أنقرة - (وكالات): حض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس متظاهري حديقة جيزي في إسطنبول على إخلائها بعد تعهده بتعليق مشروع تطوير الموقع الذي أثار موجة احتجاجات مناهضة للحكومة بانتظار صدور قرار قضائي بشأنه. وفي مواجهة الضغوط الناجمة عن موجة الاحتجاجات التي تهز البلاد منذ أسبوعين، أكد رئيس الحكومة أنه استمع إلى مطالب الناشطين البيئيين الذين يعارضون تدمير الحديقة، وقد التقى للمرة الأولى ممثلين اثنين معروفين عن هؤلاء المحتجين.
وقال أردوغان لأعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم خلال كلمة أدلى بها في أنقرة وبثتها قنوات التلفزيون التركية «أيها الشبان، لقد مكثتم طويلاً في الحديقة وأوصلتم رسالتكم. إذا ما كانت رسالتكم تتعلق بحديقة جيزي، فحسنا، لقد وصلت الرسالة». وفي تخل واضح عن نبرة التهديد وتحديد المهل التي استخدمها البارحة، طلب أردوغان من المتظاهرين الذين لايزالون في حديقة جيزي إخلاء المكان في أسرع وقت. وقال «آمل أن ينتهي كل شيء بسرعة». وكما سبق وقال لممثلي المتظاهرين الذين استقبلهم على مدى 4 ساعات في مقر إقامته، أكد رئيس الوزراء التركي أنه لن يمضي في مشروع تطوير حديقة جيزي قبل انتهاء المسار القضائي الذي أطلقه معارضو المشروع وأنه سيأخذ برأي سكان إسطنبول في مصير هذه الحديقة. وأضاف «سننتظر القرار النهائي من جانب القضاء وعندما سيحصل ذلك، سنجري تصويتاً عاماً، وسنقبل بالنتيجة التي ستصدر. ماذا عساني القول أكثر؟». وفي 31 مايو الماضي، قررت محكمة إدارية في إسطنبول لجأ إليها معارضو المشروع تعليق أعمال التأهيل في الموقع. وسارعت الحكومة إلى الطعن بالقرار. ومن المتوقع استمرار المسار القضائي في هذه القضية لأشهر عدة.
ولدى الخروج من أول لقاء مع رئيس الوزراء، أدلى المتحدثون باسم تنسيقية القوى المشاركة في اعتصام حديقة جيزي، للمرة الأولى بتعليقات إيجابية، بناء على تفسير موقف أردوغان بأنه «لن يتم استكمال المشروع طالما أن القضاء لم يتخذ قراره النهائي».
إلا أن وعود الحكومة تم استقبالها بفتور من جانب مئات الناشطين الذين باتوا ليلتهم داخل خيمهم تحت الأشجار الـ600 المهددة في الحديقة.
وبعد اندلاعها كردة فعل على القمع العنيف من جانب الشرطة لمتظاهري حديقة جيزي في 31 مايو الماضي، تحولت الاحتجاجات بسرعة إلى حركة سياسية. ومنذ أسبوعين، يطالب المتظاهرون بتنحي أردوغان المتهم بالنزعة السلطوية والسعي إلى «أسلمة» تركيا، البلد المسلم ذو الإرث العلماني. وتفيد آخر حصيلة نشرتها نقابة الأطباء أن التظاهرات أسفرت عن سقوط 4 قتلى هم 3 متظاهرين وشرطي، ونحو 7500 جريح بينهم 50 إصاباتهم خطيرة.