي التوتر الطائفي عبر الشرق الأوسط. واتخذت الانتفاضة التي يقودها السنة ضد الأسد المدعوم من إيران بعداً طائفياً منذ إعلان حزب الله اللبناني الشيعي خوضه الحرب رسمياً إلى جانب الأسد.
وفي خطبته بالمسجد الحرام ندد الشيخ الشريم بالأسد ووصفه بالطاغية الذي تورط جنوده في اغتصاب نساء وقتل أطفال وتدمير منازل على مدار العامين المنصرمين.
وبعد مساعدة حزب الله لقوات الأسد في استعادة بلدة القصير الاستراتيجية في وقت سابق من هذا الشهر أعلن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي توقفه عن دعم المصالحة السنية الشيعية ودعا بدلاً من ذلك «للجهاد» في سوريا. وجرى التصديق على دعوته في مؤتمر لعلماء المسلمين استضافته القاهرة أمس الأول لبحث الموقف في سوريا.