عواصم - (وكالات): فاز الإصلاحي حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية منهياً 8 أعوام من حكم المحافظين في إيران، وفق ما أعلن وزير الداخلية الإيراني أمس. وأثار انتخاب روحاني من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الإيرانية بحصوله على 50.68% من الأصوات مفاجأة كونه يمثل عودة للإصلاحيين إلى الحكم في الجمهورية الإسلامية. ولاقت عواصم غربية هذا الأمر بإعلان الاستعداد للعمل مع الرئيس الجديد في وقت سارعت المعارضة السورية إلى دعوة روحاني إلى «إصلاح» موقف بلاده من النزاع في سوريا. ويخلف رجل الدين المعتدل الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي أثارت إعادة انتخابه في العام 2009 موجة احتجاجات قابلتها السلطات الإيرانية بقمع عنيف. وفي أول موقف له بعد انتخابه، أشاد الرئيس الإيراني المنتخب بـ «انتصار الاعتدال على التطرف»، طالباً «الاعتراف بحقوق» إيران على الصعيد النووي.
وأعرب روحاني عن «امتنانه للمرشد الأعلى» الإيراني آية الله علي خامنئي معتبراً أنه «ابنه الأصغر»، فضلاً عن إشادته بـ»دور أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي» الرئيسين السابقين المعتدل والإصلاحي اللذين أيداه في حملته الانتخابية. وقبيل ذلك، رحب المرشد الأعلى بانتخاب روحاني، مؤكداً أنه «على الجميع مساعدة الرئيس الجديد وحكومته». وكان روحاني وعد بمزيد من المرونة في الحوار مع الغرب إلا أن فوزه لن يحمل تغييراً كبيراً في السياسة الإيرانية في ملفات استراتيجية مثل النووي أو العلاقات الدولية التي تخضع لقيادة مباشرة من المرشد الأعلى علي خامنئي.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلنت واشنطن أنها مستعدة للتعاون «مباشرة» مع طهران، فيما دعت بريطانيا الرئيس الإيراني الجديد إلى «وضع إيران على سكة جديدة»، وخصوصاً عبر «التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الإيراني». أما فرنسا فأعلنت على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس أنها «أخذت علماً بانتخاب حسن روحاني» رئيساً لإيران وهي «مستعدة للعمل» معه خصوصاً حول الملف النووي و»انخراط إيران في سوريا». كذلك أعربت وزيرة الخارجية الإيطالية ايما بونينو عن أمل إيطاليا بعد فوز حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، في تطوير علاقات ثنائية وحوار بناء بين ايران والمجتمع الدولي. من جانبه دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان روحاني إلى «إصلاح» موقف بلاده التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد. وأما الخارجية الإسرائيلية فقللت من دور الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني الذي يعتبر معتدلاً، مؤكدة أن سياسة إيران النووية يحددها المرشد الأعلى علي خامنئي. من جانبه اعتبر وزير الدفاع المدني الإسرائيلي جيلاد ايردان أن فوز حسن روحاني برئاسة إيران قد يحمل نتائج سلبية بالنسبة لإسرائيل من خلال تخفيف الضغوط الدولية على البرنامج النووي الإيراني.
وحصل روحاني على 18.6 مليون صوت من أصل 36.7 مليون صوت، أي 50.68% في الدورة الأولى للانتخابات متقدماً على 5 مرشحين محافظين، وفق ما أوضح الوزير مصطفى محمد نجار في النتائج النهائية التي أعلنها.
ولفت نجار إلى أن نسبة المشاركة بلغت 72.7% من أصل عدد الناخبين 50.5 مليون ناخب إيراني، مقابل 85% في عام 2009. وبذلك، تقدم روحاني بفارق كبير على رئيس بلدية طهران المحافظ محمد باقر قاليباف «6.07 ملايين صوت» وكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي «3.17 ملايين» المدعوم من الجناح المتشدد في النظام. ووجه التلفزيون الرسمي تهنئته إلى الرئيس الجديد. بدوره، وجه الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد رسالة تهنئة إلى روحاني. وكانت إعادة انتخاب احمدي نجاد عام 2009 أشعلت تظاهرات لأنصار المرشحين الإصلاحيين الذين تحدثوا عن عمليات تزوير كبيرة. وتم قمع الحركة الاحتجاجية بشدة واعتقل العديد من القادة المعتدلين والإصلاحيين.
واستفاد روحاني من انسحاب المرشح الإصلاحي الوحيد محمد رضا عارف كما تلقى دعم الرئيسين السابقين المعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني والإصلاحي محمد خاتمي.
ومع أنه يمثل المرشد الأعلى علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، فإن روحاني يدعو إلى مرونة أكبر في التعامل مع الغرب، هذا الحوار الذي كان أداره بين 2003 و2005 في عهد خاتمي. وأشار خلال حملته إلى مباحثات مباشرة محتملة مع الولايات المتحدة العدو التاريخي لإيران.
وبعيد إعلان النتائج الرسمية، نزل آلاف الإيرانيين إلى شوارع العاصمة ونفذوا مسيرات سيارة أو راجلة للاحتفال بفوز روحاني. وتجمع نحو ألف شخص في إحدى الساحات الكبيرة بوسط طهران للاحتفال بفوز مرشحهم. ولوح هؤلاء بصور لروحاني وأدوا أناشيد. وشمال المدينة تم الاحتفال بفوز روحاني بإطلاق العنان لأبواق السيارات. وخلال النهار، انتشر رجال الشرطة في الساحات الكبرى للعاصمة تحسباً لإعلان النتائج.
وبحسب الدستور الإيراني، الرئيس هو الرجل الثاني في النظام. إلا أن عليه التعاطي مع باقي أركان الحكم من المحافظين خصوصاً في مجلس الشورى والقضاء.